واشنطن - أطلقت ناسا بالتعاون مع وكالة الفضاء الأوروبية والمركز الألماني للفضاء دراسة الجاذبية الاصطناعية عند الاستلقاء (AGBRESA). وتهدف الدراسة الجديدة إلى إيجاد طرق فعالة وهادفة وعلمية للقضاء على أمراض تصيب رواد الفضاء بسبب انعدام الجاذبية في مقدمتها ضمور العضلات والعظام وضعف البصر. والسفر إلى الفضاء يعرض الرواد إلى أنواع من الإشعاعات غير مألوفة على سطح الأرض قد تسبب أمراض السرطان والقلب واضطرابات بصرية. وأظهرت دراسات أن اضطرابات تصيب نظر ثلاثة أرباع رواد الفضاء الذين يقيمون لفترات طويلة في الفضاء بسبب التغير في ضغط السائل الدماغي الشوكي الناجم عن الجاذبية الصغرى. ففي العقد الأخير ومع بقاء عدد متزايد من الطواقم لأشهر عدة في محطة الفضاء الدولية، بدأ أطباء وكالة الفضاء الأميركية يلاحظون اضطرابات في النظر لدى رواد الفضاء الذين يبقون لفترة طويلة في المدار. وكان الرواد يعانون من تشوش في النظر فيما أظهرت فحوصات معمقة عدة تغيرات بنيوية من بينها تسطح مقلة العين والتهاب في أطراف الأوتار البصرية وضعف البصر. وهذه الأعراض المعروفة باسم "اضطراب النظر الناجم عن تغير في الضغط داخل الجمجمة" كانت موضع عرض خلال المؤتمر السنوي للجمعية الاميركية الشمالية للتصوير بالأشعة المنعقد في ايلينوي شمال الولايات المتحدة. واظهرت دراسة حديثة أن الرواد الذين أرسلوا إلى القمر في رحلات "كانوا أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بأمراض القلب الوعائية بسبب تعرضهم للإشعاعات الكونية". وكانت دراسة مشابهة أجريت على فئران ونشرت في العام 2015 أظهرت أن التعرض للأشعة يؤدي إلى الإضرار بالجهاز العصبي والإصابة باضطرابات إدراكية دائمة. وستختبر الدراسة الجديدة الممولة من طرف ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية والمركز الألماني للفضاء استخدام الجاذبية الاصطناعية لمنع أمراض ضمور العضلات والعظام وضعف البصر التي تصيب رواد الفضاء عندما يقضون فترات طويلة من الزمن في الفضاء. المرحلة الأولى من الدراسة جارية بالفعل وتضم 12 من الذكور و12 من الإناث. وتبحث الوكالات حاليا عن مشاركين تتراوح أعمارهم بين 25 و55 عاما للمرحلة الثانية من الدراسة. وتدفع الدراسة للمشاركين مبلغ 16500 يورو، أو ما يقرب من 18500 دولار أميركي. وسيتعين على المشاركين في التجربة العلمية البقاء في السرير في أحد المخابر في ألمانيا لمدة 60 يوما. وستكون جميع أنشطة التجارب والوجبات والنشاطات الترفيهية في وضع الاستلقاء، وفقا لبيان صحفي، وسيجري تقييد الحركة من أجل منع وضع أي ضغط على أجسام المشاركين. صممت هذه التجربة لمحاكاة تأثيرات الجاذبية الطبيعية، حيث تميل الأسرّة بمقدار ست درجات لإعادة إزاحة سوائل الجسم التي تحدث لرواد الفضاء. وسيخضع المشاركون لاختبارات تحاكي غرف الجاذبية الاصطناعية، حيث سيوضع ثلثا المشاركين في جهاز طرد مركزي خاص يجري تدويره يوميا لإجبار الدم على العودة إلى الأطراف، ثم تقارن النتائج مع المشاركين الذين لم يخضعوا لهذا الاختبار. وقال مشرف على الدراسة "يسمح لنا هذا الاختبار بمعالجة مشاكل ضمور العضلات الناتج عن انعدام الوزن لدى رواد الفضاء". وتجري التجربة في مختبر إنفيهاب envihab وهو جزء من المعهد الألماني لعلوم الفضاء في كولونيا بألمانيا. وفي ظل انتشار مخاوف على صحة الرواد في المهمات الطويلة، تعمل وكالة الفضاء الأميركية على التوصل الى نظام حماية فعال يقي طواقم الرحلات الفضائية البعيدة من الإشعاعات الكونية.
مشاركة :