أكد الشيخ سيد محمد عبدالدايم، وكيل مديرية الأوقاف بالأقصر، أنه تم إغلاق مسجد "حسن فتحي" الشهير بمهندس الفقراء بمدينة القرنة غرب الأقصر، وذلك خوفا من انهياره على المصلين، خاصة بعد أن تبين وجود شروخ وتصدعات في قبته وسقوط قوالب منه عليهم بالفعل خلال أحد الصلوات.وأضاف عبدالدايم، في تصريح خاص، اليوم الأحد، أن الأوقاف قامت باستخراج كافة محتويات المسجد، والتحفظ عليها وإغلاقه لحين البدء في ترميمه مشيرًا إلى أن هيئة اليونسكو هي الجهة الوحيدة المسئولة عن ترميمه وإنقاذه أو إعادة بنائه، ولكن سيتم التعاون معها بالطبع من قبل الوزارة لافتا إلى أن تم اتخاذ قرارا بإغلاق المسجد حفاظا على أرواح المصلين وحمايتهم خاصة وأنه لم يشهد تطويرا منذ تشييده قبل 70 عامًا.فيما قال أحمد يوسف الجمل، أحد المسئولين عن المحافظة عن التراث بقرية حسن فتحي، إن مسجد المعماري حسن فتحي، شُيد منذ 70 عاما وهو على وشك الانهيار في حال عدم تدخل الجهات المعنية لترميمه، لافتا إلى أنه مسجد كبير يقع في مدخل القرية ويحمل أجمل النقوش المعمارية في تصميمه، حيث تأثر فيه بالفن المعماري الطولوني ممتزجا مع الفن الإسلامي في العهد الفاطمي، مشيرا إلى أن اليونسكو أعلنت عن مناقصة سيتم من خلالها ترميم المسجد للعمل على الحفاظ عليه، مؤكدًا عدم تدخلها بشكل فعلي حتى الآن، واقتصار الأمر على زيارات للقرية فقط منذ عدة سنوات، دون البدء الفعلي في عمليات الترميم.يُذكر أن قرية حسن فتحي لها شهرة عالمية بسبب كتاب عمارة الفقراء التي يسرد فيه قصة بنائها، التي انطلقت عام 1946م، حيث أنشئها مهندس الفقراء لاستيعاب المهجرين من مناطق المقابر الفرعونية بالبر الغربي لإنقاذها من السرقات والتعديات عليها، خاصة بعد اكتشاف المختصين وعلماء الآثار سرقة نقش صخري بالكامل من أحد القبور الملكية، فصدر قرار بتهجيرهم من المقابر، وإقامة مساكن بديلة لهم، وخصّصت الدولة في هذا الوقت، ميزانية قدرها مليون جنيه لبناء القرية الجديدة، وتم اختيار الموقع ليكون بعيدًا عن المناطق الأثرية وقريبًا من السكك الحديدية والأراضي الزراعية. وانطلقت المرحلة الأولى للمشروع على يد المهندس حسن فتحي الذي لقب بمهندس الفقراء، ببناء 70 منزلًا، بحيث يكون لكل منزل صفة مميزة عن الآخرين حتى لا يختلط الأمر على السكان، واعتمد في تصميم المنازل على الخامات والمواد المحلية، وظهر تأثّره بالعمارة الإسلامية، التي تحتوي على قباب ذات تصميمات فريدة استخدمت بدلًا من الأسقف، وتخصيص باب إضافي لكل منزل، لخروج الماشية منه كنوع من أنواع العزل الصحي، حفاظًا على سلامة الأهالي كما شيد في القرية ثلاث مدارس، الأولى للأولاد والثانية للبنات، أما الثالثة فكانت مدرسة لتعليم الحِرف اليدوية التي يشتهر بها أبناء القرنة، كالألباستر والغزل والنسيج وصناعة منتجات النخيل، إضافة إلى حمام سباحة ومسجد وقصر ثقافة يتضمن مسرحًا مبنيًا على الطراز الروماني.
مشاركة :