القرن الأمريكي لم ينته بعد

  • 3/30/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل انتهى القرن الأمريكي؟ الكثيرون يعتقدون أنه انتهى، في السنوات الأخيرة أظهرت الاستطلاعات أن ما بين 15 إلى 22 بلداً أجريت بها استطلاعات، تؤكد أن الصين سوف تحل محل الولايات المتحدة الأمريكية، أو أنها بالفعل قد حلت محلها، باعتبارها القوة العالمية القائدة، على أية حال، فإن هذا الجدل يدور منذ السبعينات من القرن الماضي، حول تراجع أو تدهور القوة الأمريكية، وتستطيع أن ترد بدايات هذا الجدل عندما أصدر المؤرخ بول كيندي الأستاذ بجامعة ييل الأمريكية عمله الضخم عام 1987 تحت عنوان «صعود وسقوط القوى العظمى»، وهو الكتاب الذي استعرض أوضاع القوى العظمى منذ عصر النهضة، وأدوات صعودها وسقوطها، والعوامل والقوى العسكرية والاقتصادية التي كانت وراء ذلك. وقد خصص جوزيف ناي (الابن) كتابه «هل انتهى القرن الأمريكي؟» الذي ترجمه إلى العربية أمين شلبي وصدر عن المركز القومي للترجمة، لتفنيد نظرية بول كيندي عن الاضمحلال الأمريكي، وما يميز معالجة «ناي» لهذا الموضوع هو اهتمامه بقضية «القوة»، حيث أصدر «مستقبل القوة»، والذي حلل فيه مقومات القوة العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية، ورغم أنه يرجح استمرار القرن الأمريكي، فإنه ينبه إلى أنه لن يكون كما كان حتى منتصف القرن الماضي. الخلاصة كما يرى المؤلف أن القرن الأمريكي لم ينته، إذا كنا نعني بذلك الفترة غير العادية للتفوق الأمريكي في مصادر القوة العسكرية والاقتصادية والناعمة التي جعلت الولايات المتحدة مركزية في أعمال فرض التوازن العالمي للقوة، وتقديم المنافع العالمية، وعكس هؤلاء الذين يعلنون أن هذا القرن صيني، فإننا لم ندخل عالم ما بعد الولايات المتحدة، لكن استمرار القرن الأمريكي لن يبدو كما كان في القرن العشرين، وسيكون نصيب الولايات المتحدة من الاقتصاد العالمي نصف ما كان عليه في منتصف القرن الماضي.

مشاركة :