شارك عشرات آلاف الأشخاص وممثّلون عن 59 دولة، أمس الجمعة، في مراسم تكريم أُقيمت في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية، لضحايا الاعتداء الإرهابي الذي استهدف قبل أسبوعين، مسجدين وخلف 50 قتيلاً. وجرت المراسم تحت إجراءات أمنية مشددة، حيث طغت مشاعر التسامح والحب والوحدة على تلك الأحداث.وحضرت المراسم رئيسة الوزراء النيوزيلندية جاسيندا أردرن، ونظيرها الأسترالي سكوت موريسون. وكان مهاجم مؤيد لنظرية تفوق العرق الأبيض، ارتكب في 15 مارس، مجزرة في مسجدي النور ولينوود في كرايست تشيرش خلال صلاة الجمعة، راح ضحيتها خمسون شخصاً.أثارت المجزرة صدمة في هذا البلد المعروف بهدوئه وحفاوته. وما زاد من وطأة الاعتداء، أن المهاجم صوّره وبثه مباشرة على الإنترنت.وأوقف الأسترالي برينتون تارانت (28 عاماً)، بعد دقائق من تنفيذه الاعتداء، ووُجهت إليه تهمة القتل.وشارك في المراسم التي استضافتها حديقة هاجلي بارك، قرب مسجد النور الذي شهد مقتل 42 من الضحايا ال 50، حشد يزيد على 23 ألف شخص، وبُثت المراسم على الهواء مباشرة عبر التلفزيون الوطني، وعبر شاشات في أماكن عامة في العديد من المدن في نيوزيلندا. وكان البث التلفزيوني الوطني لمراسم التكريم هذه، حمل عنوان: «نحن متحدون».وانحنت الرؤوس وسالت الدموع أثناء تلاوة أسماء الضحايا ال 50، الذين قتلوا في الهجوم على المسجدين. وقالت رئيسة بلدية كرايست تشيرش، ليان دالزيل، إن هذه المجزرة «كانت هجوماً ضدنا جميعاً».وأضافت: «إن هذه الأفعال المستوحاة من الكراهية، تهدف إلى تفريقنا وتمزيقنا. لكن على العكس من ذلك، فإنها وحدتنا في التعاطف والحب الذي نشعر به تجاه بعضنا بعضاً، بغض النظر عن أماكن ولادتنا»، في إشارة إلى أن أغلبية الضحايا من بلدان إسلامية عدة. وتعهدت عمدة كرايست تشيرش، بألا يتم تعريف المدينة بما حدث يوم 15 مارس، قائلة: «يتم تعريفنا بما تلى ذلك، الوحدة والحب والرحمة والعطف.. هذا ما نحن عليه». وأضافت: «الهجوم الجبان على المجتمع الإسلامي هو هجوم علينا جميعاً؛ على قيمنا المشتركة وأسلوب حياتنا». وقالت رئيسة الوزراء النيوزيلندية أردرن، في كلمتها خلال الحدث: «السلام عليكم.. هذه هي الكلمات التي تحدث بها مجتمع لديه كل الحق في التعبير عن غضبه في وجه الكراهية والعنف، لكنه بدلاً من ذلك فتح أبوابه لنا جميعاً لنشاطرهم حزنهم». وأضافت: «نيوزيلندا لديها مسؤولية لتصبح المكان الذي نتمناه.. مكاناً للتنوع والترحيب والعطف والرحمة».وأوضحت أن البلاد ليست محصنة من فيروس الكراهية والخوف، «لكننا يمكن أن نصبح الأمة التي تكتشف العلاج».وقالت إن العالم انزلق في الدائرة المفرغة للتطرف، ويجب أن ينتهي ذلك. وقبل كلمة أردرن، قال فريد أحمد، الذي نجا وفقد زوجته في الهجوم، للحشد، إنه صفح عن مطلق النار. وقال: «يسألني الناس لماذا تصفح عن شخص قتل زوجتك الحبيبة، والرد هو أنني لدي إيمان، أنا أؤمن بالله والله قال إنه إذا صفحنا عن شخص آخر، فإنه يحبني ويحبنا». وتوفيت حسنة زوجة أحمد، بعد المساعدة في نقل أطفال إلى مكان آمن أثناء الهجوم على مسجد النور. من جانبه، قال شجاف خان، رئيس المجلس الإسلامي في كانتربري، إنه فخور بالطريقة التي استجابت بها البلاد للمجزرة. كما أدى المغني والشاعر الغنائي البريطاني يوسف إسلام، أغنيتين في الحدث. (وكالات)
مشاركة :