أطلقت الجمعية الثقافية «بيروت دي سي» الدورة الثامنة من مهرجان «أيام بيروت السينمائية» وذلك خلال مؤتمر صحافي عقد في فندق «سمولفيل» في شارع بدارو غرب بيروت. أما المحور الرئيسي الذي تدور حوله مواضيع أفلام هذه الدورة فهو «السينما والدين»، من منطلق تسليط الضوء على المجتمع المدني العربي عامة، الذي يرزح تحت تأثيرات هذا الموضوع بصورة أو بأخرى. وسيتم افتتاح المهرجان الذي يبدأ في 12 مارس (آذار) الحالي لينتهي في 21 منه، مع فيلم «تمبكتو» للموريتاني عبد الرحمن سيساكو، الذي منع عرضه في دولة «بوركينا فاسو» غرب أفريقيا خوفا من التداعيات التي يمكن أن يتسبب بها على الأوضاع عامة. والمعروف أن هذا الفيلم حصد جوائز عدة في مهرجانات سينمائية عالمية، وكان أحدثها نيله 7 منها في مهرجان «جائزة سيزار» الفرنسي العالمي، إضافة إلى أخرى حصل عليها في مهرجانات سينمائية عربية كالمهرجانين السينمائيين اللذين شهدتهما مدينتا قرطاج التونسية وأبوظبي في الإمارات، كما رشح لنيل جائزة الأوسكار عن فئة الأفلام باللغة الأجنبية. والجدير ذكره هو أن ليلة عرض الفيلم في صالة «سينما سيتي» في أسواق بيروت، سيتخللها حضور الممثل إبراهيم أحمد (أحد أبطال الفيلم) المعروف بـ«بينو»، ليلتقي أهل الصحافة في المناسبة ويتحدث عن تجربته الشخصية في الفيلم، خصوصا وأن مخرج الفيلم اعتذر عن عدم الحضور إلى لبنان لأسباب عائلية كما ذكر في المؤتمر الصحافي. ومن بين الأفلام الـ40 التي يتضمنها برنامج المهرجان «أنا نجوم بنت العاشرة ومطلّقة» للمخرجة اليمنية خديجة السلامة، و«أوديسا العراق» للمخرج سمير جمال الدين والذي سيكون بمثابة تحية تكريمية للعراق في ظل الأوضاع غير المستقرة التي يمر بها منذ فترة طويلة. وكان هذا الفيلم قد نال استحسان الجمهور في المهرجانات التي شارك بها في برلين وتورنتو وغيرها. ويخصص مهرجان «أيام بيروت السينمائية» مساحة لا يستهان بها للأفلام السورية، بحيث يعرض «العودة إلى حمص» لمخرجه طلال الدركي و«الرقيب خالد» لزياد كلثوم و«أنا مع العروسة» الذي يشارك في إخراجه كل من الإيطاليين أنطونيو اغوغليارو وغابريالي دي غراندي، مع الفلسطيني خالد الناصري. ويتناول الفيلم موضوع المواطن السوري ومشكلته مع الهجرة من بلده بسبب الحرب التي جعلته رحالا هائما في بلاد العالم. وتطول لائحة الأفلام لتطال اللبنانية منها وبينها «الوادي» لغسان سلهب و«يوميات كلب طائر» لباسم فياض ويتناول هذا الأخير المشكلة النفسية المعروفة بـ«الوسواس القهري»، والذي صوره المخرج في منزله مع كلبه «zen» (أحد أبطال الفيلم). كما ستشارك مصر من خلال فيلم «أم غايب» وهو وثائقي لنادين صليب، وكذلك الجزائر من خلال فيلم «قصة يهوذا» لرباح عامر، إضافة إلى أفلام أخرى من روسيا «لافياتان» للمخرج أندريه زياجينتسيف الذي يعالج موضوع الدين والمسامحة. وتؤكد مديرة المهرجان سابين شقير في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن غالبية الأفلام المشاركة تتناول مواضيع حياتية نعيشها حاليا. وحول مدى تعاون مقص الرقابة في مؤسسة الأمن العام، مع هذه الأفلام التي منع عرض بعضها في بلدان أخرى فتقول: «في الحقيقة لم نواجه أي مشكلات تذكر في هذا الصدد وقد لاقينا تجاوبا ودعما من قبل المعنيين بالأمر بحيث سهلوا مهمتنا أكثر من مرة». وأضافت: «المعروف عنا أننا مقاتلون شرسون في موضوع الحريات العامة ونقوم في كل دورة بجهد كبير لنعطي هذا المهرجان حيزا من الحرية يلمسه مشاهده على أرض الواقع». أما رئيسة مؤسسة «سينما لبنان» مايا دو فريج فشكرت في مستهل المؤتمر كل من دعم هذا المهرجان وموّله وخصوصا السفارتين الفرنسية والسويسرية، وأن هذه الأخيرة لعبت دورا كبيرا في وضع لبنان على الخريطة السينمائية العالمية. وأشارت زينة صفير المتحدثة الرسمية للمهرجان بأن جديده هذا العام هو تقديم جائزتين إحداهما من قبل مؤسسة «إيدال» لتشجيع الاستثمارات في لبنان، والثانية من قبل «الوكالة الدولية الفرنكوفونية» لتشجيع المواهب الفنية ودعمها. وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان خصص هذا العام وضمن الأفلام العربية فئة «كلاسيكية أيام بيروت»، والتي ستعرض فيها فيلمين سينمائيين تكريما لبطلتهما الراحلتين صباح وفاتن حمامة. كما سيتم عرضهما في فندق «سمولفيل» (أحد الداعمين للمهرجان) في بدارو وهما بعنوان «القلب واحد» (أول أفلام الراحلة صباح) و«أفواه وأرانب» الذي لاقى نجاحا منقطع النظير في منتصف السبعينات لفاتن حمامة. ويتضمن المهرجان أيضا أفلام «اليونيسيف رؤية الذات»، وهي كناية عن 19 فيلما قصيرا صورها شباب لاجئون من سوريا ما بين بيروت والبقاع. كما تتضمن الدورة الثامنة لـ«أيام بيروت السينمائية» ورشات عمل مع محترفين ومتخصصين في صناعة السينما، كذلك الأمر توقيع «دي في دي» فيلم «ليال بلا نوم» لمخرجته إليان راهب، ولقاءات مع ممثلين ومخرجين من لبنان وسوريا. وتجدر الإشارة إلى أن هذا المهرجان يقام سنويا بمشاركة مؤسستي «الشاشة بيروت» و«سينما لبنان» والسفارة السويسرية في لبنان. أما الصالات السينمائية التي ستستضيف هذا المهرجان فتتوزع ما بين «أمبير سوفيل» و«سينما سيتي» وفندق «سمولفيل» في بدارو غرب بيروت.
مشاركة :