اعتبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، أمس الاثنين، أن «السرعة القياسية» التي انطلقت فيها عملية تدمير الترسانة الكيميائية السورية الأحد «نقطة تسجل» لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.. وقال الوزير الأمريكي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف إثر لقائهما في إندونيسيا على هامش قمة آسيا- المحيط الهادئ إن «العملية (تدمير الأسلحة الكيميائية السورية) بدأت في زمن قياسي ونحن ممتنون للتعاون الروسي وكذلك طبعا للامتثال السوري»، وأضاف «أعتقد أنه أمر بالغ الأهمية أنه في غضون أسبوع من صدور قرار (مجلس الأمن الدولي) جرى تدمير بعض الأسلحة الكيميائية» في سوريا.. وتابع «أعتقد هذا الأمر نقطة تسجل لنظام الأسد، بصراحة، هذه بداية جيدة ونحن نرحب بالبداية الجيدة». وأعلنت الأمم المتحدة الأحد أن مفتشي السلاح الكيميائي الدوليين أشرفوا في سوريا على تدمير رؤوس صواريخ وقنابل ومعدات تستخدم في مزج المواد الكيميائية، لتنطلق بذلك عملية تدمير الترسانة الكيميائية السورية.. وقالت الأمم المتحدة في بيان مشترك مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية نشر في نيويورك، إن الخبراء أشرفوا على الطواقم السورية التي «قامت باستخدام أنابيب التقطيع والمناشير الكهربائية لتدمير مجموعة من المعدات أو جعلها غير قابلة للاستخدام». من جهته، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الاثنين أن روسيا والولايات المتحدة ترغبان في الدعوة إلى مؤتمر السلام الدولي حول سوريا «جنيف-2» في منتصف نوفمبر من أجل إيجاد حل سياسي للنزاع.. وقال لافروف كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي للأنباء في ختام محادثات مع نظيره الأمريكي جون كيري في جزيرة بالي الإندونيسية «لقد أيدنا الدعوة إلى المؤتمر الدولي في منتصف نوفمبر». وأضاف «لقد اتفقنا على إجراءات يجب اتخاذها لكي تشارك الحكومة والمعارضة في هذا المؤتمر».. وفي مطلع أكتوبر أعلنت موسكو أن دمشق يمكن أن تبدأ في إطار تحضيرات جنيف-2 مفاوضات سلام مع العناصر المعتدلة في المعارضة المسلحة، وفي موازاة ذلك تطالب المعارضة برحيل الرئيس بشار الأسد كشرط مسبق للمفاوضات. والمبادرة لعقد مؤتمر دولي جديد يجمع ممثلين عن الحكومة السورية والمعارضة أطلقها كيري ولافروف في مايو بهدف وقف النزاع السوري، الذي أوقع أكثر من مئة ألف قتيل في سنتين ونصف السنة.. لكن تنظيم هذا المؤتمر أرجئ عدة مرات بسبب خلاف حول الأهداف والمشاركين، لا سيما بين روسيا حليفة نظام دمشق، والغربيين. إلى ذلك، أعلن خبراء نزع الأسلحة الكيميائية في سوريا تعاون السلطات معهم في عملية تفكيك الترسانة التي بدأت قبل أسبوع، وقال بيان منشور على الموقع الإلكتروني لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إن المفتشين الدوليين المكلفين بنزع الأسلحة الكيميائية السورية «أجروا محادثات مع السلطات السورية حول اللائحة التي سلمتها دمشق إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في وقت سابق حول برنامجها العسكري الكيميائي».. وأكد أن «المحادثات كانت بناءة والسلطات السورية كانت متعاونة».. وأشار البيان إلى أن البعثة «أنهت الأسبوع الأول من عملها في سوريا». وبموجب القرار 2118 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، تقضي مهمة البعثة المشتركة للمفتشين التابعين للمنظمة والأمم المتحدة بالتحقق من تفاصيل اللائحة التي قدمها نظام الرئيس بشار الأسد في 19 سبتمبر عن مواقع إنتاج الأسلحة الكيميائية وتخزينها، وبتدمير هذه الأسلحة والمعدات المستخدمة في إنتاجها.. وقال البيان إن المنظمة «ستواصل تقييمها للمعلومات المعطاة من سوريا بموازاة استمرار عمل السلطات السورية على بيان يفترض أن تقدمه إلى المنظمة بحلول 27 أكتوبر».. وأوضح مسؤول في البعثة المشتركة رافضًا الكشف عن هويته أن البيان المطلوب يفترض أن يتضمن «خطة عمل لتدمير الترسانة الكيميائية تقدمها السلطات للمنظمة». المزيد من الصور :
مشاركة :