سعيد بن سرور: ثقة محمد بن راشد قادتني إلى العالمية

  • 3/30/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

حوار: أحمد عزت يعد المدرب الإماراتي العالمي سعيد بن سرور، أنموذجاً فريداً للرياضي الفذ، الذي يعمل دون كلل أو ملل في سبيل تشريف وطنه، من خلال صناعة الإنجازات في كافة مضامير العالم، ورفع علم دولة الإمارات والتغني باسمها في شتى بقاع الأرض. في السطور التالية، نروي حكاية ذلك الفارس الذي امتطى المجد وأماط اللثام كاشفاً عن استثنائيته، فقصة سعيد بن سرور حروف يشع منها النور، إذ إن مدرب جودلفين العالمي، والنجم اللامع الذي سطع في مختلف الميادين، أدخل السعادة على عشاق الفروسية من بني وطنه، وذلك من خلال الإنجازات الهائلة التي حققها في كافة مضامير العالم، فكان بحق خير مثال لأبناء الوطن الذين جلبوا له الفخر والاعتزاز. تقلد سعيد بن سرور منصب مدرب جودلفين قبل انطلاقة موسم 1994، ثم انتقل من القوز إلى نيوماركت عام 1995، ومنذ ذلك الوقت استأثر بأضواء الإعلام العالمي بعد أن ذاعت شهرته وتربع على عرش المدربين في العالم ليصبح قبلة للإعلاميين ومحط الاهتمام أينما حلّ وارتحل. وسريعاً قدّم «العالمي» أوراق اعتماده ممثلاً للدولة في أروقة صناعة الخيل الأوروبية، وقد تمكن خلال 26 عاماً من أن يضع صورته بأبعادها الكاملة على خريطة السباقات العالمية في وطنه وعبر المضامير الأوروبية وصولاً إلى الولايات المتحدة وأستراليا وهونج كونج وغيرها من الدول. ويعد سعيد بن سرور واحداً من أبرز الأسماء المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بكأس دبي العالمي، فهو المدرب الأكثر تتويجاً باللقب الكبير، حيث حققه 8 مرات وهو رقم قياسي فريد لم يقترب منه أحد. وخلال الأمسية العالمية التي تنطلق اليوم، سيكون العالمي سعيد بن سرور ممثلاً ب8 خيول لجودلفين، أبرزها «ثندر سنو» الذي يشارك بالشوط الأبرز كأس دبي العالمي ويتطلع للفوز باللقب للمرة الثانية على التوالي. وفي السطور التالية، وقبيل انطلاق الأمسية الأغلى في العالم بساعات قليلة، كانت لنا وقفة مع المدرب الكبير سعيد بن سرور، الذي أكد أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، ساهم في بلوغه المجد، وفي كل الإنجازات التي حققها طوال السنوات الماضية، وذلك بتوجيهاته السديدة، وإرشاداته القيّمة التي رفعت من أسهمه كمدرب إماراتي في سباقات الخيل العالمية. * ما الذي يعنيه الفوز بكأس دبي العالمي 8 مرات؟ - هذه الإنجازات التي تحققت على مر السنين، يقف وراءها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فمبادرات وأفكار سموه الثاقبة، وآراؤه السديدة، نجحت في إيصال سباقات الخيول في الإمارات إلى العالمية، حيث أسس فريق جودلفين، الذي شرّف العرب والإمارات في السباقات العالمية، وحقق إنجازات باهرة في مختلف مضامير العالم. والفوز بكأس دبي العالمي 8 مرات أمر يدعو للفخر والسعادة، ولعل ثقة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على مدار مشواري التدريبي، كانت الدافع وراء هذه الإنجازات، فقد فتحت لي أبواب العالمية، خصوصاً أن سموه أنشأ مؤسسة جودلفين، وأرسى دعائمها لتصبح من أكبر وأشهر المؤسسات العاملة في مجال الفروسية، وباتت محط أنظار العالم. * كيف كانت بداية سعيد بن سرور مع الخيول وحب الفروسية؟ - نشأت في أسرة ملاك خيل ومربين، مما سهل مهمتي، حيث تعلمت ثقافة الفروسية منذ الصغر بعد أن ترعرعت في هذه البيئة التي تحب رياضة الفروسية، مما كان له الأثر الكبير في مسيرتي التدريبية وتحقيق طموحاتي المطلوبة. وكانت الخيول تشغل جميع أوقات فراغي عندما كنت أعمل ضابطاً في شرطة دبي، وكنت أقوم أيضاً بتدريب الخيول بشغف كبير، وبعدها بدأت مشواري مع جودلفين حين عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إليّ بتدريب 30 خيلاً عام 1992. * حققت ما يقرب من 2200 بطولة، ماذا يعني هذا الإنجاز؟ - بالتأكيد هذا أمر يدعو إلى الفخر والسعادة، لاسيما أن من بينها أكثر من 200 فوز لخيول الفئة الأولى، وأكثر من 230 بطولة في كرنفال كأس دبي العالمي، ولاشك في أن هذه الإنجازات الكبيرة تحسب لدولة الإمارات التي لا تدخر جهداً في سبيل تطوير صناعة الخيل على المستوى العالمي، والنجاحات والإنجازات التي حققتها تعد ثمرة سنوات طويلة من العمل، وعشقي للرقم واحد لعب دوراً كبيراً في وصولي إلى منصات التتويج العالمية. * وماذا عن فرص «ثندر سنو» في كأس دبي العالمي؟ - السباق في منتهى القوة من كافة النواحي لوجود نخبة الخيول الأمريكية واليابانية، لكن تبقى فرص «ثندر سنو» قائمة بقوة، فهو يتميز بالقوة ولديه فرصة جيدة لتحقيق إنجاز كبير ودخول التاريخ، فقد عاد «ثندر سنو» من مشاركته الأولى هذا العام بشكل جيد، واستفاد من تلك المحاولة. وكانت الخطة الأصلية هي استهداف الجولة الثالثة من تحدي آل مكتوم باعتبارها سباقاً تحضيرياً لكأس دبي العالمي، وكان بحاجة لتلك المشاركة بعد موسم مزدحم في 2018، ومنذ ذلك الحين قدم الجواد أداء يبعث على الارتياح، وفي آخر تمرين له كان بحالة جيدة وفي جاهزية طيبة، وقد حقق الفوز في آخر أمسيتين من كأس دبي العالمي، وأتطلع إلى أداء كبير آخر في 2019. * وكيف ترى الخيول التي ستشارك في البطولات الأخرى؟ - «دريم كاسل» تطور كثيراً على مسافة تسعة فيرلونج وهو غير مهزوم في ثلاث مشاركات خاضها في ميدان، وقد أدى تدريباً أخيراً ناجحاً وهو في حالة جيدة في الوقت الحاضر. أما «ماونتين هنتر» استمتع أيضاً بالسباقات التي خاضها خلال الكرنفال هذا الموسم، وأعتقد بأن المشاركة على مسافة أقصر تبلغ تسعة فيرلونج ستكون ملائمة له، وأظهر «ريسنج هيستري» في سباق دبي مدينة الذهب أن ميلاً ونصف الميل مسافة جيدة بالنسبة له، إنه في حالة ممتازة حالياً وتحدوني الآمال في الخروج بنتيجة أفضل في سباق دبي شيما كلاسيك، بالرغم من أن هذا السباق أصعب بكثير. * كلمة أخيرة - الإنجازات التي حققتها تمثل قوة دفع كبيرة لي من أجل مواصلة المسيرة بقوة، خصوصاً أن سقف طموحاتي مفتوح من أجل تعزيز المكتسبات التي حصلت عليها، ما حققناه من إنجازات سيظل خالداً، لكننا سنواصل العمل بأقصى جهد، بهدف حصد مزيد من الانتصارات والنجاحات، والسعي إلى ألقاب جديدة. مئويات خالدة نال سعيد بن سرور، شرف تحقيق الفوز رقم 100 لجودلفين في سباقات الفئة للدرجة الأولى من خلال فوز «سولماني» بسباق آرلينجتون مليون عام 2003. وحقق سعيد بن سرور مئوية أخرى خلال مهرجان الرويال آسكوت لعام 2008، عندما سطر المهر «كمبانولوجست» الفوز رقم 100 في سباقات الفئة الثانية، وذلك من خلال انتصاره الساحق بسباق الفئة الثانية الملك إدوارد السابع ستيكس. ضابط الشرطة  يقع في حب الفروسية ولد سعيد بن سرور في دبي يوم 16 نوفمبر 1968، ونشأ وترعرع مع الخيول، وكان يستمتع بركوبها والعمل معها منذ سنوات العمر الأولى، حيث كانت تشغل جميع أوقات فراغه ومن فرط حبه للفروسية وسباقات الخيول، قام شقيقه بشراء جواد له، واضطر لاستخدام جراج المنزل إسطبلاً للخيل ومنها بدأت الانطلاقة. عمل سعيد بن سرور ضابطاً في شرطة دبي، وكان يقوم أيضاً بتدريب الخيول بشغف كبير وهمة عالية حتى استرعى انتباه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم مؤسس وقائد فريق جودلفين، الذي وجد فيه الكفاءة وعهد إليه تدريب 30 خيلاً عام 1992. ثم انتقل لجودلفين قبل انطلاقة موسم السباقات عام 1994، وانتقل إلى نيوماركت في العام التالي، وسريعاً نجح في ترك بصماته بالساحة البريطانية وحقق بطولة المدربين في بريطانيا 4 مرات. أفضل مدرب في العالم 5 مرات توج سعيد بن سرور 4 مرات بطلاً للمدربين في إنجلترا، أول مرة عام 1996 أي بعد عام واحد من قيادة خيول جودلفين، ثم أردفه بلقبيه الثاني والثالث عامي 1998 و1999، قبل أن يكمل الرباعية في عام 2004، كما فاز بسباق كأس آسكوت الذهبية 5 مرات والكنج جورج. وفاز ابن سرور 5 مرات بلقب أفضل مدرب على مستوى العالم وذلك برعاية طيران الإمارات، كما فاز بلقب كأس دبي العالمي 8 مرات، وتوّج بلقب «بريدرزكب» 3 مرات أعوام 1999، 2001، و2009، وفاز 9 مرات ببطولة المدربين في كرنفال كأس دبي العالمي، واستطاع بواسطة الحصان «هنترز لايت» في عام 2013 أن يحقق الفوز 200 في الفئة الأولى العالمية، وهو إنجاز لم يحققه أحد من قبل في تاريخ سباقات الخيل العالمية. 232 بطولة كرنفالية كرنفال دبي العالمي عام 2011 تكلل بنجاح باهر لسعيد بن سرور، ففي شهر يناير منح الجواد «لوست إن ذا مومنت» مدربه ابن سرور الانتصار رقم 100 في سباقات الكرنفال عندما كسب جائزة سباق أكويريوس تروفي هانديكاب، وكان الفوز الأول الذي سجله المدرب بالكرنفال قد جاء بواسطة المهرة «كات ستار» بسباق 1000 جينيز الإماراتي يوم 7 فبراير 2004. وفي الحفل الرابع بكرنفال كأس دبي 2016-2017، والذي أقيم يوم 26 يناير 2017، حقق سعيد بن سرور إنجازاً جديداً وهو الفوز رقم 200 بكرنفال كأس دبي العالمي، حيث حققت الفرس «فيري سبيشال» الفوز ببطولة كيب فيردي، لتهدي ابن سرور الفوز رقم 200 في تاريخه بكرنفال كأس دبي العالمي، ليحتل صدارة بطولة المدربين بالكرنفال منذ انطلاقته الأولى قبل 14 عاماً. ومنذ انطلاق الكرنفال بشكله الحالي عام 2004، وحتى قبل انطلاق أمسية كأس دبي العالمي 2019، يعد سعيد بن سرور، أكثر المدربين تحقيقاً للبطولات برصيد بلغ 232 بطولة، ولا شك في أنه رقم إعجازي. سكاي هنتر وال2000 دخل سعيد بن سرور نادي المايل ستون (معلم) بعد أن تمكن المهر «سكاي هنتر» المملوك لجودلفين من الفوز بلقب شوط «كريمبورن ستد فاونديشن ستيكس»، على مضمار جودوود البريطاني، في أواخر سبتمبر 2016، مهدياً مدربه سعيد بن سرور الانتصار رقم 2000 في تاريخه الذي يمتد ل26 عاماً. انطلاقة ولا أروع الموسم الأول للمدرب الكبير سعيد بن سرور مع فريق جودلفين كان استثنائياً بكافة المقاييس، حيث أشرف على تدريب المهر غير المهزوم «لم ترى» فقاده للفوز بأفضل ثلاثة سباقات لخيول الثلاث سنوات بأوروبا وهي سباق الدربي الإنجليزي عام 1995 وسباق الكينج جورج والكوين إليزابيث دايموند ستيكس بآسكوت وسباق بري دو لارك دو تريومف بمضمار لونشون بباريس. ويحتفظ مدرب جودلفين بسجل ناصع من الإنجازات الخالدة في البطولات الكبرى والتي توجتها المهرة الرائعة «كيب فيردي» بفوزها الساحق بسباق 1000 جينيز الإنجليزي عام 1998.

مشاركة :