القمة العربية في تونس: صحف تبحث التوقعات بشأن ما يمكن أن تخرج به أعمالها

  • 3/31/2019
  • 00:00
  • 17
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةAFP علّقت صحف عربية على القمة العربية الثلاثين التي تنطلق أعمالها اليوم في العاصمة التونسية. ويرى كُتّاب أن قضية اعتراف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل على الجولان، إضافة إلى قرارها السابق بنقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس، يستدعيان موقفاً عربياً موحداً. وفي الوقت نفسه، استبعد كُتّاب آخرون أن تتمخض القمة عن موقف قوي، متوقعين أنها ستنعقد وتنفض دون موقف ملموس على الأرض.قمة عربية جديدة وسط "حقول ألغام" أي نوع من القمم؟ تقول كريمة دغراش في جريدة "الصحافة" التونسية "تتصدر قضية الاعتراف الأمريكي بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان المحتلة جدول أعمال القمة العربية... بالإضافة إلى التوتر في قطاع غزة، وعودة سوريا إلى الجامعة العربية". وتضيف "تعتبر سوريا أحد أبرز النقاط الخلافية التي طرحت في قمة تونس بعد أن كان الحديث يدور قبل أشهر من انعقادها حول إمكانية رفع التجميد عنها، لكن يبدو أن الإجماع العربي بشأن هذه النقطة قد غاب وذلك بسبب اعتراض عدد من الدول العربية لعدم استقرار الوضع في هذا البلد وغياب تسوية سياسية به". ويقول أسامة الغزالي حرب في "الأهرام" المصرية "اليوم، ووسط أجواء عربية محبطة، بعد قراري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبضم هضبة الجولان المحتلة إلى إسرائيل، تنعقد القمة العربية الثلاثون في تونس". وبنبرة من التشاؤم يضيف الكاتب "لا أتوقع الكثير من تلك القمة في ضوء التاريخ الطويل للقمم العربية، الذي ينبئنا بأن مجرد انعقادها في ذاته لا ينطوي على أي مغزى للقوة أو الفاعلية". ويختم مقاله بالقول "أي نوع من القمم ستكون تونس؟ في ضوء الأوضاع الحالية الدولية والعربية، لست متفائلاً على الإطلاق". وبالمثل، يقول فهد الخيطان في "الغد" الأردنية "ليس ثمة شيء يمكن الرهان عليه في قمة تونس بقدر السوء الذي كانت عليه الأوضاع العربية في قمم سابقة، إلا أن الحالة الراهنة هي الأسوأ على الإطلاق". ويرى أن مسودة البيان الختامي للقمة وإعلان تونس "يعطيان الانطباع بأن هنالك اتفاقاً عربياً وافياً وشاملاً على الأولويات، وتطابقاً في المواقف. لكن ذلك في الحقيقة على الورق فقط، أما في الواقع فالخلافات والتباينات في المواقف هي الحقيقة الثابتة". ويشير إلى أن "المستجدات على المسرح الدولي والإقليمي كانت تستدعي قمة عربية بمنهجية مختلفة وقرارات تتجاوز الأسلوب التقليدي المتبع في قمم سابقة، غير أن الانقسامات الحاصلة في الجسم العربي، والانشغال في الأزمات يربك الجميع ويحول دون بناء مواقف صلبة ومتماسكة". عودة سوريا ويقول فاروق يوسف في جريدة "العرب" اللندنية "إذا كانت عودة سوريا إلى الجامعة العربية غير ممكنة في المرحلة الحالية لعدم التوافق العربي عليها، فإن الأولى بالقمة العربية أن تضع المسألة السورية في مقدمة الفقرات التي يجب أن تُناقش بطريقة مختلفة عن الطريقة التقليدية التي قادت سوريا إلى عزلتها". ويضيف "ليس المطلوب إعلان الصلح مع النظام. فذلك أمر لم يعد ذا قيمة بالنسبة للشعب السوري، إضافة إلى أن النظام نفسه سيشعر من خلاله بأنه انتصر على العرب الذين خذلوه في أوقاته العصيبة". ويؤكد الكاتب أن "المطلوب فعلياً أن يستوعب العرب أهمية دورهم الخلاق في إعادة إعمار سوريا، وأن يقفوا موحدين عند خط الشروع في تعويض الشعب السوري عن الجزء المتيسّر من خساراته وهو الجزء المادي. أما الكارثة الإنسانية التي لحقت به فهي ما لا يمكن تعويضه". ويتساءل عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة "الأهرام" المصرية "هل تشهد اجتماعات القمة العربية... نوبة صحيان وإفاقة عاجلة كي تستطيع مواجهة التحديات العديدة التي تواجه العالم العربي الآن؟". ويقول "الوضع في سوريا لا يختلف كثيرا عن ليبيا، فلا تزال سوريا، رغم كل النجاحات الكبيرة... تعاني الانقسام والتشرذم وانقسام السيادة بين مجموعات مختلفة على الأراضي السورية، وهو ما يجب أن ينتهي تماماً لتعود الدولة السورية دولة موحدة كما كانت دائماً". ويرى الكاتب أن القمة العربية وإن كانت "لن تستطيع وضع الحلول السحرية" لكل المشكلات العربية "لكنها تستطيع أن تقدم روشتة تتضمن خطوات محددة ورؤية موضوعية للخروج من تلك المشكلات، بعد أن أصبح الخطر قريباً جداً من كل الدول العربية بلا استثناء".

مشاركة :