بعد إلقاء السبسي أحد أبياتها بالقمة العربية.. ننشر قصيدة حافظ إبراهيم

  • 3/31/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في تقديمه للرئيس المصري استشهد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، اليوم، خلال كلمته بالقمة العربية، ببيت شعر لشاعر النيل حافظ إبراهيم، يقول: "كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي.. في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ"، معبرًا بذلك عن حبه وتقديره للشعب المصري.وقد وجه الرئيس التونسي التحية إلى الشعب المصري واصفًا إياه "بالشعب الأبي".وتستعرض "البوابة نيوز" في السطور التالية قصيدة حافظ إبراهيم، التي تتميز بأسلوبها العذب، وبحنين جارف وشوق كبير إلى مصر "كثيرة العشاق"، وفيها يتطرق "حافظ" إلى كثير من الحكم، منها فضيلة العلم، ورذيلة الجهل، وأيضا الأبيات التي تحدث فيها عن الأم حيث وصفها بـ"المدرسة" وأيضا بـ"أستاذة الأساتذة".يقول حافظ إبراهيم في قصيدته:كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِإِنّي لَأَحمِلُ في هَواكِ صَبابَةً يا مِصرُ قَد خَرَجَت عَنِ الأَطواقِلَهفي عَلَيكِ مَتى أَراكِ طَليقَةً يَحمي كَريمَ حِماكِ شَعبٌ راقيكَلِفٌ بِمَحمودِ الخِلالِ مُتَيَّمٌ بِالبَذلِ بَينَ يَدَيكِ وَالإِنفاقِ إِنّي لَتُطرِبُني الخِلالُ كَريمَةً طَرَبَ الغَريبِ بِأَوبَةٍ وَتَلاقيوَتَهُزُّني ذِكرى المُروءَةِ وَالنَدى بَينَ الشَمائِلِ هِزَّةَ المُشتاقِما البابِلِيَّةُ في صَفاءِ مِزاجِها وَالشَربُ بَينَ تَنافُسٍ وَسِباقِوَالشَمسُ تَبدو في الكُئوسِ وَتَختَفي وَالبَدرُ يُشرِقُ مِن جَبينِ الساقيبِأَلَذَّ مِن خُلُقٍ كَريمٍ طاهِرٍ قَد مازَجَتهُ سَلامَةُ الأَذواقِفَإِذا رُزِقتَ خَليقَةً مَحمودَةً فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِفَالناسُ هَذا حَظُّهُ مالٌ وَذا عِلمٌ وَذاكَ مَكارِمُ الأَخلاقِوَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّنًا بِالعِلمِ كانَ نِهايَةَ الإِملاقِوَالعِلمُ إِن لَم تَكتَنِفهُ شَمائِلٌ تُعليهِ كانَ مَطِيَّةَ الإِخفاقِلا تَحسَبَنَّ العِلمَ يَنفَعُ وَحدَهُ ما لَم يُتَوَّج رَبُّهُ بِخَلاقِكَم عالِمٍ مَدَّ العُلومَ حَبائِلًا لِوَقيعَةٍ وَقَطيعَةٍ وَفِراقِوَفَقيهِ قَومٍ ظَلَّ يَرصُدُ فِقهَهُ لِمَكيدَةٍ أَو مُستَحَلِّ طَلاقِيَمشي وَقَد نُصِبَت عَلَيهِ عِمامَةٌ كَالبُرجِ لَكِن فَوقَ تَلِّ نِفاقِيَدعونَهُ عِندَ الشِقاقِ وَما دَرَوا أَنَّ الَّذي يَدعونَ خِدنُ شِقاقِوَطَبيبِ قَومٍ قَد أَحَلَّ لِطِبِّهِ ما لا تُحِلُّ شَريعَةُ الخَلّاقِقَتَلَ الأَجِنَّةَ في البُطونِ وَتارَةً جَمَعَ الدَوانِقَ مِن دَمٍ مُهراقِأَغلى وَأَثمَنُ مِن تَجارِبِ عِلمِهِ يَومَ الفَخارِ تَجارِبُ الحَلّاقِوَمُهَندِسٍ لِلنيلِ باتَ بِكَفِّهِ مِفتاحُ رِزقِ العامِلِ المِطراقِتَندى وَتَيبَسُ لِلخَلائِقِ كَفُّهُ بِالماءِ طَوعَ الأَصفَرِ البَرّاقِلا شَيءَ يَلوي مِن هَواهُ فَحَدُّهُ في السَلبِ حَدُّ الخائِنِ السَرّاقِوَأَديبِ قَومٍ تَستَحِقُّ يَمينُهُ قَطعَ الأَنامِلِ أَو لَظى الإِحراقِيَلهو وَيَلعَبُ بِالعُقولِ بَيانُهُ فَكَأَنَّهُ في السِحرِ رُقيَةُ راقيفي كَفِّهِ قَلَمٌ يَمُجُّ لُعابُهُ سُمًّا وَيَنفِثُهُ عَلى الأَوراقِيَرِدُ الحَقائِقَ وَهيَ بيضٌ نُصَّعٌ قُدسِيَّةٌ عُلوِيَّةُ الإِشراقِفَيَرُدُّها سودًا عَلى جَنَباتِها مِن ظُلمَةَ التَمويهِ أَلفُ نِطاقِعَرِيَت عَنِ الحَقِّ المُطَهَّرِ نَفسُهُ فَحَياتُهُ ثِقلٌ عَلى الأَعناقِ لَو كانَ ذا خُلُقٍ لَأَسعَدَ قَومَهُ بِبَيانِهِ وَيَراعِهِ السَبّاقِمَن لي بِتَربِيَةِ النِساءِ فَإِنَّها في الشَرقِ عِلَّةُ ذَلِكَ الإِخفاقِالأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعبًا طَيِّبَ الأَعراقِالأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِالأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِأَنا لا أَقولُ دَعوا النِساءَ سَوافِرًا بَينَ الرِجالِ يَجُلنَ في الأَسواقِيَدرُجنَ حَيثُ أَرَدنَ لا مِن وازِعٍ يَحذَرنَ رِقبَتَهُ وَلا مِن واقييَفعَلنَ أَفعالَ الرِجالِ لِواهِيًا عَن واجِباتِ نَواعِسِ الأَحداقِفي دورِهِنَّ شُؤونُهُنَّ كَثيرَةٌ كَشُؤونِ رَبِّ السَيفِ وَالمِزراقِكَلّا وَلا أَدعوكُمُ أَن تُسرِفوا في الحَجبِ وَالتَضييقِ وَالإِرهاقِلَيسَت نِساؤُكُمُ حُلىً وَجَواهِرًا خَوفَ الضَياعِ تُصانُ في الأَحقاقِلَيسَت نِساؤُكُمُ أَثاثًا يُقتَنى في الدورِ بَينَ مَخادِعٍ وَطِباقِتَتَشَكَّلُ الأَزمانُ في أَدوارِها دُوَلًا وَهُنَّ عَلى الجُمودِ بَواقيفَتَوَسَّطوا في الحالَتَينِ وَأَنصِفوا فَالشَرُّ في التَقييدِ وَالإِطلاقِرَبّوا البَناتِ عَلى الفَضيلَةِ إِنَّها في المَوقِفَينِ لَهُنَّ خَيرُ وَثاقِوَعَلَيكُمُ أَن تَستَبينَ بَناتُكُم نورَ الهُدى وَعَلى الحَياءِ الباقي

مشاركة :