أعلن موقع «فيسبوك»، أمس الأول الجمعة، أنه سيشدد قواعد البث الحي، رداً على استخدام الخدمة لنشر وقائع الاعتداء الدامي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا قبل أسبوعين، في وقت تعهدت فيه أستراليا بإقرار تشريعات تعاقب بالسجن والتغريم الشركات المسؤولة عن بث مثل تلك المشاهد، ووصف معها إمام مسجد مدينة كرايست شيرش النيوزيلندية، المذبحة الأخيرة، «نقطة تحول في التاريخ» بعد اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.وقالت المديرة التشغيلية في موقع «فيسبوك» للتواصل الاجتماعي شيريل ساندبيرج: إن كثيراً من الناس «طرحوا تساؤلات محقة بشأن الكيفية التي استخدمت بها المنصات الإلكترونية مثل: «فيسبوك» لنشر المقاطع المصورة المروعة للاعتداء». وتابعت ساندبيرج: «في ضوء الهجوم الإرهابي، سنتخذ ثلاث خطوات: تعزيز قواعد استخدام البث الحي في «فيسبوك»، واتخاذ خطوات، إضافية لمواجهة الكراهية على منصتنا، ودعم المجتمع في نيوزيلندا». وأوضحت أن الشركة ستمنع المستخدمين الذين سبق وأن انتهكوا القواعد المجتمعية عليها من استخدام البث الحي.وقالت ساندبيرج: «فيما تمت مشاركة الفيديو الأصلي لاعتداء نيوزيلندا في بث حي، انتشر هذا الفيديو بشكل أساسي عبر إعادة مشاركته من الناس، وتعديله لجعل مهمة أنظمتنا في حجبه أصعب».في السياق نفسه، تعهدت أستراليا، أمس، بإقرار تشريعات بفرض عقوبات بالسجن أوغرامات على مسؤولي وسائل إعلام أو شبكات تواصل اجتماعي لا تسحب من التداول مشاهد ذات طابع متطرف، وستعرض مشاريع القوانين على البرلمان الأسبوع المقبل. وقال رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، في بيان: «من مسؤولية مؤسسات الإعلام الكبرى أن تتخذ الإجراءات الضرورية حتى لا تستخدم منتجاتها التكنولوجية من إرهابيين قتلة».ويعاقب التشريع الجديد أي منصة تواصل لا تعمل سريعاً على إزالة «وثائق عنيفة أو كريهة» مثل اعتداء إرهابي أو جريمة قتل أو اغتصاب. وفي حال إدانتها قد يتعرض المسؤول عنها للسجن ثلاث سنوات، وستكون شركاتهم التي يبلغ رقم أعمال بعضها عشرات مليارات الدولارات، عرضة لغرامة يمكن أن تبلغ 10 % من رقم أعمالها السنوي.من جهة أخرى، اعتبر جمال فودة، إمام مسجد مدينة كرايست شيرش النيوزيلندية، خلال كلمته في منتدى «المسلم الأوروبي» بألمانيا، إن الهجوم الذي وقع على مسجده ومسجد آخر في المدينة نفسها، يعد نقطة تحول في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.وقال فودة، إن هجمات «الحادي عشر من سبتمبر، غيرت في الواقع وجه العالم، وزرعت بذور الكراهية والعنصرية ضد المسلمين في العقدين الماضيين» (وكالات)