الأسبوع الماضي بَثّت صحيفة المدينة، تقريرًا حمل معلومات خطيرة يجب الوقوف عندها طويلاً؛ إذ أشار إلى بيانات صادرة عن وزارة الخدمة المدنية كشفت بأن هناك (7 آلاف و375 من الحاصلين على الدكتوراة والماجستير والدراسات العليا بالمملكة عاطلون عن العمل)!! منهم: (494 خريجًا يحملون شهادات عليا في الطبّ والصحة، و254 في الهندسة، و431 في أجهزة الكمبيوتر، و378 في العلوم الطبيعية، و775 في العلوم الإنسانية والدراسات الاجتماعية، وألفين و403 في العلوم الإدارية والمالية، وهناك 21 خريجًا في قطاع الخدمات العامة، و489 في العلوم الشرعية، و383 في التعليم، و263 في اللغات، أما البقية ففي قطاعات أخرى)!! نعم تلك أرقام مخيفة وخطيرة؛ لكن الأخطر ما أكده (التقرير) بأنّ مَن تَمّ تعيينهم في الصحة خلال العام الماضي المالي يُماثل تقريبًا عدد مَن تقاعدوا؛ وهذا أراه يَبْصِم على عدم استحداث المالية لوظائف جديدة رغم النمو السكاني الكبير، وما تشهده بلادنا من تنمية وحركة في شتى المجالات؛ وكلها تُنادي بالحاجة للتوظيف؛ لذا لا عجب أن تلجأ كثير من المؤسسات الحكومية في ظِلّ حاجتها للموظفين إلى برامج التعاقد أو البنود والوظائف المؤقتة التي تَسْلِبُ الموظفين أبسط حقوقهم بالأمن الوظيفي والترقيات والبدلات!. أيضًا تقرير الصحيفة أماط اللثام من ممارسة عجيبة؛ حيث عُيّنَ (ألفٌ و257 محاضرًا) في الجامعات من المؤهلين، بينما يسرح ويمرح فيها أكثر (15548 محاضرًا وافدًا)، فأين أنتِ يا علامات الاستفهام والتعجب؟؟!! أخيرًا استنادًا لما جاء في ذاك التقرير الصحفي من أرقام، فهناك مشكلة بطالة مقبلة مع عودة خريجي الابتعاث وأغلبهم يتأبطون شهادات عليا من جامعات عالمية!!. وللمعالجة لابد مِن كَشْف الأرقام الحقيقية للبطالة، ثم وضع خطط قصيرة وبعيدة المدى للقضاء عليها أو الحَدّ منها، بالتعاون مع القطاع الخاص بصورةٍ جادة وواقعية؛ بعيدًا عن اجتهادات وزارة العمل ونطاقاتها!! أرجوكم سارعوا، فالبطالة أراها أمّ الخَبَائِث التي تقود الشباب نحو الانحراف والمخدرات والجماعات المتطرفة. aaljamili@yahoo.com