تفاجأت جوليا لما عثرت مصادفة على ملفات مشينة في جهاز زوجها مايكل، لم تكد تستفيق من الصدمة حتى عرفت أن زوجها يمارس انحرافات في الواقع، وليس فقط بتصفح الإنترنت. اندفع في مغامراته المخلة بشكل جنوني، ولم يتوقف إلا بعد أن أخبره الطبيب أن لديه ورماً في مخه، وبعد استئصاله عاد مايكل إلى طبيعته. لو لم يكشف مايكل على نفسه لكان عذر "فعلتها رغماً عني" عذراً سخيفاً، ترميه جوليا في وجهه وهي تستعد للطلاق، لكن اتضح أن وراء تغير سلوكه سببا عضويا، والحقيقة أن هناك أسبابا مثيرة تفسر إقدام بعض الناس على جرائم وتصرفات مشينة، فمثلاً المصاب بمرض الخرف الجبهي الصدعي سيتصادم مع القانون والمجتمع، وهنا دعني أسألك: عندما تقع عينك على جوهرة في محل مجوهرات نسي صاحبها إرجاعها، وتستطيع أن تأخذها من دون علمه، ما الذي يردعك؟ ربما الدين أو التربية أو الضمير، عدة أسباب، لكن الرغبة موجودة، ولن يصدق أحد أنك لا تكترث بتلك الثروة الصغيرة، لكن لو كنت مصاباً بالمرض المذكور فستأخذها. إنه يزيل المثبطات والكوابح، ويجعلك لا تتورع ولا تستحي من فعل أو قول ما في نفسك. الذي يتصنع البرود عند تلك المرأة الجميلة، سيصدمها بكلمات غير لائقة، كان عقله يكبح جماحها يوميا. زميل العمل الذي تبغضه لكن تعامله بلباقة سيمسح تياراً من الإساءات. مديرتكِ ستتلقى لطمة ولن تستطيعي التبرير بأن ذلك حصل رغماً عنكِ! ماذا يفعل المصاب أيضاً؟ إنه لا يقدر أن يسيطر على نفسه. يندفع وراء كل نزوة بزخمٍ جبار. أميركي عمره 70 سنة لم يقامر قط.. خسر 200 ألف دولار في ستة أشهر في الكازينو! لماذا؟ لأن نزوة عابرة طرأت في رأسه، كان يمكن أن تتبخر في السابق، أما الآن بعد إصابته فقد عض عليها بالنواجذ ولم يفلتها إلا بعد أن أبادت مدخراته. أحدهم جرى وراء شهواته حتى أصابته الأمراض المعدية. امرأة سقطت في وحل المخدرات. أخرى تفجرت لديها شهوة الأكل. وهلم جرا. وفي تلك الحالات، نعم، الطب يقول: لقد حصلت رغماً عنهم!