ماي تواجه ضغوطاً هائلة وهامش المناورة يضيق أمامها

  • 4/1/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يشهد ملف خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت) تخبطاً، بعد انهيار استراتيجية رئيسة الوزراء تيريزا ماي للانسحاب، ما عرّضها لضغوط من خصومها للخروج من دون اتفاق، أو تنظيم انتخابات مبكرة أو إبرام اتفاق مغاير لـ "الطلاق". ومُني الاتفاق الذي توصلت إليه ماي مع بروكسيل بهزيمة ثالثة في مجلس العموم (البرلمان)، على رغم تعهدها الاستقالة في حال إقراره. وباتت رئيسة الوزراء في مواجهة أزمة عصيبة في شأن "بريكزيت" الذي يشكّل أضخم خطوة تنفذها المملكة المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية. وسيصوّت البرلمان غداً الاثنين على خيارات مختلفة للخروج، ثم قد تجرّب ماي حظها للمرة الأخيرة، من خلال طرح اتفاقها للتصويت في البرلمان الثلثاء. وقال وزير العدل ديفيد جوك: "لا خيارات مثالية متاحة وهناك ردود جيدة جداً ضد أي نتيجة محتملة الآن، ولكن علينا فعل شيء. تفكر رئيسة الوزراء في الخيارات وتناقش ما قد يحدث، لكنني لا أعتقد بأن هناك أي قرارات اتُخذت". وأضاف: "واضح أن علينا أن ندرس إرادة البرلمان بعناية شديدة". أما أليستير بيرت الذي استقال الأسبوع الماضي من منصب وزير دولة في وزارة الخارجية، كي يساند التصويت في البرلمان على خيارات بديلة للخروج من الاتحاد، فلفت الى أن ماي تتعرّض لضغوط هائلة من وزراء بارزين يريدون انسحاباً من دون اتفاق. وأوردت صحيفة "ذي صن" أن 170 من 314 نائباً لحزب المحافظين الحاكم وجّهوا رسالة لماي، تطالب بالخروج من الاتحاد خلال شهور، باتفاق أو من دونه. أما صحيفة "صنداي تايمز" فأوردت أن ماي تواجه خطر استقالة وزراء بارزين، يؤيّدون "الطلاق" ويعارضونه، بناءً على المسار الذي ستسلكه في الأيام المقبلة. وأشارت الى أن 6 وزراء من مؤيّدي الاتحاد سيستقيلون، إذا اتجهت إلى الخروج من دون اتفاق، فيما سيستقيل الوزراء المؤيّدون للانسحاب، إذا دعمت اتحاداً جمركياً مع الاتحاد الأوروبي أو سعت إلى تأجيل الخروج. وكان مقرراً أن تنسحب بريطانيا من التكتل في 29 آذار (مارس)، لكن المأزق السياسي في لندن أرغم ماي على أن تطلب تأجيلاً من الاتحاد. وستخرج المملكة المتحدة في 12 نيسان (أبريل) المقبل، إن لم تطرح ماي خياراً آخر. وسيصوّت البرلمان الاثنين على خيارات بديلة للخروج، اختارها رئيس مجلس العموم جون بيركو من بين 9 اقتراحات قدّمها نواب، بينها الخروج من دون اتفاق أو منع الخروج من دون اتفاق أو إقامة اتحاد جمركي أو تنظيم استفتاء ثانٍ. وفي غياب أي غالبية لأيّ من خيارات الخروج في البرلمان، هناك تكهنات بإمكان الدعوة إلى انتخابات مبكرة. وقال جيمس كليفرلي، نائب رئيس حزب المحافظين، إن الحزب لا يخطط لانتخابات. لكن نائب زعيم حزب العمال المعارض توم واتسون أعلن أن حزبه يستعد للانتخابات. وأشارت ناطقة باسم الشؤون الخارجية في حزب العمال الى أن الحزب قد يحاول الدعوة الى اقتراع على سحب الثقة من حكومة ماي. وزادت: "لا نعرف هل ستبقى رئيسة للوزراء أو هل سيكون هناك شخص آخر، ومَن سيكون هذا الشخص. الأمور في حال يُرثى لها".

مشاركة :