بيت من الطين، في زاوية «الأحساء المبدعة» يستقبل زواره برائحة البخور وأطياب العود الشعبية، لتتعالى من أروقته أصوات الطرب القديم، التي تربعت داخل «الحوي» ومجالسه الصغيرة، هكذا يظهر «البيت الحساوي»، الذي يجسد مشاهد الحياة القديمة على مرور مئات السنين، عبر احتوائه لأكثر من 400 قطعة أثرية.أبواب من الخشب، وأسقف بنيت من جذوع النخل و«الشندل»، تطل على زوار البيت الحساوي، الذي يشرف عليه عاشق التراث وصاحب المتحف الشخصي «عبدالرزاق العرب» ليحكي قصص وحكايات الحياة القديمة في واقع مصغر لحياة الأسرة وطرق معيشتهم وسكنهم.يقول العرب: «يحتوي البيت الحساوي على غرف صغيرة منها المربعة، التي تعرف حاليا بـ«الصالة»، وسميت بالمربعة لشكلها الرباعي، وهناك الموقد ويعرف حاليا بالمطبخ وسقفه من جذوع النخيل، ويضم الأواني المنزلية المستخدمة قديماً في الأحساء من الجدر الحساوي وكرسي المصاخن ونملية المطبخ، وبجانبه غرفة ليلة الحناء للعروس، وغرفة «الغندقة»، وهي غرفة العروسة، التي تستخدم لتجهيزها للزواج سابقا، وهي من اجتهادات الأهالي تحتوي على ألوان خضراء وحمراء وسرير سيسم خشبي، يجلب من الهند ويوجد بها صندوق، وتوضع فيها مستلزمات العروس من العطور وأدوات الزينة».وأضاف العرب: «يضم البيت الحساوي غرفة أم العيال، وهي تحتوي على سرير وماكينة خياطة ومرقد للأطفال وتسريحة تحتوي على أدوات الزينة، ويوجد في البيت الأحسائي الليوان المعروف بمجلس الرجال، ويحوي عدة القهوة والمحاميس والدلال، ويوجد «الحوي»، ويكون بشكل تعريش يمينا أو يسارا للجلوس وتجنب الشمس، ويوجد السطح للنوم في فترات كثيرة، خصوصاً في فصل الصيف وبداخل البيت البير (الجليب) للماء».والبيت الحساوي الواقع داخل قلعة أمانة الأحساء، هو ضمن مهرجان الأحساء المبدعة للحرف اليدوية والفنون الشعبية، الذي تنظمه أمانة الأحساء ضمن فعاليات موسم الشرقية 2019، «الشرقية ثقافة وطاقة» الرامي إلى التعريف بالتراث والحضارة العريقة، التي تختزنها المنطقة، ونقلها إلى الأجيال القادمة، كما يعتبر موسم الشرقية، فرصة قيمة للتعريف بتاريخ الأحساء العريق والمناشط الشعبية القديمة، باعتبار «واحة الأحساء» أحد المواقع المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو، وتم اختيارها عاصمة للسياحة العربية لعام 2019م.
مشاركة :