أعلنت شركة «بريتيش بتروليوم» (بي بي) البريطانية للنفط أمس توقيع اتفاقات نهائية لمشروع غرب دلتا النيل لتطوير خمسة تريليونات متر مكعب من موارد الغاز و55 مليون برميل من المكثفات باستثمارات تقدر بنحو 12 بليون دولار مع شركائها. وستساهم هذه الصفقة في معالجة أسوأ أزمة طاقة تشهدها مصر منذ عقود. فبعد أربع سنوات من الاضطرابات، أدى ارتفاع استهلاك الطاقة وانخفاض الإنتاج إلى تحول مصر من مصدِّر صافٍ للطاقة إلى مستورد صافٍ لها وحدوث انقطاعات متكررة للكهرباء. ووفق الشركة، يُتوقع أن يبدأ الإنتاج من مشروع غرب الدلتا في 2017 وأن يصل إلى 1.2 بليون متر مكعب يومياً «ما يعادل نحو 25 في المئة من الإنتاج الحالي للغاز في مصر ويساهم بشكل كبير في زيادة معروض الطاقة» في البلد. وأشارت إلى أن كل ما ينتجه المشروع من الغاز سيوجه لتلبية الحاجات المحلية، لافتة إلى أنها تملك نحو 65 في المئة من المشروع المشترك. وقال الرئيس الإقليمي لشركة «بي بي- شمال أفريقيا» هشام مكاوي: «تتوقع بي بي مضاعفة إمداداتها الحالية من الغاز للسوق المحلية المصرية خلال هذا العقد عندما يصل مشروع غرب دلتا النيل إلى ذروة إنتاجه». ووفق «بي بي» سيُنتج الغاز من امتيازي شمال الإسكندرية وغرب البحر المتوسط في المياه العميقة اللذين تديرهما الشركة. ولفتت إلى أنها تعتقد بوجود مجال للتنقيب في المستقبل وإضافة ما بين خمسة تريليونات وسبعة تريليونات متر مكعب أخرى قد تعزز إنتاج مشروع غرب الدلتا باستثمارات إضافية. وأفادت «بي بي» بأن إنتاج حقليها «طوروس» و «ليبرا» للغاز سيُضخ إلى السوق المصرية عبر شبكة خطوط الأنابيب البحرية الحالية التابعة لمجموعة «بريتيش غاز» (بي جي) والتي تخدم امتياز «البرلس». وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة «بي بي»، بوب دادلي أمس، إن مشروع غرب دلتا النيل هو «أكبر استثمار أجنبي مباشر في مصر ويظهر ثقتنا المستمرة في مصر والتزامنا بالكشف عن إمكاناتها في مجال الطاقة». وأضاف: «إنتاج مشروع غرب الدلتا مهم لأمن الطاقة في مصر». ورحّب الناطق باسم الحكومة المصرية حسام القاويش بإعلان «بي بي» استثمارات بقيمة 12 بليون دولار في مصر، مؤكداً انه يتطلع لتوقيع الاتفاق رسمياً الأسبوع المقبل. وقال: «نرحب بإعلان بي بي استثمارات جديدة قيمتها 12 بليون دولار في مصر ونتطلع إلى أن يتم التوقيع رسمياً بين الطرفين خلال المؤتمر الاقتصادي» الذي يُعقد من 13 إلى 15 آذار (مارس) الجاري في منتجع شرم الشيخ على البحر الأحمر. وأصدرت «بي بي» بياناً نُشر على موقعها على الإنترنت أوضحت فيه أن الإنتاج في هذا الموقع يمكن أن يبدأ عام 2017. ولفت بيان المجموعة التي تملك 65 في المئة من المشروع، إلى أن «مجمل الغاز المنتج سيغذي شبكة الغاز في البلد، ما سيساعد على مواكبة النمو المتوقع للطلب المحلي على الطاقة». إلى ذلك، ارتفع سعر خام «برنت» إلى قرب 61 دولاراً للبرميل وسط توترات جيوسياسية في ليبيا والعراق أذكت المخاوف في شأن المعروض بينما يترقب المتعاملون بيانات منصات الحفر الأميركية ونتيجة المحادثات النووية مع إيران للاسترشاد بهما في تعاملاتهم. وارتفع سعر مزيج «برنت» 25 سنتاً إلى 60.73 دولار للبرميل لكنه يتجه لإنهاء الأسبوع على خسائر بعد صعوده 18 في المئة في الشهر الماضي. وزاد سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي ثمانية سنتات إلى 50.84 دولار للبرميل متجهاً لتحقيق مكاسب أسبوعية تزيد على اثنين في المئة. وبدأت شركة «بتروناس» الماليزية للطاقة لقاءات مع المستثمرين لجمع ما يصل إلى 17 بليون دولار من إصدار سندات تقليدية وإسلامية (صكوك) لتعزيز رأس المال. وأفاد مصدران لوكالة «رويترز» بأن «بتروناس» المملوكة للدولة التقت مع مستثمرين محتملين للترويج لبرنامج إصدار سندات تقليدية بعملات مختلفة قيمتها 15 بليون دولار وإصدار صكوك دولارية تُطرح لمرة واحدة بقيمة بليوني دولار. وأكد ناطق من بتروناس خطط الإصدار، وأشار المصدران إلى أن «بنك أوف أميركا ميريل لينش» و «سي آي إم بي غروب هولدنغز» و «مورغان ستانلي» و «جاي بي مورغان» و «سيتي غروب» تتولى ترتيب الإصدار بينما يلعب «أتش أس بي سي» و «دويتشه بنك» أدواراً داعمة أصغر. وأضافا أن «بتروناس» ستجري لقاءات مع مستثمرين في كوالالمبور وأبو ظبي ودبي ولندن وهونغ كونغ وبوسطن ولوس أنجليس ونيويورك حتى العاشر من آذار (مارس). وأعطت وكالة «ستاندرد أند بورز» للتصنيف الائتماني صكوك «بتروناس» تصنيفاً أولياً عند درجة «-A».