كشف الرئيس أمين الجميل عن "مخطط مزدوج من قبل بعض النازحين أنفسهم او بعض المراجع الخارجية التي لها مصالح من الامر، حيث ان المساعدات تأتي بشكل رسمي احيانا وأخرى بواسطة المؤسسات الخيرية التي لا تبغي الربح والهدف منها التوطين وليس المساعدة". ونبه "ان موضوع النازحين خطير جدا ومن المفترض ان تعالج الدولة اللبنانية هذه الأزمة باي ثمن لأن لبنان ليس قادرا على تحمل هذا العدد من النازحين الذي وصل الى حوالى مليون ونصف المليون نازح". وقال: "نحن نتفهم ان النازحين يحتاجون للمأكل والشرب والتعليم والطبابة وعلى المجتمع الدولي ان يهتم بهذه الأمور لكن عندما تأتي مساعدات تفوق هذا الهدف كمساعدات اقتصادية لاستقرار النازح في لبنان، فهذا يطرح تساؤلات باعتبار الأموال السخية تحمل رائحة التوطين". وذكّر الجميل في مؤتمر صحافي عقده في سيدني، في حضور ممثلين عن الأحزاب والتيارات اللبنانية، ان "اول من عول على المبادرة الروسية في هذا الملف كان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في زيارته الى موسكو منذ أكثر من عام، حيث طالب بمبادرة لحل الأزمة وكانت هناك وعود في ذلك الوقت متعلقة بهذا الشأن والوضع كان أسهل للحل في حينها ولكن عندما عاد رئيس الكتائب الى لبنان وطرح الامر واجه الاستخفاف بهذا الطرح وبعد سنتين ونصف جاء طرح مماثل من قبل الحكومة اللبنانية لحل الأزمة لكن كان قد تجاوزه الزمن وتشعبت الأمور أكثر". وعلق على اعتراف الرئيس الاميركي دونالد ترامب بسيادة اسرائيل على الجولان السوري المحتل ومخاطر ذلك على لبنان خصوصا ان مزارع شبعا لا زالت محتلة. فاشار إلى أن "موقفنا واضح، والمواقف التي اتخذها الرئيس ترامب تتناقض مع الحق ومسار التاريخ، ابتداء من نقل السفارة الاميركية الى القدس على انها عاصمة لإسرائيل"، لافتا الى "ان هذا يتناقض مع القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ومجلس الأمن ومسار المفاوضات من اجل السلام"، معتبرا "ان هذا العمل الفردي لا يسهل عملية السلام في المنطقة اطلاقا". وشدد الجميل على ضرورة "الاعتراف بالحقيقة بغض النظر عن موقفنا وعلاقتنا مع الدولة السورية، ونحن كنا وما زلنا نناضل من اجل الحق، لذلك نقول ان الجولان أرض سورية ولأننا نواجه أيضا مشكلة متعلقة بالحدود البحرية والبرية اللبنانية التي هناك نزاع حولها وهناك قرارات دولية تؤكد أحقية لبنان في هذه الأراضي"، ومحذرا من ان هذ المنحى الاميركي قد يمتد الى لبنان حيث يظهر موقف أميركي يعتبر تلك الأراضي إسرائيلية. وهذا امر مخيف، وهو لا يخدم مسيرة السلام والاستقرار في الشرق الأوسط الذي لا يتحقق الا باحترام القرارات والمواثيق الدولية وحقوق الدول ومشاعر شعوبها". أضاف: "بقدر ما نعتبر انه تربطنا صداقة مع الولايات المتحدة فنحن لا نضحي بالحقيقة ولا نفرط بأي حق من حقوقنا من أجل أي شيء ولا نوافق على أي تدبير دولي على حساب الحق اللبناني". وعن الوضع الاقتصادي المقلق في لبنان والعقوبات التي قد يواجها، أعلن "ان لبنان غير معني بالعقوبات مباشرة لكنه للأسف يدفع الثمن بالمواربة"، آملا في "ان تتجنب العقوبات صلب الاقتصاد اللبناني ولا تدخل الى عمق المصلحة اللبنانية العليا، لذلك لا شك في ان هناك محاذير وخطرا، في مقابل مساع لبنانية، نحن جزء منها، لتفادي العقوبات كي لا تؤثر على الليرة اللبنانية والاقتصاد". وعن الكتائب بين الأمس واليوم، أكد "انني مطمئن لكون رئيس حزب الكتائب يسير على الخط الرسولي للحزب الذي هو الضمان لديمومة الحزب والاوكسيجين الذي يتنفس من خلاله. وهذا الخط يكبر ويصغر لكنه يجسد إرادة الشعب اللبناني، وبالنسبة لبعض أصحاب الطموحات الخاصة التي لا تلتئم مع الخط الرسولي الخاص بالكتائب اذكرهم ان في السابق شهدنا أمورا كهذه في عهد الرئيس المؤسس بيار الجميل عندما وجد بعض المنتسبين ان مصالحهم الخاصة لن تتحقق انسحبوا وهذا أمر طبيعي ويحصل اليوم وقد يحصل في أي يوم"، مشددا على "ان الحزب اليوم على الخط السليم الذي حفظه على الرغم من كل الصعوبات ومحاولات اضعاف وانهاء دوره". وعن رأيه بعهد ميشال الرئيس عون، لفت إلى "ان الكتائب رفضت التسوية التي أتت بالرئيس عون لأنها تسوية مصالح مبنية على عدم وضوح بالرؤية والاستراتيجية. ولم يخطئ الحزب في هذا التقويم"، مؤكدا "أن هناك مسار عهد جديد نعترف به ونتعاطى معه بإيجابية". وأشار الى "ان القضايا الأساسية لم يتم حلها بعد، فيما يتم التحدث الان عن قضية النازحين والاقتصاد الا ان هناك قضايا لا يتم الكلام عنها كقضية إعادة تفعيل الادارة اللبنانية من أجل الحوكمة الرشيدة. وهي شروط أي عملية انقاذ إنمائية واقتصادية ومالية".
مشاركة :