•• أثلج صدري.. وصدر كل شخص يحمل حسا إنسانيا •• تنفيذ حكم القصاص بحق الرجل قاسي القلب •• الذي قذف بطفل من فوق عمارة وقتله في الاسكندرية •• لمجرد أنه عبَّر عن سخطه على الإخوان •• قلت أثلج صدري.. لأن «القصاص» من قاتل كهذا •• فوق أنه انتصار للحق.. وتطبيق للعدالة •• فإنه كان جزاء لمجرم قتل طفلا بريئا.. وأحرق قلب والديه •• وهز وجدان كل من تابعوا جريمته في ذات اليوم •• بعد أن عرضتها العديد من القنوات الفضائية.. وأبرزت بشاعتها. •• هذا الحكم العادل والصائب •• أثار «هلع» الكثير ممن ارتكبوا جرائم مماثلة من نوع أو آخر •• في داخل جمهورية مصر العربية •• سواء من الإخوان المسلمين أو غيرهم ممن صدرت بحقهم أحكام مماثلة •• كما أثار الحدث من جهة ثانية حفيظة منظمات حقوق الإنسان التي •• تنكر صدور أحكام من هذا النوع •• لأنها ترفض عقوبة «القصاص» من حيث المبدأ أو تحت أي مبرر •• ولست أدري.. كيف تسوغ هذه المنظمات ومن ورائها دول كثيرة لنفسها المطالبة بإلغاء حكم القتل في مثل هكذا مجرم؟ •• فلو كان ذلك الطفل ابن أحدهم.. •• فهل كان يمكن له أن يطالب بإطلاق سراح قاتل ابنه؟ •• أو بإنزال عقوبة مخففة أخرى بحقه؟ •• وأي عقوبة يمكن أن تعوض إنسانا في إنسان اعتدِي عليه ظلما؟ •• إن مفهوم العدالة الذي يتحدثون عنه.. ويعتسفونه في دول كثيرة.. قائم في الأصل على ظلم وطغيان الأقوياء •• كما أنه مطبق بطرق أخرى أشد بشاعة •• وتلك هي حال مجتمعات الدنيا المتطورة الآن.. •• رفض لما أوجبته علينا شريعتنا السماوية.. •• وممارسة لما هو أشد وأبشع وأكثر دموية •• تلك هي الازدواجية التي لا يخجلون من التعامل بها.. •• وإذا كان هناك من يعتقد بغير هذا.. •• لمجرد أنه يتوهم أنه يفكر بشكل حضاري.. •• فإن عليه أن يسأل نفسه السؤال ذاته: •• لو أن أحدا ألقى بابنك من فوق عمارة فقتله.. هل كنت تسامحه وتعفو عنه؟ •• فإذا هو أجاب بنعم.. فإنه يكذب •• وإذا هو أجاب بلا.. فإنه يحلل بذلك لنفسه ما يحرمه على غيره؟ •• تلك هي مشكلتنا في هذا العصر.. مع الذين يحللون ويحرمون الأمور على هواهم •• ويجرمون بحق الإنسانية.. ولا يدافعون عنها.. *** ضمير مستتر: •• لا يشعر بالألم إلا من جربه.. ولا بالمأساة إلا من عانى منها وتجرعها.
مشاركة :