قال الأب نبيل عزيز الفرنسيسكاني: إن الشباب يريدون أن يُصغى إليهم، وأن يكونوا مقدّرين، ومرافقين، مشيرا إلى أن الكثيرين منهم يعتبر أن صوته ليس مهمًا ومفيدًا سواء في المجال الاجتماعي أو الكنسي. وأضاف خلال اللقاء الشهري لكهنة الإيبارشية البطريركية للأقباط الكاثوليك، بحضور الأنبا إبراهيم أسحق بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر، وحمل عنوان "الشباب الإيمان وتمييز الدعوات"، المشكلة تكمن في الكنيسة أحيانًا، حيث يوجد ميل لإعطاء إجابات ووصفات جاهزة دون إفساح المجال أمام الشباب لطرح أسئلتهم بجديدها وبما تحثنا عليه. وتحدث "عزيز" عن أهمية وتحديات الإصغاء مؤكدًا أنه يتيح للشباب المساهمة في نمو جماعتهم، كما أن التحديات لكون الرعاة مثقلين بالعديد من الالتزامات، ويصعب عليهم إيجاد وقت كافِ لهذه الخدمة الأساسية، إلى جانب والحديث للأب "نبيل" عبء التدبير الإداري كأحد الأسباب التي تجعل اللقاء بالشباب ومرافقتهم أمرًا صعبًا، والنقص في الخبراء والمكرسين للمرافقة. واستطرد: يدرك السينودس الحاجة إلى إعداد أشخاص مكرسين وعلمانيين، رجالًا ونساء، يكونوا مؤهلين لمرافقة الشباب، وأن تسعى الكنيسة في إيجاد البدائل التي تقضى على الإقصاء والتهميش، وتعزيز القبول والمرافقة والدمج. وتطرق إلى التزام الكنيسة التربوى، والحاجة إلى تطوير الإجراءات الرعوية بالكامل فيما يخص التكوين لتقود الطفولة إلى البلوغ ودخول الجماعة المسيحية. واقترح تنظيم أيام للشباب تشجيعهم للمشاركة فيها، مؤكدًا: بات من الضروري إعادة التفكير في الدعوة الإرسالية تجاههم "نخرج نحن للشباب". وعن أسباب الابتعاد عن الكنيسة قال: يدرك السينودس أن عددًا كبيرًا من الشباب ولأسباب مختلفة، لا يطلب من الكنيسة شيئًا لماذا ؟ لأنه لا يعتبرها ذات أهمية لوجوده، والبعض يطلب صراحة أن تتركه الكنيسة وشأنه لأنه يشعر أن وجودها مزعج مثير للخنق. واستطرد: هناك أسباب جدية لهذا الرفض وواجبة الاحترام، ومنها الفضائح الجنسية والمالية، وعدم كفاءة الكهنة الذين لا يجيدون التعامل بشكل مناسب مع مسائل الشباب الحساسة، عدم العناية في إعداد العظة وفي عرض كلمة الله. التوبيخ في العظة، دور الشباب الضعيف داخل الجماعة المسيحية، وصعوبة تبرير مواقف الكنيسة العقائدية والأخلاقية في مواجهة المجتمع المعاصر. وأكد: ليس الشباب الكاثوليك مجرد متلقين للعمل الرعوي بل هم أعضاء حية في وحدة الجسد الكنسي، ممعمدون، فيهم يعيش روح الرب ويعمل، إنهم يساهمون في إغناء الكنيسة في ما هي عليه وليس فقط في ما تفعله. وقال: إنهم حاضرها وليس فقط مستقبلها. الشباب هم الرواد في العديد من الأنشطة الكنيسة، إذ يقدمون خدماتهم بسخاء، لا سيما في تنشيط التعليم الديني والليتورجيا، والاهتمام بالصغار، والخدمة التطوعية للفقراء. وأشار: توفر الحركات والجمعيات والرهبانيات للشباب فرصًا للالتزام والمسؤولية المشتركة، ولكن استعداد الشباب يواجه أحيانًا ببعض السّلطوية وعدم الثقة من قبل البالغين والرعاة الذين لا يعترفون بما يكفي بإبداعهم ويجدون صعوبة في أن يتقاسموا وإياهم المسؤوليات. واختتم: ليست المسألة إذا إنشاء كنيسة جديدة للشباب، بل هي إعادة اكتشاف شباب الكنيسة، والانفتاح على نعمة عنصرة جديدة.
مشاركة :