عدم الالتزام بقواعد السير وثقافة التهور ومخاطر الحوادث أثناء القيادة

  • 3/31/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أرفع رسالتي إلى العميد الشيخ عبد الرحمن عبد الوهاب آل خليفة المحترم، مدير عام الإدارة العامة للمرور مملكة البحرين.. تحية طيبة وبعد، بداية حاولت الحصول على بعض المعلومات لتحرير رسالتي هذه التي أحببت أن أوجهها الى سعادتكم، حيث دخلت على الموقع الالكتروني الخاص بالإدارة العامة للمرور واتصلت على أرقام الهاتف المعلنة في الموقع غير أن أحدا لم يرد على اتصالي أبدا رغم محاولاتي المتكررة، فضلا عن محاولة الاتصال عن طريق بدالة ادارة المرور التي لم تفلح هي أيضا، إنما هذه مجرد ملاحظة أردت أن أبديها بكل احترام لسعادة العميد قبل أن أبدأ رسالتي المتعلقة بموضوعي الذي أطرحه الآن أمامكم. ولعلكم تشاطرونني الرأي أنه ليس من الضروري حضور المواطن أو المراجع الى ادارة المرور شخصيا من أجل الحصول على إجابة سريعة عن بعض التساؤلات البسيطة، حيث من الممكن الحصول عليها من خلال اتصال هاتفي سريع لكي يوفر على نفسه عناء الذهاب والإياب في ازدحام السير الخانق الذي أنتم تعلمونه علم اليقين. بصفتي بحرينيا غيورا أحب وطني وأتمنى له دائما الأفضل في جميع المجالات والقطاعات وعلى الأخص فيما يتعلق بتطبيق النظام مثل البلدان المتقدمة، كمنهج يتسم بثقافة الالتزام بقواعد السير والمرور، على عكس ما نراه أمام أعيننا كل يوم وكل ساعة من قبل المتهورين والمتطفلين من سائقي السيارات والعربات وعدم الاكتراث بمشاعر الآخرين من مستخدمي الشوارع والطرقات. لذا أحببت أن أطرح على سعادتكم بعض النقاط ذات الأهمية بالنسبة للمواطنين للنظر فيها لعلكم تتخذون بشأنها الإجراءات المناسبة أو طرحها على من يهمه الأمر من المسؤولين في الوزارات الأخرى، لكي تضاهي مملكتنا الحبيبة مستوى الدول المتقدمة من حيث ثقافة احترام النظام وتطبيقه بأعلى المستويات الممكنة. كما أطرح على سعادتكم النقاط والاقتراحات التي تثير الاهتمام وهي على النحو التالي: 1. عدم التزام السواق بنظام السير وأبسط قواعد المرور حيث يتم تغيير مسارهم بصورة مفاجئة ومن دون سابق انذار أو استخدام الوسائل المساندة في القيادة مثل إشارة السيارة الضوئية ليبينوا نيتهم في تغيير الاتجاه وانتظار فرصة مناسبة للسماح لهم بالدخول في مسار آخر. 2. الإزعاج الصوتي الرهيب المنبعث من عوادم السيارات والسياقة بشكل مزعج لا يمكن تحمله أو السكوت عنه، وكأنما أصبح سباق الفورمولا قائما في جميع شوارع البحرين والمناطق السكنية على مدار العام. 3. الانشغال بالهواتف النقالة والرسائل النصية أثناء القيادة الى درجة الوسواس، ما يجعل السائق غافلا عن حركة السيارات أمامه، الأمر الذي يعرض نفسه وغيره لمخاطر الحوادث غير المرغوبة، كما يجبر الآخرين على استخدام زمامير السيارات بشكل مزعج للفت انتباهه. إن التغاضي أكثر عن استخدام الهواتف النقالة أثناء القيادة من قبل الإدارة العامة للمرور هو أمر غير مفهوم، حيث أصبحت هذه ظاهرة مألوفة وخطيرة. 4. القيادة بشكل متعرج من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين والعكس بالعكس، والتجاوز من جهة اليمين ومن خلال استخدام القسم من الطريق المخصص للخدمات وحالات الطوارئ بشكل فاضح والاستهتار بحق السواق الآخرين وعدم احترامهم. 5. استخدام زمور السيارة ما إن ينفتح ضوء الإشارة الخضراء ما هو إلا دليل على العجلة وعدم إعطاء فرصة لتحرك السيارات نحو الأمام. 6. ثقافة استخدام زمور السيارة في المناطق السكنية، حيث أن هذه العادة ممنوعة منعا باتا بعد الساعة 7 مساء في بريطانيا والبلدان المتقدمة لدرء الإزعاج للسكان والتسبب في عدم راحتهم. 7. ثقافة رمي القمامات وأوراق المناشف من شبابيك السيارات من دون اكتراث بنظافة الشوارع والطرقات، ما يزيد عوامل تلوث البيئة، لذا يجب نشر الوعي وثقافة ان نجعل البحرين بلدا نظيفا أسوة بالدول الأخرى مثل سنغافورة، على سبيل المثال. 8. غياب الشرطة ودوريات المرور عن الشوارع وعدم تدخلهم لمنع مثل هذه التجاوزات وتوجيه السواق نحو اتباع السلوك الصحيح أثناء القيادة لا يسهم في حل المشكلة لتصبح بالمستوى المنشود. وعلى هذا الصعيد لا بد من الإشارة إلى أنه منذ سنين طويلة طواها التاريخ والزمن كانت إذاعة البحرين تبث برنامجا يوميا يتعلق بتثقيف السائقين ومستخدمي الطرقات يقدمه قسم العلاقات العامة التابع للإدارة العامة للمرور. لقد كان بالفعل برنامجا مفيدا وقد توقف عن البث بشكل مفاجئ، من دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا التوقف المفاجئ، في حين كان من الواجب تطويره وتحديثه لما له من فائدة في تثقيف وتوعية المواطنين بسلوكيات وآداب السير والمرور المتعارف عليها دوليا. وبهذه المناسبة لا بد أن ندعو الإدارة العامة للمرور النظر في إعادة بث مثل هذا البرنامج عبر الأثير لما له من نفع وفائدة عامة على المواطنين ومستخدمي الشوارع والطرقات. 9. من خلال المتابعة عن قرب نلاحظ أن ازدحام السيارات والاختناق المروري يزداد ويتفاقم، عندما يتدخل شرطي المرور في تنظيم حركة السير يدويا عند الإشارات الضوئية، ويسود الاعتقاد بأنه لو تركت الإشارات الضوئية تعمل تلقائيا بشكل أوتوماتيكي لربما أصبح الوضع أفضل وتمت حركة السير بانسياب وسلاسة أكثر، كما انخفضت حدة الازدحام والاختناق المروري إلى مستوى مقبول. 10. الاختناقات المرورية وعدد السيارات في ازدياد رهيب، بينما تبقى الشوارع والطرقات ضيقة كما هي لا تستوعب هذا العدد الهائل من السيارات، الأمر الذي يحتاج الى حلول جذرية لتخفيف حدة هذه الاختناقات التي لا تطاق، لذا يجب أخذ العبر والدروس من تجارب دول الجوار التي أنشأت شبكة قطارات فوق وتحت الأرض تغني المواطنين عن استخدام السيارات ويمكنهم من استغلال الوقت الثمين في سرعة التنقل من مكان الى آخر بسهولة وارتياح. وختاما أدعو بكل احترام سعادة العميد التكرم بالنظر بعين الاعتبار في الأمور الآنفة الذكر، كما أتطلع الى اتخاذ ما يراه مناسبا بهذا الشأن لكي تحظى البحرين بمستوى أفضل من الرقي وتتبوأ بكل فخر مكانة مرموقة ببن صفوف الدول العالمية والإقليمية في التقدم والازدهار.

مشاركة :