بعد ثلاث سنوات على رحيل أحد أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ مصر، الدكتور بطرس بطرس غالي الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، قام محبوه وتلاميذه وأصدقاؤه بإنشاء مؤسسة (كيمت بطرس غالي للسلام والمعرفة) لتخليد اسمه وفكره، خاصة من أجل الأجيال القادمة التي لم تعرفه، وكذلك لحاجة العالم إلى السياسة الوقائية والسلام والمعرفة، الذي أخذ يدعو لنشرها، من خلال المناصب الرفيعة العديدة التي تقلدها محليا ودوليا وعالميا.وقالت السفيرة مشيرة خطاب وزيرة الدولة للأسرة والسكان السابقة ومرشحة مصر السابقة لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونيسكو- في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط، بمناسبة الإعلان عن تدشين المؤسسة- إن (كيمت بطرس غالي للسلام والمعرفة) ستقوم بدور كبير للغاية في مجال الدراسات والأبحاث ونشر ثقافة السلام والقيم، التي كان يجسدها الراحل بطرس غالي، والتي عاش حياته ينشرها، وهي أن مصر دولة رائدة ومؤثرة في العالم تتحدث بلغته وتؤثر فيه وتتأثر به.وشددت الدكتور مشيرة خطاب على أننا في حاجة شديدة اليوم للسلام وليس فقط بين الدول، بل كذلك بين البشر، موضحة أن ذلك يتوقف على إيمان البشر بقيمة التعددية الثقافية والدينية.وأشارت إلى أن الدولة التي تضم أفرادا من ثقافات وأديان متعددة هي أقوى من الدولة التي تقوم على فكر واحد، نظرا لأن التعددية قوة، وأن الحوار يقوي الحجة، لافتة إلى أن هذه هي الأفكار التي كان الدكتور بطرس غالي يحملها، ويعمل من أجلها، واصفة إياه بالقامة والقيمة الكبيرة جدا.من جهته، قال الدكتور مصطفى الفقي مدير مكتبة الإسكندرية- في تصريح خاص للوكالة- إن الوفاء للشخصيات التاريخية التي أثرت تأثيرا كبيرا في حياة مصر والمنطقة أمر مطلوب، ولذلك فإن الاحتفاء بميلاد مؤسسة بطرس غالي، هو أمر يستحق التقدير بكل المعاني.وأكد الدكتور مصطفى الفقي- وهو عضو مجلس الأمناء بمؤسسة (كيمت بطرس غالي للسلام والمعرفة)- أن بطرس غالي كان أكاديميا ودبلوماسيا وإعلاميا وعالما كبيرا ومصريا وطنيا حتى النخاع، مشيرا إلى الصفات العظيمة التي كان يحظى بها، وإلى أنه شخصية لا تتكرر.بدوره، قال السفير محمد العرابي وزير الخارجية الأسبق - في تصريح خاص للوكالة- إنه كان لابد من إقامة مؤسسة تليق باسم بطرس غالي، وتخلد اسمه وتحمل ذكراه الطيبة، وترعى فكر ثقافة السلام التي كان يشجعها دائما، من خلال تواجده في منصبه وزيرا للدولة للشؤون للخارجية، وفيما بعد سكرتيرا عاما للأمم المتحدة.واعتبر السفير محمد العرابي أنه قد آن الآوان بأن نرتقي بالفكر والثقافة العامة للدولة المصرية، ونوجهها نحو ثقافة السلام وقبول الآخر، مشددا على أن هذا ما يحتاجه العالم في المرحلة الحالية.وذكر السفير محمد العربي أن الدكتور بطرس غالي قد قام بدور عظيم في السياسة الخارجية المصرية، ولاسيما في العلاقات مع إفريقيا، فضلا عن دوره المجتمعي الكبير.من جهته، أشار السفير حمدي سند لوزا نائب وزير الخارجية- في تصريح خاص للوكالة- إلى أن الدكتور بطرس غالي له تأثير على أجيال كثيرة من وزارة الخارجية، وكذلك على رسم وإدارة سياسة مصر الخارجية لفترة طويلة من الزمن، بالإضافة إلى دوره في إعداد كوادر، من خلال إشرافه على الدراسات في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وأثره على عدد كبير من المدرسين الذين جاءوا من بعده.وأضاف أنه كان من الطبيعي أن يكون هناك مبادرة لتخليد اسمه، ولتشجيع الأجيال التي لم تعرفه مباشرة، وأن تتعرف من خلال عمل هذه المؤسسة على تأثير دكتور بطرس غالي، ولنسترشد بأدائه وبفكره وبتنظيمه وبعلاقاته الخارجية، والتي نجحت على مدار فترة طويلة أن تحقق نتائج نشعر بها في مصر وفِي الأمم المتحدة وفِي منظمة الفرنكوفونية، وفِي أي مكان آخر تواجد فيه.وأشار إلى أنه عندما نتابع الأوضاع على الساحة الإفريقية نجد أن هناك قدرة على التنبؤ باشتعال معارك أو مواجهات في أي دولة من الدول، ولذلك فإن الهدف من نشاط مؤسسة (كيمت بطرس غالي للسلام والمعرفة) وهذا الجهد هو أن نصل إلى مرحلة نستطيع فيها أن نتنبأ بحدوث نزاع ونتخذ من الإجراءات الوقائية ما يحول دون سقوط ضحايا أو حدوث مواجهات، وقال "وهذه نقطة كان الدكتور بطرس غالي حريصا عليها للغاية سواء من خلال وجوده في وزارة الخارجية أو في الأمم المتحدة، وهي أن لا نواجه النزاع بعد اندلاعه، بل نعمل على تلافي سقوط الضحايا من البداية.وكان ممدوح عباس رئيس مؤسسة (كيمت بطرس غالي للسلام والمعرفة) وأحد تلاميذ الدكتور بطرس غالي بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، قد أعلن الخميس خلال حفل تدشين عمل المؤسسة بالنادي الدبلوماسي، أن المؤسسة ستقوم في نهاية الملتقى السنوي لها، والذي سيعقد كل عام في يوم ميلاد بطرس غالي، في الرابع عشر من شهر نوفمبر، بتوزيع العديد من الجوائز، التي تحمل اسم بطرس غالي، والتي تتخطى قيمتها مليوني جنيه.
مشاركة :