المهارات الشخصية تتفوق على «العلمية» في اختيار الموظف

  • 3/30/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: حمدي سعد تتحكم المهارات الشخصية والابتكارية وقدرات التواصل والتفكير الإبداعي في الحصول على الوظائف خلال السنوات القليلة المقبلة، لاسيما مع تساوي الباحثين عن وظيفة في الشهادات العلمية والخبرة وغيرها من المؤهلات التقليدية للمتقدم للوظيفة. ويؤكد خبراء ومتخصصون في التوظيف على هامش النسخة ال19 لمعرض «الإمارات للوظائف 2019»، أن أعداد الباحثين عن عمل تتزايد بصورة كبيرة سنوياً، الأمر الذي يرفع من وتيرة المنافسة على الوظائف المتاحة بسوق العمل، الأمر الذي يجعل من المهارات الشخصية معياراً أساسياً في اختيار المتقدمين للوظيفة. وقالوا: نظراً لكون دولة الإمارات تعد محط اهتمام إقليمي وعالمي للباحثين عن فرص وظيفية في القطاعين الحكومي والخاص، فقد بات الحصول على وظيفة من الأمور التي تحتاج إلى مؤهلات وظيفية ومهارات خاصة. وتشير تقارير مجلة «هارفارد بزنس ريفيو» إلى أن 60% من الوظائف في القرن ال21 تتطلب مجموعة واسعة من المهارات، التي يمتلكها 20% فقط من القوى العاملة؛ ولذلك فإن ملء هذه الفرص الوظيفية بالكامل لن يكون أمراً سهلاً. ويقول محمد المعلم، المدير التنفيذي ومدير عام موانئ دبي العالمية - إقليم الإمارات: تدعم موانئ دبي العالمية استراتيجية التوطين لحكومة دولة الإمارات، ونحن حريصون على تزويد الشباب الإماراتي الموهوب بالفرص والإرشادات اللازمة لتطوير الجيل القادم من قادة الأعمال في الدولة، بما يتماشى مع رؤية صاحب سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، في وثيقة الخمسين. وأضاف: لا يقتصر نهج التوظيف الشامل لدينا على توفير الوظائف فحسب، بل يتعدى ذلك إلى تقديم التدريب والخبرة العملية التي ستساعد أبناءنا من الشباب والشابات على الانخراط في سوق العمل وتحقيق ما يصبون إليه. من جانبه أكد نبيل قائد، مدير إدارة الثروة البشرية والشؤون الإدارية - إقليم الإمارات في «موانئ دبي العالمية» العمل على مجموعة مبادئ أساسية بهدف استقطاب الكوادر الإماراتية والاستثمار فيها لدعم نمو شبكة موانئ دبي العالمية حول العالم. وأوضح أن موانئ دبي حققت نسبة توطين في الإدارة العليا بنحو 98%، كما يمثل العنصر النسائي من المواطنات نحو 40% من نسبة المواطنين العاملين. 100 طيار من جانبه، أكد ناصر بن خرباش، نائب رئيس أول إقليمي لتطوير الموارد البشرية وخدمات الموظفين في مجموعة طيران الإمارات أن المجموعة استطاعت استقطاب أكثر من 3000 مواطن ومواطنة والمحافظة عليهم وتطويرهم بصفة مستمرة عبر عشرات البرامج والدورات التدريبية على مدار العام، الأمر الذي خفض نسبة الاستقالات إلى أدنى المستويات. أضاف ابن خرباش أن مجموعة طيران الإمارات تستهدف تدريب أكثر من 100 طيار وأكثر من 45 مهندساً بجميع الفئات الوظيفية سنوياً، بالتركيز على شباب الخريجين الجامعيين الطموحين وعبر انتقاء أفضل العناصر الذين يتمتعون بخبرات ومهارات جيدة. وأشار ابن خرباش إلى أن جميع العاملين بالمجموعة يخضعون لفرص تدريب وتأهيل بمن فيهم خريجو الثانوية العامة للوصول بهم إلى كوادر تتمتع بالكفاءة والمهنية العالية، يتم ترقيتهم في درجات أعلى بصورة مستمرة حسب الأداء في العمل. وكشف ابن خرباش عن تحقيق مجموعة طيران الإمارات نسبة توطين تصل إلى 10% من إجمالي قوة العمل، فيما تصل نسبة التوطين بالإدارة العليا إلى 25%، كما وصل عدد الطيارين الممارسين وتحت التدريب إلى 632 طياراً مواطناً ومواطنة، مؤكداً على أهمية العنصر النسائي بالمجموعة الذي بات من الدعائم القوية في نمو أعمال المجموعة. تنوع الفرص ويقول ربيع عطايا، المؤسس والمدير التنفيذي لموقع «بيت.كوم» المتخصص في التوظيف على مستوى المنطقة ومقره دبي: لقد لاحظنا وجود تنوّع في فرص العمل المتاحة في دولة الإمارات، وازدهار القطاعات، التي تتطلب الإبداع؛ مثل تكنولوجيا المعلومات والتسويق وتحليل البيانات. أضاف عطايا، أدى ظهور تقنيات حديثة في مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا إلى إجراء العديد من التغييرات والتطوّرات في سوق العمل في دولة الإمارات، فيما ازدهرت قطاعات عدة؛ أبزرها: تكنولوجيا المعلومات وعلم البيانات. وأوضح: «إنه وعلى الرغم من أن التركيز أصبح أكثر على الوظائف التي تتطلب الإبداع، إلا أن ذلك لم يؤد إلى تلاشي الوظائف الأخرى من العمالة غير الماهرة». ويتوقع عطايا أن يساهم «إكسبو 2020 دبي» في خلق العديد من التطوّرات الإيجابية في سوق العمل في الإمارات، أبرزها بقطاع السياحة والطيران؛ إذ من المتوقع أن يساهم الحدث العالمي في توفير أكثر من 300 ألف فرصة عمل.‎‎ وأشار إلى أن مؤشر فرص عمل الشرق الأوسط، الذي أطلقه «بيت.كوم» مؤخراً؛ أظهر توقعات إيجابية لسوق التوظيف في الإمارات، ووفقاً للمؤشر، برزت وظائف تنفيذي المبيعات، والمحاسب، ومدير المشروع، من بين أكثر الأدوار الوظيفية التي يبحث عنها أصحاب العمل في الإمارات بشكل عام. وحول الآليات التي يمكن اتباعها لربط التعليم بسوق العمل قال عطايا: أشارت أبحاث الشركة إلى أن السبب الذي يحول دون حصول الشباب على وظائف، وجود فجوة بين المهارات التي يمتلكونها وتلك التي يبحث عنها أصحاب العمل، فبحسب استبيان فجوة المهارات في الشرق الأوسط، صرح 32٪ من أصحاب العمل بأنه من الصعب جداً إيجاد مرشحين جيدين لشغل المناصب المتوسطة والمبتدئة، في حين يعتقد 33 ٪ من الباحثين عن عمل أن السبب الرئيسي وراء عدم إيجادهم الوظيفة المناسبة لمهاراتهم يكمن في عدم معرفتهم بأكثر المهارات طلباً. ويمكن لكل من القطاعين العام والخاص المساهمة في تقليل هذه الفجوة؛ وذلك عبر تعزيز مهارات الطلاب وتأهليهم لدخول سوق العمل، كما يجب على الجامعات والشركات التعاون بهدف توفير فرص تدريب أكثر للطلاب. ويقول عطايا: إن ما يؤكد حيوية قطاع التوظيف في الإمارات هو إعلان «بيت.كوم» عن أكثر من 34 ألف وظيفة في الدولة خلال 2018، ونتوقع بأن يزداد عدد الوظائف خلال 2019 في طل وجد أكثر من 40 شركة من مختلف قطاعات العمل والأحجام على موقع «بيت.كوم» حاليّاً. وشدد عطايا على أن «بيت.كوم» يبدي اهتماماً كبيراً بخصوصية الأفراد والشركات المسجلة على الموقع؛ إذ يتوفر للباحثين عن عمل على الموقع الخيار لعرض أو إخفاء سيرتهم الذاتية عن العامة، كما لديهم الخيار أيضاً لجعلها سرية وعرضها فقط أمام الشركات التي قامت بشراء حزمة على الموقع. قدرات المواطنين وفيما يتعلق بالتوطين، أفادت دراسة بحثية كبيرة أجراها الدكتور عبد العزيز كرم، استشاري إدارة في جامعة ولونغونغ في دبي أن دولة الإمارات تركز الآن بصورة أكبر على توجيه المواطنين نحو الارتقاء باقتصاد الدولة، ويشارك في ذلك الحكومة والمؤسسات التعليمية في الدولة، فبدلاً من مجرد ملء حصة مُعينة من الوظائف، أصبح التركيز الآن على تطوير المزيد من المواطنين الإماراتيين أكثر من أي وقت مضى؛ من أجل تحقيق النمو وبناء القدرات على المدى الطويل. يقول جوناثان وود، المدير العام لمنطقة الهند والشرق الأوسط وإفريقيا في شركة «إنفور» المتخصصة في التقنية: تعد ميزة التفكير بطريقة معاصرة، بما في ذلك التحول نحو تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية، جزءاً مهماً من عملية توظيف القوى العاملة في المستقبل؛ بل والمحافظة عليها. أضاف وود: إن نقص الموظفين المهرة والحاجة إلى رفع مستويات التنوع والشمول المتعلقة بطاقم الموظفين لديها بات أمراً في غاية الأهمية للمؤسسات الحكومية والشركات على حد سواء، كما تُدرك المؤسسات قيمة العلاقات الشخصية ودورها الكبير في ميادين العمل وكون أن الموظفين يشكلون العنصر الأساسي في إنجاح أنظمة العمل أو فشلها. وطرحت «إنفور» 4 خطوات لتحقيق النجاح في استثمار القوى العاملة في المؤسسات، أهمها: «التفكير بطرق خلاّقة عند التوظيف ومواءمة الخطط الخاصة بالقوى العاملة على المدى القريب والبعيد والدقة في عملية تخطيط حجم القوة العاملة ونشر تكنولوجيات حديثة تُعنى بتخطيط القوى العاملة وتحليلات البيانات. وتؤكد إنفور أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستساهم في التنبؤ بمستويات أداء الموظفين، وتحليل مشاعرهم وتحديد كفاءتهم للعمل وقابليتهم للاستمرار مع الشركة من عدمه. المالية والتسويقية تؤكد دراسة صادرة عن شركة جلف تالنت، المتخصصة في التوظيف الإلكتروني، أنه وفيما يتعلق بالطلب على المهارات المهنية، يوجد طلب كبير على المهنيين في القطاع المالي؛ بفضل اعتماد نظام ضريبة القيمة المضافة والحاجة إلى تحديث العمليات والأنظمة المالية كذلك على المهنيين في الموارد البشرية؛ حيث تسعى الشركات إلى إعادة بناء فرق الموارد البشرية التابعة لها والتي تقلصت خلال الأعوام الثلاثة الماضية بشكل كبير، والاستعداد للتوسع كما زاد الطلب على المهنيين في قطاع التسويق؛ حيث تتنافس الشركات للفوز بالعملاء في سوق تشهد تنافسية عالية، بينما تجبر التحولات في التطبيقات الرقمية وعلى الهواتف المتحركة الشركات على تطوير قنوات تسويقية جديدة.

مشاركة :