اعترف الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أمس الأحد، بخسارة حزبه مدناً عدة رئيسية في البلاد في الانتخابات البلدية، فيما أكدت وسائل إعلامية فقدان الحزب الحاكم «العدالة والتنمية» السيطرة على العاصمة أنقرة، للمرة الأولى منذ 25 عاماً، إضافة إلى مدن مثل إزمير وأنطاليا، في انتخابات شهدت حتى الآن مقتل شخصين في مراكز الاقتراع، واستبقتها الحكومة باعتقال مرشحي حزب المعارضة.وأشارت النتائج الأولية للانتخابات البلدية في تركيا إلى تقدم المعارضة في أنقرة وإزمير وأنطاليا، وخسارتها إسطنبول بفارق ضئيل. وأفادت وسائل إعلام حكومية، بأن الحزب الحاكم يتجه إلى فقدان السيطرة على العاصمة أنقرة في الانتخابات البلدية، لأول مرة منذ 25 عاماً.وتأتي الانتخابات في ظل انكماش اقتصادي، في أعقاب أزمة العملة العام الماضي، بعدما فقدت الليرة أكثر من 30 % من قيمتها، بدا بعض الناخبين على استعداد لمعاقبة أردوغان.ويهيمن أردوغان على المشهد السياسي التركي منذ ما يربو على 16 عاماً، أصبح معها أكثر السياسيين إثارة للانقسام في تاريخ البلاد، ويتوقع أن يلقى ضربة انتخابية في ظل ما تشير إليه استطلاعات الرأي من أن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه قد يفقد السيطرة على العاصمة أنقرة وحتى إسطنبول، كبرى مدن البلاد.وقال ناخب يدعى خاقان (47 عاماً) بعد التصويت في أنقرة: «ما كنت سأصوت اليوم في حقيقة الأمر، لكن عندما شاهدت مدى فشلهم قلت ربما حان الوقت لتوجيه ضربة لهم (حزب العدالة والتنمية). الجميع غير راضين. الجميع يعانون».وأغلقت مراكز الاقتراع في شرقي تركيا أبوابها الساعة الرابعة عصراً بالتوقيت المحلي، ثم بعد ساعة من هذا التوقيت في باقي أنحاء تركيا. ويتهم أردوغان الغرب بتدبير الأزمة الاقتصادية، ووعد الناخبين بالتغلب على المشاكلات التي تواجه البلاد. وقال أردوغان أمس الأول في تجمع انتخابي بإسطنبول: «الهدف من الهجمات المتزايدة على بلدنا قبل الانتخابات هو سد الطريق أمام تركيا الكبيرة القوية». وتمثل الانتخابات الحالية، اختباراً لحكومة أردوغان التي تعرضت لانتقادات بسبب سياساتها الاقتصادية وسجلها في مجال حقوق الإنسان.وقال متحدث باسم حزب «السعادة» الإسلامي الصغير إن عضوين بالحزب، وهما مسؤول في مركز للاقتراع ومراقب للانتخابات، قتلا بالرصاص في إقليم ملطية. وأشارت تقارير إعلامية إلى أن السلطات ألقت القبض على شخص.وفي ديار بكر، ذكر مصدر طبي، أن شخصين أصيبا وأحدهما في حالة حرجة بعد أن تعرضا للطعن خلال شجار بين مرشحين. وأفادت وسائل إعلامية أخرى، بأن عشرات الأشخاص أصيبوا في اشتباكات أخرى على صلة بالانتخابات جنوب شرقي البلاد. وأعلنت الشرطة أن شخصاً تعرض للطعن أثناء مشاجرة شارك فيها 15 شخصاً، إثر خلاف بين مرشحين في حي كاديكوي في إسطنبول. وتشكل هزيمة حزب أردوغان في أنقرة و إسطنبول، نهاية لسيطرة حكم حزب العدالة والتنمية على المدينتين منذ 25 عاماً، وضربة رمزية للزعيم التركي. وقبيل الانتخابات المحلية في تركيا، اعتقلت السلطات مرشحي حزب المعارضة. «HDP» وقال الحزب الموالي للأكراد إن 53 عضواً احتجزوا أمس الأول في إسطنبول. ( وكالات)
مشاركة :