مجددا، كان كل شيء في معرض الكتب المستخدمة يتحدث ثقافة على لسان قرية «البلاد القديم» الحاضنة له للعام الثاني، ما جعله يستقطب حضورا واسعا من الزوار المتعطشين للمعرفة والقراءة. المعرض المقام في نادي الاتحاد الرياضي في الفترة (14-18) مارس الماضي، بتنظيم مشترك بين الجمعيات الخيرية للبلاد القديم والزنج وعذاري والصالحية، أقيمت على هامشه فعاليات مصاحبة دشن فيها عدد من المثقفين نتاجاتهم كالشاعر والروائي علي الستراوي، والمؤرخ سعيد الحواج، والفنان محمد الفردان. فيما كان للأطفال نصيب من ثلاث فعاليات بالمعرض بمشاركة كل من المدربة منى حبيل، ومعصومة السيد، والأستاذين حسين المديفع وحبيب الستراوي. من جانبه، وصف رئيس اللجنة التنظيمية الأستاذ عبدالعزيز المقهوي، الإقبال على المعرض بالكبير بالنسبة إلى حداثة التجربة، موضحًا أن «عدد الحضور فاق العام الماضي بشكل كبير جدا، إذ شهد المعرض تنوعا جماهيريا من حيث السن والعمر والجنس والخلفيات الثقافية، فقد زاره الكثير من أساتذة الجامعات والمثقفين والأدباء ورجال الدين، ما شكل نقلة نوعية ومهمة للمعرض». وبشأن العناوين التي ضمها المعرض، قال: «في العام الماضي كانت نسبة الكتب الجامعية والأكاديمية حوالي 90% من مجمل الكتب المعروضة. أما هذا العام ومع زيادة ثقة الناس بنا، فقد تنوعت العناوين المعروضة بشكل كبير جدا وبلغت نسبة الكتب الثقافية والدينية والروايات في حدود 40%، والملاحظ هنا أن تبرع الناس بالكتب المستخدمة تواصل حتى اليوم الأخير من المعرض». وأشار المقهوي إلى أن أبرز التحديات المواكبة لتنظيم المعرض هي القلق الذي عايشه فريق العمل في انتظار تبرعات الناس من الكتب «التي فاقت توقعاتنا من حيث الكميات والنوعيات، وهذا يدل على اكتسابنا ثقة الجمهور، وخير دليل على ذلك أن التبرعات استمرت لليوم الأخير من المعرض. بل الكثير من الحضور وبعد زيارتهم للمعرض تبرعوا ببعض كتب مكتباتهم دعما للمشروع». وذكر عضو اللجنة التنظيمية حسين المديفع أن المعرض جاء تقديما لخدمة ثقافية وخيرية لعامة للناس، بصرف النظر عن العائد المالي، مؤكدا ما ذكره المقهوي بشأن الإقبال الكبير، بالقول: «الإقبال على المعرض كان ممتازا، وشهدنا تفاعلا قويا من جميع الشرائح من نساء ورجال وأطفال مختصين وغير مختصين، فتقييم الحضور وانتظار فتح الصالة فاق التوقع، فالزوار ينتظرون منذ الصباح قبل وقت افتتاح الصالة، ولا يخرجون إلا بعد أن نطلب منهم لإغلاق القاعة عند الساعة التاسعة ليلاً». وذكر الكاتب والمؤرخ سعيد الحواج أن «ما ميز المعرض هذا العام هو كثرة الكتب المعروضة والمتنوعة في شتى المجالات العلمية والثقافية وكتب الأطفال، إضافة إلى أسعارها الرمزية التي في متناول الجميع». وأكد الحواج الذي دشن كتابه «مساجد البلاد القديم» خلال فعاليات المعرض، أن «أحد الأهداف التي سعى لتحقيقها منظمو المعرض (الجمعيات الخيرية للبلاد القديم والزنج والصالحية وعذاري)، هو تمكين أهالي المنطقة والزوار الآخرين ومساعدتهم في الحصول على احتياجاتهم من الكتب بأسعار رمزية». من جهتها، أشادت المدربة منى حبيل بتنظيم فعاليات خاصة بالطفل في المعرض «وهذا له بالغ الأهمية في أن يتعرف الطفل على معارض الكتب المستعملة، والمشاركة فيها بقصصه وكتبه، ويدرك أهمية الكتب سواء الجديدة أو القديمة». وكان للشاعر الصحفي علي الستراوي مشاركة ضمن هذا المعرض الذي عرف الستراوي فيه بنتاجه الجديد وتاريخ مسيرته مع الادب، وتأثير قريته على نتاجه، حيث كانت لسيرته تجربة أخرى أضافت لفاعلية الكتاب بعد آخر، استنطقت فضاءات متسعة من الحب المبنية على العلاقة المتينة بين أبناء قريته وبينه، ملقيا بعضا من تجاربه الشعرية التي حملت شذرات توزعت بين القصيدة العامية والقصيدة الفصحى. وأوضح الستراوي مثنيا حول التجربة الثانية للعام الثاني الذي تستضيفه الجمعية الحسنية لبلاد القديم مثنيا على هذا الاهتمام الذي إن دل على شيء فهو إيمان القائمين على المعرض بدور أهمية الكتاب وتشجيع الناشئة ومحبي المعرفة، شاكرا الستراوي كل من أسهم من دون استثناء في بقاء هذه الفعالية رسالة سنوية فاعلة ومستمرة تحت ظل من عرف أهمية هذا الدور الثقافي الذي لا يخرج عن كونه ذا أهمية في تشجيع ودفع الجمهور لأهمية الكتاب.
مشاركة :