تمام أبوصافي:دعت الإعلامية اللبنانية جيزال خوري الى اهمية نقاش حقيقي حول الاعلام في العالم العربي، لاسيما ان الاعلام في مختلف انحاء العالم يشهد مرحلة انتقالية. وقالت الاعلامية خوري في مقابلة مع «الايام» على هامش محاضرة قدمتها في بيت عبدالله الزايد لتراث الصحافة البحرينية حول «حرية التعبير ووضع الاعلام في العالم العربي». وعبرت خوري عن اعتزازها بجائزة حرية الصحافة التي ستمنح لها من قبل الحكومة الفرنسية، بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة القادم، دون ان تخفي احساسها بالحسرة لان هذا التقدير لم يأتِ من العالم العربي الذي لطالما خدمت وستبقى تخدم قضاياه. وفيما يلي نص المقابلة: ] بتقديرك إلى أين تسير حرية الصحافة في عالمنا العربي؟ - اذا بقي هذا المسار فحتمًا نحن عائدون الى وسائل الاعلام الحكومية القديمة التي تحمل اجندات سياسية للدولة، اننا في مرحلة انتقالية، ربما لا استطيع ان اجزم الى اين نسير، اليوم الاعلام في كل انحاء العالم يشهد اضطرابا، لاننا في مرحلة انتقالية، لكن لا يوجد لدينا نقاش حقيقي لهذا الموضوع، نعم هناك منتديات تنفق عليها ملايين الدولارات، وليس هناك نقاش حقيقي عما يحدث في الاعلام، وكيف سنواكب قانونيا ومهنيا واحترام حرية التعبير بما يواكب العصر. ] ألم يضطرنا ما يعرف بالربيع العربي ان نضحي احيانا بجزء من حريتنا كصحافيين بمقابل ان نحافظ على امن اوطاننا في مواجهة تيارات استخدمت حرية التعبير لتمرير تأسيس انظمة ديكتاتورية تستبدل الانظمة القائمة؟ - المهنية المسؤولة تنقذنا بالتعامل مع هذا الوضع، صحيح اننا سكتنا عن بعض الامور في بلادنا من اجل مصلحة البلد، واحيانا نسكت من اجل مصلحة وسيلة اعلامية؛ كي لا تقفل هذه الوسيلة او تتعرض لضغوط او يفقد العاملون فيها وظائفهم، بالتأكيد هناك دائما حالة مد وجزر لكن السؤال الى اي مدى لدينا حصانة لحرية الصحافة؟ بالطبع نفهم هذه الاعتبارات لكن لا يجب ان نضطر ان نصنع اخبارًا خاطئة، او نساوم لهذه الدرجة، نعم هناك امور كثير صمتنا ازاءها. ] ماذا تعني جائزة حرية الصحافة الفرنسية لجيزال خوري؟- بلا شك الفرنسيون كانوا كرماء معي، منحوني رتبة فارس الفنون والاداب عن مهرجان أُقيم مجانا في لبنان، والان يكرمونني عن حرية الصحافة، بالطبع هذه الجائزة لها مكانتها في نفسي، وان كنت اشعر بشيء من الحسرة؛ لانني لم احظَ بهذا الوسام من العالم العربي رغم انني خدمت من خلال عملي القضايا العربية، وما زلت وسوف ابقى اخدم القضايا العربية، فالفرنسيون لا يعرفون لغتي، لكنهم سمعوا حول ما اقوم به وكيف اقوم بعملي فقرروا منحي هذا الوسام، وهذا بالطبع يشعرني بشيء من الحزن؛ كون هذا التقدير لم يأتِ من عالمي العربي، لكن في نفس الوقت اعتبر ان تقدير الناس في العالم العربي، واحترامهم لما قدمته في عملي الاعلامي هو افضل وسام، كذلك هذا الوسام يأتي بالتزامن مع اليوم العالمي لحرية الصحافة 3 مايو، وقبل يوم واحد من يوم ميلاد المرحوم سمير القصير وكنا دائما نتحدث بهذا الموضوع». ] 14 عامًا على واقعة اغتيال الصحفي الشهيد سمير القصير، لا زالت جيزال خوري تفتقد سمير الزوج والحبيب والصديق والزميل؟ - طبعًا، دائمًا سأفتقد سمير. ] ألا تشعرين أن واقعة اغتياله رغم حجم مأساتها، إلا أنها جعلت من جيزال خوري إنسانة أقوى؟ - ربما صحيح، لكنني أفتقد سميرًا؛ ليس لانه حبيبي وزوجي، بل لانه الانسان الذي كنت دائما استطيع ان اناقش معه احداث سياسية، وكان ذا اطلاع وله دور كبير في حياتي ونظرتي للاحداث، واحيانا اقول ربما لو كان سمير مازال موجودًا قد نختلف حول حدث ما، ولكن سنتفق بالنهاية.
مشاركة :