واصل المؤلفون تدشين مؤلفاتهم الأدبية وتوقيع الإهداءات لزوار معرض الرياض الدولي للكتاب 2015 المقام حالياً في العاصمة الرياض تحت شعار الكتاب.. تعايش، من خلال منصات التوقيع التي خصصتها إدارة المعرض لهذا الغرض في موقعين مختلفين، بهدف إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من المؤلفين والزوار للالتقاء وتوقيع الاهداءات على نسخ المؤلفات التي تدشن لأول مرة من خلال المعرض. وشهد مساء أمس الاول تدشين 37 مؤلفاً، تنوعت موضوعاتها بين الرواية والقصة القصيرة والقراءة الفلسفية والأدبية، والشعر، والقراءة النقدية، وغيرها من الفنون الأدبية الأخرى. وبدأت فعاليات منصات التوقيع في الرابعة عصراً واستمرت حتى التاسعة مساءً، وهو الأمر الذي أسهم في تحقيق أعلى معدلات التنظيم والسلاسة في توقيع المؤلفين لمؤلفاتهم، بطريقة تضمن للجماهير جميعاً الحصول على نسخهم الخاصة والموقعة. وكانت أصغر مؤلفة في معرض الكتاب سديم النهدي، لفتت أنظار الزوار عندما انفردت ذات التسعة أعوم بإحدى المنصات، لتوقيع قصتها القصيرة التي قدمتها في مؤلفٍ عنونته بـ «لن أفشي سراً بعد اليوم» تحكي فيه قصة عاشتها في المدرسة. وكان عدد من المؤلفين الذين التقت بهم وكالة الأنباء السعودية في موقع منصة التوقيع، أثنوا على العملية التنظيمية، التي شعروا جراءها بالسعادة الغامرة، لتمكنهم من إهداء نسخ كثيرة من كتبهم للزوار المهتمين بالحصول عليها، خصوصاً المؤلفين الذين يعيشون تلك اللحظات للمرة الأولى، بتدشينهم أول مؤلف لهم، على غرار المؤلفة آلاء الخنيفر صاحبة كتاب ممثلون الذي يتناول قراءات أدبية طرحت بأسلوب فلسفي جميل، استطاعت من خلاله الكاتبة إيصال إحساسها عبر حروفها المكتوبة في 80 صفحة باللغتين العربية والإنجليزية. من جهته استبشر أحمد اليافعي خيراً، وهو يعيش تجربة توقيع إهداءاته في منصة التوقيع، ويخوض غمار التأليف لأول مرة من خلال كتابه الأنا.. إعادة تعريف الذات الذي أكد فيه أن المجتمع بحاجة لإعادة تعريف الذات والتعرف عليها، قبل التفكير في تطويرها، ومن ثم بدأ بإيضاح وجهة نظره وتفسير ما ذهب إليه عبر 156 صفحة. بدورها سلمى الجابري صاحبة رواية هي الإصدار الثاني لها، واختارت له عنواناً باللغة الفرنسية ديجافو الذي يعني شوهد من قبل، بحجة أن معنى العنوان بالفرنسية أكثر شهرة في هذا النوع من القصص، التي تدور أحداثها عبر 221 صفحة.وأكد نواف آل زايد صاحب مؤلف وفاء لسلمان الوفاء، أن تأثره بوفاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لأخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - إبان مرافقته في رحلته الاستشفائية التي دامت عاماً كاملاً، وانبهاره بهذا العمل الوفي هو السبب في دخوله عالم التأليف، المتمثل في عمل توثيقي عبر 35 صفحة. ورش ثقافية من جهة اخرى شهدت الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب الكتاب.. تعايش وفي يومها الثاني أمس الاول، انطلاقة الورش الثقافية بتنظيم من مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، من خلال ورشتي عمل خصصت إحداهما للنساء، بعنوان «مهارات القراءة لليافعين»، للمستشارة التربوية الدكتورة منى البليهد، تناولت فيها الخطوات الضامنة لقراءة ممتعة ومفيدة، من خلال فهم جدول محتويات الكتاب المقروء، المتضمنة صفحة الغلاف، والمقدمة، والفهرس، واستعرضت بعض التوجيهات اللازم اتباعها لتحقيق الاستفادة الكلية من ذلك الكتاب. فيما جاءت الورشة الثانية بداية لسلسلة ورش تناقش تجارب شبابية في التأليف، بواقع مؤلفين من الجنسين في كل ورشة، يتناولان خلالها المواقف والمشاعر التي عاشاها خلال رحلة تجارب التأليف الأولى، والمحفزات التي ساعدتهما على الانطلاق، وعدد من الأمور التي أثرت في مسيرتهما، وكانت سبباً في اتخاذ قرار التأليف، والوسائل المعينة على تطوير أدواتهما لتحقيق الأفضلية. وكانت الورشتان باكورة 12 ورشة عمل أخرى ستحتضنها قاعات مركز الرياض للمعارض والمؤتمرات خلال دورة معرض الكتاب الحالية، إلى جانب استمرار الفعاليات التي بدأت البارحة، والمتمثلة في محاضرات ثقافية وورش عمل تعنى بالأمهات والأطفال تقوم عليها مجموعة أمهات صح. وعاش حضور برنامج المحاضرات مساء البارحة تنوعاً ثقافياً، جمع المتعة والفائدة في آنٍ واحد، عبر متحدثون من اتحاد الناشرين الدوليين ومن منظمة الوايبو وآخر من اتحاد الناشرين العرب، وأخيراً من معرض لندن للكتاب، قدموا جملة من الرؤى والأفكار والتعريفات والمعايير الخاصة بالملكية الفكرية وحقوقها، والعرف العالمي والتشريعات الخاصة بها، وقوانينها العالمية التي تتجاوز 10 آلاف قانون في منظمة الوايبو، والاختلافات الفرعية لدى دول العالم، بسبب خضوعها أحياناً للثقافة والأعراف المحلية. وقدمت الدكتورة إيمان الخطيب في الورش الثقافية التي تنظمها مجموعة (أمهات صح) خلال ورشة عمل ثقافية بعنوان «نحو جيل قارئ» جملة من النصائح للأمهات الحاضرات، تمكنهن من تعويد أبنائهن على القراءة، لتصبح هواية محببة إلى أنفسهم، فتكبر معهم، ثم تكون رافداً ثقافياً لمخزونهم المعرفي، بما يسهم في نضوجهم بصورة أسرع من المعتاد، ويجعل من قراراتهم الخاطئة محفزاً للاستمرار لا محبطاً في مرحلة الشباب. من جهتها سلطت المدربة عهود اليامي الضوء خلال الورشة الثقافية الثانية ضمن برنامج (أمهات صح) على اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه وأعراضه، وطرق علاجه، وأسلوب التعامل مع الطفل الذي يعاني منه، ومدى خطورة إهماله. واستعرضت الدكتورة سلوى العضيدان في الورشة الثالثة صفات الطفل المبدع، والطرق المثلى لاكتشافه، والأساليب الممكنة لتنمية موهبته، واستهدفت الورشة الأمهات الزائرات لفعاليات المعرض والأطفال في المرحلة العمرية بين 6 - 10 سنوات. امسية شعرية وأقيمت خلال البرنامج المصاحب الأمسية الشعرية الخليجية التي أحياها الشاعر العماني زاهر الغافري، والكويتي الشاعر نشمي مهنا، ومن المملكة الشاعر محمد يعقوب، الذين أطلقوا في سماء المعرض بعضًا من قصائدهم الشهيرة، وغيرها من الجديد الذي خصوا به هذه الأمسية، التي وصفوها بالمميزة، استناداً إلى شعار نسخة هذا العام من المعرض الكتاب.. تعايش، مؤكدين أن التعايش مع الثقافة أمر فطري.
مشاركة :