تحت شعار الكتاب تعايش .. معرض الكتاب بالرياض في يومه الخامس يشهد إقبالا منقطع النظير

  • 3/9/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سيطرت المعرفة وشغف البحث عنها على توجهات زوار معرض الرياض الدولي للكتاب 2015 المقام هذه الأيام بشعار (الكتاب.. تعايش)، وبات هذا الشعار حقيقة ملموسة ومشاهدة في أروقة المعرض. حب الاستطلاع لدى الزائرين لم يمهلهم الوقت حتى اقتناء الكتب، والذهاب بها لمنازلهم وقراءتها هناك، بل كانت مداخل دور النشر المكان الأنسب لهم لتصفح الكتب، والذهاب في رحلة مع الأحرف وبين الصفحات، تؤكدها تعبيرات الوجوه والأجساد، وتوضح مدى الانسجام الذي يكاد ينسي الزائر محيطه الذي يتواجد به، ويستسلم للكتاب الذي بين يديه، وموضوعاته الشيقة التي استحسنها . بعض الجهات الحكومية والخيرية والأهلية التي حرصت على توفير مطبوعات لها خلال مشاركتها بالمعرض، عاشت ذات المشهد، الذي يفقد فيه الزائر احساسه بالمكان، ويترك عينيه ويديه حرة للتنقل بين صفحات الكتب المعروضة، لدرجة قد يصل فيها الزوار للجلوس على الأرض لمواصلة القراءة بتركيزٍ أعلى. ويبتسم بعضهم متى ما نبهه أحد الذين يقفون حوله، بذات الطريقة التي قام بها محرر وكالة الأنباء السعودية خلال لقائه ببعض الزوار الذين كانوا في خضم حديث بصري مع الكتب التي يطالعونها قبل شرائها واقتنائها. محمد فايز المالكي كان من ضمن الذين ابتسموا عندما طُلب للحديث عن رأيه في المعرض ومحتوياته وفعالياته، وبادر بالقول “عذراً لم أنتبه”، وتابع محتاراً بما يشبه الأسئلة “لا أعلم هل الأجواء العامة للمعرض هي من سهلت على الكتاب سرقة أفكاري ونظراتي، أم أنني بالفعل كنت أحتاج للقراءة، لأنني مقصر كثيراً تجاهها”. وأوضح أن التزامات الحياة اليومية، وعدم التنظيم الذي يعيشه، تعاونت لتظلم الكتب الموجودة في مكتبته المنزلية، مبيناً أنه كان قبل عامين يقرأ بشكل أكبر من الوقت الحالي، واعداً بأن يأخذ من المعرض الذي يحمل شعار “الكتاب..تعايش” محفزاً، ونقطة نظام، لإعادة ترتيب أوراقه وتنظيم وقته، بحيث يمنح القراءة وقتاً كافياً من يومه. وصنفت بدرية علي الشمري نفسها من المهتمين بالقراءة، معللةً ذلك بزيارتها لجميع الدورات السابقة للمعرض، وحرصها الدائم على التجديد في مكتبتها الخاصة التي يتجاوز عدد الكتب فيها 100 كتاب، حظي بعضها بالقراءة لأكثر من مرة، إلا أنها ترى أن الكتب الحديثة والمتنوعة والنادرة أحياناً، التي وجدتها بمعرض الكتاب، كانت السبب وراء انشغالها بالقراءة لمدة طويلة في كتابٍ كانت تريد الاطلاع على الفهرس الخاص به لمعرفة محتوياته. مريم ساير الحربي وافقتها، وأرجعت السبب لبعض الموضوعات الجاذبة في فهرس الكتاب الذي تحمله، مما دعاها للبحث عن بعض التفاصيل داخل الكتاب، ومن ثم الانسجام والاستمرار بالقراءة، مؤكدةً أن المعرض أصبح مناسبة متميزة تنتظرها كل عام، وتتمنى أن يقام مرتين في العام الواحد على أقل تقدير. وذهب حسن البدر سفياني إلى المكانة الكبيرة التي تتمتع بها الدور المشاركة، التي تبرهن على أهمية المعرض والسمعة الجيدة التي بات يمتلكها على المستوى الدولي والإقليمي، عادّاً ذلك سبباً كافياً لاستئثار الكتب الموجودة في لحظة بانتباه الزائر ونسيان ما حوله، مبيناً أن 915 دار نشر وتوكيل رائدة على مستوى العالم العربي والدولي كفيلة بجلب كتب ترقى للذائقة، وتناسب الجميع دون استثناء. وقلل فيصل خليف الهزاني من فرص الشعور بالإحراج من هذه الحالة التي كان عليها، وبين أن انسجامه يعطيه مؤشر على جودة الكتاب الذي يقرأه، مما سيساعد على اتخاذ قرار حياله، إما بالشراء أو إعادته إلى الرف. ونوه عبدالله محمد الغامدي بالتنافس المحمود بين الأندية الأدبية المشاركة، فهو لا يخفي اهتمامه بمخرجاتها عند اتحاد وتعاون أعضاء كل نادي وبذل الجهد المطلوب والمأمول منهم، ومدى الفائدة التي ستنعكس على المجتمع الذي يخدمه ذاك النادي على المستوى الثقافي وحتى الاجتماعي، مشيراً إلى أن كتب الشعر والرواية والدراسة النقدية تستهويه أكثر من أي موضوعاتٍ أخرى. ولفت عادل سالم السياري الانتباه لما أسماه بالوضع الغريب الذي بدى عليه، المتمثل في الاهتمام على غير العادة بالكتاب أو القراءة، التي يصفها بالمملة، ولا تستهويه على الإطلاق، إلا أنه وجد داخل عقله وقلبه صوتاً يدفعه إلى البحث عن كتب خفيفة، تتناول المعلومات العامة، فكان الانسجام حاضراً بمجرد البداية في قراءتها. وأشارت أماني على القرني إلى أنها جاءت بقائمة طويلة بالكتب التي تتمنى اقتناءها، والصادرة عن دور نشرٍ عربية، وحضور هذه الدور يصنف ضمن الفرص الممتازة التي يجب انتهازها، والحصول على كامل الكتب في قائمتها، مؤكدةً أن ذلك السيناريو هو الذي يحدث عادةً، ولكن في دورة المعرض هذا العام، وجدت بجانب قائمتها أخرى لم تك ضمن الخطة، وتقول مبتسمة “زيادة الخير خير”. وأرجع خالد إبراهيم السعيد قدرة الكتاب على أخذه بعيداً عن المكان الذي يقف به، بشعوره وعقله وعينيه، إلى اهتمامه الكبير بالجانب التربوي، الذي يلبيه المعرض بجدارة عبر دور النشر المتنوعة، مبيناً أن موضوع بعض الكتب يصادف حاجة معرفيه لديه، مما يسهم في عيش حالة يمكن تسميتها تطبيب أو علاج، ويقول “هذه هي الحالة التي كنت أعيشها لحظة قدوم ” واس ” وضبطي وأنا أعيشها “. يذكر أن الوضع العام للزوار يغلب عليه الرضا التام حيال المعرض وتنظيم أجنحته، وجودة الكتب المعروضة ، وتنوعها بمت يلبي حاجة واهتمام الزوار.

مشاركة :