أنشأت «عكاظ» زاوية صحفية لطيفة اسمها «شيك مفتوح» تستكتب فيها بعضا من رجال الأعمال وبعض الذين لديهم نشاط في مجال العمل الاجتماعي، فيكتب الواحد منهم عما سوف يسجله لو طلب منه تقديم شيك مفتوح لدعم مشروع من المشاريـع الحضرية الاجتماعية، فكان بعضهم يعبر عن آمال يمكن له المساهمة فيها عن طريق «الشيك المفتوح» الذي أصبح يملكه ويملك حق صرفه على ما يراه من مشاريـع حيوية تخدم البلاد والعباد، بينما كان بعضهم الآخر يبالغ فيما يعد به من إنجاز عن طرق استخدام شيكه المفتوح حتى قال أحدهم إنه سيقوم بدعم المشاريـع الحكومية المتعثرة حتى تنجز وتصبح جاهزة لخدمة المواطنين والمقيمين، وقد قال «أخونا» ذلك وهو يعلم أو لا يعلم أن المشاريـع المتأخرة والمتعثرة تحتاج إلى عشرات المليارات لاستكمالها فهل سيكون شيكه المفتوح بعشرات المليارات يواجه به نفقات استكمال كل مشروع متعثر؟! هذه المبالغة تذكرني بأول انتخابات حديثة جرت للمجالس البلدية في آخر أطوارها حيث استأنفت المجالس نشاطها بعد طول رقاد وأخذت تختار نصف الأعضاء بالانتخاب والنصف الآخر بالتعيين، فحمي وطيس المنافسة وأخذ كل «مرشح» يعد ناخبيه بالمن والسلوى والكثير من الحلوى حتى بالغ أحدهم في وعوده فصرح أنه إذا ما انتخب عضو مجلس في محافظته الصغيرة جدا فإنه سوف يوفر سكنا لكل مواطن!؟، ولم يحدد إن كان وعده سيشمل جميع مواطني المملكة أم أنه يعني من ولد منهم على أرض تلك المحافظة الصغيرة فقط لا غير، فإن كان يعني أن مكرمته الإسكانية سوف تشمل جميع مواطني المملكة فإنه سيكون قد بز وزارة الإسكان التي لم تكن موجودة بشكلها الجديد خلال تصريحات ذلك المرشح، ولكن الله سلم فلم ينتخب أخونا وولدت وزارة الإسكان ومازالت تسعى للحصول على المزيد من الأراضي الصالحة لمشاريـع الإسكان ولعلها تفلح ذات يوم! وقد وصفت الزاوية العكاظية بأنها لطيفة لجدتها ونبل هدفها وأنها تكشف للقراء التوجهات المعلنة لكل ضيف من ضيوفها، فإن وجدت أن بعضهم يكتبون ويتحدثون بأريحية من أعمال الخير والبر، فإن جربوا ليشركوا في عمل من تلك الأعمال هربوا ولاذوا بالفرار، فإنهم ينطبق عليهم قول الله عز من قائل : «يا أيها الذين آمنوا لِـم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولوا مالا تفعلون»!. وهناك من المتبرعين من لا يتبرع بسخاء إلا في الزفة وتحت الأضواء، فإن طرق بابه وهو بعيد عن الأنظار قال للسائل: أقلب وجهك؟!.
مشاركة :