ميلان: «الخليج» تشارك إمارة الشارقة في فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان الثقافة واللغة العربية الذي تنظمه «جامعة القلب المقدس الكاثوليكية» في مدينة ميلان بإيطاليا، احتفاءً بالثقافة والأدب العربي، بشراكة استراتيجية مع «هيئة الشارقة للكتاب»، وبالتعاون مع «مجمع اللغة العربية بالشارقة». ضم وفد الشارقة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، ومحمد خلف مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، والدكتور محمد المستغانمي، الأمين العام لمجمع اللغة العربية بالشارقة، وحضر المهرجان عبدالله حسن الشامسي، قنصل عام دولة الإمارات في ميلان، وعدد من سفراء وقناصل الدول العربية في إيطاليا. وأدباء ومثقفون وشعراء من العرب والإيطاليين، وأكثر من 500 طالبة وطالب إيطالي وأوروبي يدرسون الأدب العربي في قسم اللغة العربية في «جامعة القلب المقدس». وتأتي مشاركة الشارقة في المهرجان، الذي يعقد تحت شعار «شهرزاد خارج القصر»، ضمن جهودها في تعزيز حضور اللغة العربية دولياً، وتقديم المنجز المعرفي العربي إلى المشهد الثقافي العالمي، واستعراض دور اللغة العربية في مسيرة الحضارة الإنسانية، إذ تشكل هذه المشاركة استكمالاً لسلسلة الجهود التي تمضي بها الإمارة من خلال العديد من المبادرات الداعمة للغة العربية وثقافتها وأدبها في مختلف دول العالم. يحضر المؤتمر، الذي يقام خلال الفترة من 28 إلى 30 مارس/ آذار، مجموعة من الأدباء والفنانين العرب والإيطاليين، ويطرح جملة من التساؤلات حول المرأة العربية أديبة وعالمة، أبرزها: متى اقتحمت المرأة العربية الفضاء الثّقافي العام للمجتمع الحديث في مجالات التعليم، والصحافة، والكتابة الأدبية، والمسرح، والسينما، والغناء والموسيقى؟ وما هو السياق الثقافي الذي حكم هذا الحضور، وما آثاره في اللغة العربية المعاصرة؟ وهل أدى إلى تغيير في صورة المرأة ورمزيتها في الخيال الجمعي وفي الأعمال الأدبية؟ ويأتي المهرجان هذا العام بالتزامن مع فعاليات «معرض الكتاب العربي والكتاب الإيطالي عن العالم العربي»، الذي يقام في ميلان. حول أهمية المهرجان وجهود رعايته، قال أحمد العامري، في كلمته خلال افتتاحه: «ننطلق في هيئة الشارقة للكتاب من رؤية وضع مرتكزاتها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، لذلك نحن حريصون على تقديم الصورة الحقيقية والأصيلة للثقافة العربية إلى العالم، ونعمل في كل ما نقوده من جهود على تعزيز حضور اللغة العربية، ومثقفيها، وكتابها، وناشريها». وأضاف: «إن الاحتفاء باللغة العربية وجماليتها في ميلان قلب الثقافة الأوروبية، يجدد فخرنا واعتزازنا بلغتنا الأم، ويكشف معرفة العالم بجماليتها، وفرادتها بين لغات العالم، فهي اللغة التي تركت أثرها في لغات أخرى عديدة منها، التركية، والفارسية، والكردية، والفرنسية، والإسبانية، وهي التي انفردت بعدد كلمات بلغ أكثر من 12 مليوناً وثلاثمائة ألف كلمة، بنتها بسحر 28 حرفاً». وأشاد العامري بفكرة الدورة لهذا العام التي تسلط الضوء على دور المرأة العربية في تاريخ الثقافة والأدب والعلوم، مؤكداً أن الأديبات والعالمات العربيات لهن مساهمات كبيرة في المنجز الحضاري الإنساني. أما محمد خلف، فقال: «يمتد مشروع الشارقة الحضاري والثقافي من داخل الإمارات ليشمل مختلف بلدان العالم، إذ وضع عماده صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ليدعم في واحدة من أولوياته اللغة العربية، وتاريخ المنجز الحضاري والإبداعي الذي قدمته على امتداد قرون من اليوم، إذ يؤمن مشروع الإمارة أن لغتنا العربية هي هويتنا الحضارية للأمم، ونتاجها الثقافي هو انعكاس لقيمنا، وحجم مشاركتنا في الحضارة الإنسانية بصورة عامة، وهذا ما يراه العالم من خلال جهود مجمع اللغة العربية في الشارقة». وأضاف: «إن الجهود التي تعمل عليها الشارقة في دعم اللغة العربية تنكشف بما ترعاه وما تقدمه من مبادرات، وما تطرحه من مشاريع على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، حيث تروي سيرة جهود الإمارة حكاية العديد من المؤتمرات المعنية باللغة العربية، والكثير من مبادرات دعمها وحفظها، فالشارقة، بتوجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، شيدت مبنى اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية في مدينة السادس من أكتوبر في محافظة الجيزة في مصر، واستحدثت أول مجمع للغة العربية في الإمارات، وقدمت مكرمة للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو) لإنجاز موسوعة أعلام العلماء والأدباء العرب والمسلمين، وغيرها الكثير من المبادرات والجهود». وتضمن حفل افتتاح المهرجان أيضاً كلمات لكل من ماريا كريستينا جاتي، رئيسة «معهد دراسات اللغة العربية»، وجوفاني جوبر، عميد كلية الآداب واللغات الأجنبية في «جامعة القلب المقدس الكاثوليكية»، والدكتور وائل فاروق، أستاذ الأدب العربي في «جامعة القلب المقدس الكاثوليكية»، وقدمت مجموعة من الطالبات الإيطاليات في الجامعة وصلات غنائية باللغة العربية للفنانة فيروز، كما ألقى الشعراء العرب قصائد متنوعة تبرز جماليات اللغة العربية. يشار إلى أن «مهرجان الثقافة واللغة العربية» في ميلان يحتفي سنوياً بالإنجاز المعرفي والثقافي العربي، ويقدم رموزه المعاصرين والقدماء أمام المثقفين الأوروبيين، ويجمع في دورته الرابعة أبرز المثقفين العرب من روائيين وكتاب وباحثين ومؤرخين، واختار هذا العام أن يتناول دور الأديبة والعالمة العربية في مسيرة الثقافة الإنسانية.
مشاركة :