أكدت مستشار البحوث والإرشاد الزراعي بوزارة التربية والتعليم نيلوفر جهرمي أنه تم تطبيق مشروع (بذرة عطاء) لتأهيل طلبة ذوي الإعاقة الذهنية البسيطة والتوحد ومتلازمة داون بالمدارس الحكومية في مجال الزراعة، من خلال إنشاء بيئة زراعية متخصصة (حديقة تأهيلية تدريبية) في 17 مدرسة حكومية ابتدائية وإعدادية. وأوضحت في تصريح لـ«الأيام» بأنه يتم تقديم بعض المهارات الخاصة بأعمال البستنة لهؤلاء الطلبة بما يناسب إمكاناتهم ومرحلتهم العمرية، حيث تتوزع الأدوار والمهام كل بحسب قدراته في جو جماعي مشترك، وتحقيق مبدأ الدمج الحقيقي مع زملائهم في المدرسة مما يسهم في علاج أو التخفيف من حدة بعض السلوكيات غير المرغوبة وتحسين مستوى الأداء بشكل عام، إضافة إلى تأهيلهم مهنيًا لسوق العمل في مجال الزراعة التي تمكنهم من إثبات قدراتهم ودورهم الفاعل في المجتمع. وقالت جهرمي إن الوزارة تولي اهتمامًا ودعمًا لتشجيع الطلبة على الزراعة باعتبارها مجالاً حيويًا ومهمًا، من خلال التطوير المستمر للمحميات والمشاتل الزراعية بالوزارة لإنتاج النباتات المناسبة للبيئة المحلية بشكل عام والمدرسية بشكل خاص لتوزيعها على المدارس ونشر التقنيات الزراعية بأسلوب علمي، وهناك مقررات في المناهج الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية التي تضم تقنيات وأساسيات الزراعة والأنشطة المصاحبة لهذا التطبيق العملي في الحديقة المدرسية. وأوضحت أن الوزارة تعمل على خلق بيئة صحية تعليمية جمالية من خلال الاهتمام بالحديقة المدرسية والاستفادة منها كمختبر مفتوح في المقررات الدراسية المختلفة، كما أن هناك العديد من المشاريع الزراعية في المدارس الصناعية من ضمن مشاريع التخرج وطرح بعثات زراعية للراغبين في استكمال الدراسة الجامعية وبرنامج الدبلوم الزراعي في معهد البحرين للتدريب، إلى جانب المشاركة في الأنشطة والمعارض الزراعية ومنها نعرض البحرين الدولي للحدائق الذي فازت فيه بالمركز الأول كأفضل عرض للمؤسسة الحكومية بقاعة التوعية. وأكدت جهرمي أن البحرين معروفة منذ القدم بأنها أرض الخير وبلد المليون نخلة والبساتين ومازالت أرضنا غنية ومنتجه، وهناك دعم كبير للمجال الزراعي والعاملين في هذا المجال بمملكة البحرين، تحرص الوزارة على زراعة النباتات المحلية المناسبة للبيئة البحرينية بشكل عام والبيئة المدرسية بشكل خاص للمحافظة على الموروث الطبيعي المحلي من ناحية ولسهولة العناية والخدمة لتلك النباتات المحلية من ناحية أخرى، وأيضًا العمل على الاستفادة من التقنيات والطرق الحديثة في الري للترشيد من استهلاك المياه والعمل على الاستفادة من المخلفات الزراعية الناتجة في عمليات التدوير وإنتاج السماد الطبيعي. ولفتت إلى أن وزارة التربية والتعليم طرحت منذ ثلاث سنوات مشروع (هيا نزرع) لتشجيع زراعة الأنواع النباتية المحلية البحرينية وتم تطبيقه على 61 مدرسة حكومية بهدف تعزيز مفهوم المواطنة والسلوك الإيجابي لدى الطلبة وغرس حب الزراعة وتوعيتهم بكيفية العناية بالنباتات والمحافظة عليها.
مشاركة :