كونا - يستعد الفلسطينيون اليوم السبت لاحياء الذكرى السنوية الـ43 ليوم الأرض وذلك بالمشاركة في مسيرة "مليونية الارض والعودة" على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة وتزامنا مع مرور عام على انطلاق مسيرات العودة وكسر الحصار التي بدأت في الثلاثين سنة الماضية.ويعم الاضراب الشامل جميع المحافظات الفلسطينية بدعوة من الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار لضمان مشاركة واسعة من الشعب الفلسطيني في المسيرات المليونية على الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة مؤكدة انها ذات طابع سلمي للمطالبة "بحق العودة" وكسر الحصار.وحسب التقارير الصحفية الاسرائيلية قام الجيش الاسرائيلي بتعزيز قواته وآلياته العسكرية وقوات الاحتياط على طول الحدود الشرقية منذ عدة ايام استعدادا لمسيرة "مليونية الأرض والعودة" في حين قام بنشر المئات من القناصة لصد المتظاهرين الفلسطينيين من اجتياز الحدود.وشكلت مسيرات العودة منذ انطلاقها نوعا من النضال الشعبي السلمي حيث استطاع الفلسطينيون ان يتظاهروا كل يوم جمعة بشكل اسبوعي على الحدود الشرقية ووصل العديد من الشبان الى المناطق الحدودية والسياج الفاصل بينها وبين الأراضي الفلسطينية المحتلة وباتت تشكل المسيرات ارباكا للجيش الاسرائيلي.كما قامت الفصائل الفلسطينية بإطلاق مسير بحرى اسبوعي منذ اشهر قرب شواطئ بلدة (بيت لاهيا) شمال قطاع غزة بمشاركة عشرات القوارب كان على متنها اعداد من الجرحى والمرضى الذين يفتقدون للعلاج بقطاع غزة لإيصال رسالة الشعب الفلسطيني الى العالم المطالب برفع الحصار بعد ثلاثة عشر عاما من فرضه على أهالي قطاع غزة.وتفيد التقارير الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية ان عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء مسيرة العودة وكسر الحصار بلغ 266 فلسطينيا من بينهم 50 طفلا في حين قام الجيش الاسرائيلي باحتجاز جثامين 11 شهيدا وبلغ عدد الاصابات أكثر من 30 الف شخص بجروح مختلفة.وحول انتهاكات حقوق الانسان اكد عدد من المراكز الحقوقية المحلية والدولية ان الجيش الاسرائيلي استخدم "القوة المفرطة" و"المميتة" ضد الفلسطينيين من خلال اطلاق الرصاص الحي والمعدني والمطاطي اضافة الى قنابل الغاز والقنابل الصوتية خلال عام من المسيرات السلمية على الحدود.واوضحت المراكز ان قوات الجيش تتعمد استهداف المتظاهرين بإطلاق النار عليهم واستهداف الاطفال والنساء والشيوخ دون ان يشكلوا اي خطر عليهم ويطالبون بحقوقهم المشروعة التي تكفلها القوانين والاعراف الدولية.وعلى الصعيد الدولي دان مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة الجمعة الماضى استخدام اسرائيل "للقوة المميتة" غير المشروعة وغيرها من اساليب القوة المفرطة في مواجهة المتظاهرين المدنيين في قطاع غزة.ووجد المجلس انه "لا يوجد ما يبرر قيام الجيش الاسرائيلي بقتل وجرح الاشخاص الذين لا يشكلون اي تهديد مباشر بمن فيهم الصحفيون والمسعفون والاطفال" موضحة ان "قواعد الاشتباك لقوات الجيش الاسرائيلي ساهمت في ارتكاب هذا العمل غير القانوني".ويأتي ذلك في ظل مواصلة الجهود العربية عبر وفد المخابرات المصرية منذ عدة ايام ومسؤولين في الامم المتحدة للوصول الى تفاهمات لإنهاء الحصار الاسرائيلي وتحسين الاوضاع الانسانية بداية من الاسبوع المقبل بدعم مالي من دولة قطر.ويطالب الفلسطينيون بفتح المعابر وزيادة مساحة الصيد وتوفير الوقود لمحطة توليد الكهرباء وايجاد فرص عمل لالاف الخريجين والعاطلين عن العمل اضافة الى ادخال بضائع تمنعها اسرائيل منذ سنوات وغيرها من الاحتياجات الصحية والانسانية المختلفة مقابل تهدئة تطالب بها سلطات الاحتلال مع الفصائل الفلسطينية.ويحيي الفلسطينيون (يوم الأرض) في ال30 من مارس كل عام للتأكيد على تمسكهم بحقهم التاريخي بأرضهم رغم كل المشاريع الاستيطانية والتهويد وسلب الارض منذ سنوات دون ان يتمكنوا من سلب الهوية الفلسطينية.وتعود احداث (يوم الارض) لعام 1976 بعد ان قامت اسرائيل بمصادرة آلاف الدونمات من الاراضي ذات الملكية الخاصة او المشاع في نطاق حدود مناطق ذات اغلبية سكانية فلسطينية وقد عم اضراب عام ومسيرات من (الجليل) الى (النقب) واندلعت مواجهات اسفرت عن سقوط ستة فلسطينيين واصيب واعتقل المئات.
مشاركة :