حذَّرت صحيفة «نويه أوسنابروكر تسايتونج» الألمانية، من أي تسرُّع أمريكي جديد للانسحاب من سوريا؛ وذلك على خلفية سحق آخر معاقل تنظيم «داعش» الإرهابي في بلدة الباغوز السورية الأسبوع الماضي، وإعلان هزيمته بشكل نهائي هناك. وقالت الصحيفة، إنّ الحديث قد عاد مجددًا خلال الأيام القليلة الماضية في واشنطن، عن موعد تنفيذ قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ بسحب نحو 2000 جندي متواجدين داخل الأراضي السورية. وكان ترامب، قد أعلن في 19 ديسمبر الماضي، سحب القوات الأمريكية من سوريا، ما أثار انتقادات كبيرة آنذاك، وأدى إلى استقالة وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس. وأضافت الصحيفة: «رغم أنّ الإدارة الأمريكية أرجأت الانسحاب فيما بعد عدة أشهر، إلا أنها رهنت مدة بقائها باستمرار المعركة ضد داعش، وفيما أن الأخير قد تمّت هزيمته فعليًا على يد حلفاء واشنطن (قوات سوريا الديمقراطية)، فقد أصبح الانسحاب الأمريكي وشيكًا». ونقلت عن تقديرات إعلامية غربية، أنَّ واشنطن ستسحب قواتها على الأرجح قبل حلول شهر مايو المقبل، بينما ستكتفي بترك نحو 200 جندي فقط في قاعدة التنف العسكرية؛ كشوكة في ظهر التحركات الإيرانية في سوريا. وترى ورقة بحثية لمركز «كونراد أديناور» الألماني، أنّ انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، يعيد توزيع الخرائط وموازين القوى هناك، بما يصب في الأخير في مصلحة بقايا تنظيم داعش الإرهابي، فيما قالت الصحيفة، إنّ الدول الغربية تشاطر القوات الكردية في سوريا قلقها من أن «داعش» كشبكة سرية، ما زال يشكل تهديدًا كبيرًا. وأوضحت: «الرعب بدأ يساور الأكراد مجددًا على خلفية التربص التركي، ورغبة الرئيس رجب طيب أردوغان في قيادة عملية عسكرية في شمال سوريا ضد قوات سوريا الديمقراطية، الأمر الذي دعا الأخيرة إلى تجديد الاتصال بنظام الأسد طلبًا للحماية، وهو ما يصب بدوره في تقوية نفوذ وهيمنة الأخير على البلاد مرة أخرى». وأشارت إلى أنّ روسيا يمكنها لعب دور الوساطة بين تركيا والأكراد والأسد، مضيفةً: «على الرغم من أن موسكو وأنقرة يقفان على طرفي نقيض، إلا أنهما قد يصلان إلى حلول سياسية تحفظ مصالحهما المشتركة، ومن ثم يمكن الآن لموسكو أن تحث الأكراد على الاعتراف بسلطة الأسد، وفي المقابل إقناع تركيا بالتخلي عن شن هجوم عليهم»
مشاركة :