البابا في المغرب.. ويدعو لمواجهة التعصب بتضامن المؤمنين

  • 3/31/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

دعا البابا فرنسيس إلى مجابهة "التعصب والأصولية" بـ"تضامن" جميع المؤمنين، مدافعاً عن "حرية الضمير"، وذلك في خطاب ألقاه، السبت، بساحة مسجد حسان بالرباط، في افتتاح زيارته إلى المغرب بدعوة من الملك محمد السادس. وقال البابا: "من الضروري أن نجابه التعصب والأصولية بتضامن جميع المؤمنين، جاعلين من قيمنا المشتركة مرجعا ثمينا لتصرفاتنا". وأضاف أن "حرية الضمير والحرية الدينية، التي لا تقتصر على حرية العبادة وحسب، بل يجب أن تسمح لكل فرد بالعيش بحسب قناعاته الدينية، ترتبطان ارتباطا وثيقا بالكرامة البشرية". ووصل البابا فرنسيس السبت إلى المغرب في زيارة تتمحور حول الحوار بين الأديان وقضايا المهاجرين، وذلك بدعوة من ملك المغرب محمد السادس الذي كان في مقدمة مستقبلي البابا أسفل سلم الطائرة بمطار الرباط. وقال البابا إن "التطرف الذي غالباً ما يقود إلى العنف والإرهاب، يمثل في جميع الحالات، إساءة إلى الدين". وشدد على "أهمية توفير تنشئة ملائمة للقادة الدينيين في المستقبل، إذا ما أردنا أن نعيد إحياء المعاني الدينية الحقيقية في قلوب الأجيال الصاعدة". رمزية المكان والزمان من جهته، اعتبر العاهل المغربي محمد السادس أن "المغرب يشهد حدثا استثنائيا بزيارة البابا فرانسيس للمغرب"، مشيراً إلى أنه تم اختيار توقيت الزيارة ومكانها، نظرا لرمزية الموقع التاريخي الذي يجمع بين معالم الانفتاح والعبور. وقال إن "هذه الزيارة تندرج في إطار العلاقات العميقة بين المغرب والفاتيكان.. وقد حرصنا على أن يعبر توقيتها ومكانها على المكان الحضاري لهذا الحدث، فالموقع التاريخي الذي يحضر لقاءنا اليوم يشكل في حد ذاته رمزا للتوازن والانسجام". وتابع العاهل المغربي مخاطباً البابا: "أردنا أن تتزامن زيارتكم للمغرب مع شهر رجب الذي شهد إحدى أكثر الحلقات رمزية في تاريخ الإسلام والمسيحية عندما غارد المسلمون مكة بأمر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولجأوا فراراً من الاضطهاد إلى النجاشي ملك الحبشة المسيحي، فكان ذلك أول استقبال وأول تعارف متبادل بين الديانتين الإسلامية والمسيحية، وها نحن اليوم نخلد معنى هذا الاعتراف المتبادل من أجل المستقبل والأجيال القادمة". وأضاف الملك محمد السادس في خطاب تلا فقراته باللغات العربية والإسبانية والإنجليزية والفرنسية "لمواجهة التطرف بكل أشكاله، فإن الحل لن يكون عسكرياً ولا مالياً، بل يكمن في شيء واحد هو التربية". وتابع العاهل المغربي "دفاعي عن قضية التربية، إنما هو إدانة للجهل.. فليس الدين هو ما يجمع بين الإرهابيين، بل يجمعهم الجهل بالدين". ونوه الملك إلى أن أحداث معهد محمد السادس لتكوين الأئمة يندرج في سياق جهود محاربة التطرف من خلال التربية، مشيراً إلى استجابة المغرب "لطلبات العديد من البلدان الإفريقية والأوروبية، باستقبال شبابها" في هذا المعهد الذي يتخرج منه أئمة مساجد ومرشدون ومرشدات دينيات. زيارة معهد تكوين الأئمة ويزور البابا والعاهل المغربي السبت "معهد محمد السادس لتكوين الأئمة" الذي يسعى لمواجهة "الخطابات المتطرفة"، من خلال تكوين أئمة ومرشدات دينيات على قيم "إسلام الوسطية والاعتدال". وعبّر البابا، الذي يجري قبل ذلك مباحثات ثنائية مع العاهل المغربي، عن "سروره" بزيارة هذا المعهد. وقال الناطق باسم البابا أليساندرو جيزوتي "إنها المرة الأولى التي يُستقبل فيها البابا في معهد لتكوين الأئمة، إنه حدث له دلالات كبرى". ويشدد البابا باستمرار على رفض كل أشكال التطرف الديني. ويرتاد المعهد، الذي يحمل اسم الملك، طلاب من إفريقيا وأوروبا. وسوف يتحدث اثنان من الأئمة المتدربين أحدهما من أوروبا والآخر من إفريقيا أمام البابا والملك عن تجربتهما. وفي رسالة مصورة إلى الشعب المغربي قال البابا إنه يقوم بالزيارة "كحاج للسلام والأخوة في عالم ما أحوجه لهذه القيم". وأضاف أن على كل من المسيحيين والمسلمين أن يحترموا تنوع الآخر ويساعدوا بعضهم. لقاء المهاجرين ويزور البابا فرانسيس مساء اليوم مركزا للمهاجرين تديره منظمة "كاريتاس الخيرية". وتحول المغرب العام الماضي إلى نقطة انطلاق رئيسية للمهاجرين الأفارقة جنوب الصحراء الذين يسعون للوصول إلى أوروبا عبر إسبانيا، بعد أن أغلقت إيطاليا حدودها بشكل أساسي أمام المهاجرين المغادرين من ليبيا. والبابا من أشد المدافعين عن حقوق المهاجرين، وسوف يلتقي مع نحو 60 منهم في مركز تديره إحدى الكنائس. كما سيلتقي البابا الأقلية الكاثوليكية في المغرب في ختام زيارته التي تستمر 27 ساعة غدا الأحد من خلال إقامة قداس ولقاء رجال دين مغاربة. ونفذ المغرب، الذي يقطنه 36 مليون نسمة، إصلاح سياساته الدينية وتعليمه الديني للحد من انتشار التطرف في 2004، في أعقاب تفجيرات إرهابية في الدار البيضاء في 2003 راح ضحيتها 43 شخصا. وتأتي زيارة في أعقاب زيارة فرنسيس في فبراير/شباط للإمارات العربية المتحدة، حيث وقع البابا وشيخ الأزهر بيانا مشتركا أسس للعلاقات بين الكاثوليك والمسلمين باعتبارهم أشقاء لديهم مهمة واحدة هي الدعوة للسلام.

مشاركة :