قمة تونس ترفض تدخلات إيران: القرار الأميركي حول الجولان «باطل»

  • 4/1/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد القادة العرب، في ختام قمتهم الـ 30 التي احتضنتها تونس العاصمة، رفضهم لقرار الولايات المتحدة الاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة. كما أكدوا رفضهم للتدخلات الإيرانية في الشؤون العربية. وشدد البيان الختامي، أمس، على «أهمية السلام الشامل كخيار عربي وفق مبادرة السلام العربية»، وعلى «مركزية القضية الفلسطينية للأمة العربية جمعاء». ورفض «كل الخطوات الأحادية، التي تتخذها إسرائيل في القدس الشرقية»، مشيراً إلى أن «تلك الخطوات هدفها تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة». وذكر البيان الختامي، أن «من غير المقبول بقاء المنطقة العربية مسرحا للتدخلات الخارجية».وتحدث البيان عن ضرورة العمل على التوصل إلى تسويات في سورية وليبيا، والحفاظ على وحدة أراضي العراق، واستقرار لبنان وتنمية الصومال. ودان استهداف الأراضي السعودية بالصواريخ الحوثية، مشيراً إلى أن «أمن السعودية جزء من الأمن العربي». ورفض القادة العرب، «التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية والمحاولات العدوانية الرامية إلى زعزعة الأمن وما تقوم به من تأجيج مذهبي وطائفي في الدول العربية بما في ذلك دعمها وتسليحها للميليشيات الإرهابية في عدد من الدول العربية لما تمثله من انتهاك لمبادئ حسن الجوار ولقواعد العلاقات الدولية ولمبادئ القانون الدولي ولميثاق منظمة الأمم المتحدة».وطالبوا إيران بسحب ميليشياتها وعناصرها المسلحة التابعة لها من كافة الدول العربية كافة. وأكد القادة أن الإعلان الأميركي الذي صدر بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان، «يعتبر إعلاناً باطلاً شكلاً وموضوعاً، ويعكس حالة من الخروج على القانون الدولي». وشددوا على ان «الجولان أرض سورية محتلة». وأكدوا أن «شرعنة الاحتلال أمر مرفوض كلياً ويمثل ردة كبيرة في الموقف الأميركي ويقوض تحقيق السلام في الشرق الأوسط على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام». وجدد القادة تضامنهم مع لبنان وحرصهم على استقراره وسلامة أراضيه بوجه الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادته. كما أعربوا عن دعمهم للبنان في تحمله للأعباء المترتبة على أزمة النزوح السوري، وأشادوا بنجاح مؤتمري روما وباريس بما يعكس حرص المجتمع الدولي والعربي على استقرار وازدهار لبنان. وشددوا على «ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية، بما يحقق طموحات الشعب السوري الذي يئن تحت وطأة العدوان، وبما يحفظ وحدة سورية، ويحمي سيادتها واستقلالها، وينهي وجود جميع القوات الخارجية والجماعات الإرهابية الطائفية فيها». وشهد قصر المؤتمرات في تونس العاصمة، طوال يوم أمس، فعاليات القمة العربية العادية برئاسة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، وسط دعوات إلى تجاوز الخلافات والأزمات التي تشهدها المنطقة مع توجيه انتقادات إلى تركيا وإيران. وكانت الجلسة الافتتاحية، انطلقت بكلمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، رئيس القمة الـ 29، ليتسلم بعدها السبسي رئاسة القمة الـ 30، مقترحاً عقدها تحت عنوان «قمة العزم والتضامن». وقال السبسي إن «من غير المقبول ان يظل الوضع على ما هو عليه وتستمر المنطقة العربية في صدارة مؤشرات بؤر التوتر واللاجئين والمآسي الانسانية والارهاب». وتابع: «كما ان من غير المقبول ان تدار قضايانا العربية المرتبطة مباشرة بأمننا القومي خارج أطر العمل العربي المشترك». ودعا الرئيس التونسي الى «استعادة زمام المبادرة في معالجة أوضاعنا بأيدينا» وذلك «بتجاوز الخلافات وتنقية الأجواء العربية وتنمية أواصر التضامن الفعلي بيننا». وأعلن عن تقديم مبادرة للحل السياسي للأزمة الليبية، بالاشتراك مع مصر والجزائر. وقال: «نؤكد المكانة المركزية للقضية الفلسطينية في عملنا العربي، وإعادتها لدائرة الضوء على الساحة الدولية بات ضرورياً وفي صدارة أولوياتنا»، داعياً إلى «التصدي لأي مساس بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره».  أبو الغيطوانتقد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، من ناحيته، تدخل كل من إيران وتركيا في شؤون العرب الداخلية، قائلاً «إن التدخلات من جيراننا في الاقليم وبالأخص من إيران وتركيا فاقمت من تعقد الأزمات وأدت الى استطالتها واستعصائها على الحل ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية لذلك فاننا نرفض كافة هذه التدخلات وما تحمله من أطماع ومخططات».  وتابع أبو الغيط «التعدي على التكامل الاقليمي... هو أمر مرفوض عربيا»، مؤكدا انه «لا مجال الى ان يكون لقوى إقليمية جيوب في بعض دولنا تسميها على سبيل المثال مناطق آمنة».السيسي وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، «إن القمة تأتي في منعطف خطير في تاريخ أمتنا العربية، ازدادت فيه التحديات، وتعددت الأزمات، وتعقدت المهام المطلوبة لمواجهتها، وبعض هذه التحديات متراكم، ويأتي على رأسها الصراع العربي - الإسرائيلي، والذي أثق في أننا جميعا نتفق على أن لا مخرج نهائيا منه إلا بحل سلمي شامل وعادل، يعيد الحقوق إلى أصحابها، بحيث يحصل الشعب الفلسطيني على حقه في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتعود الجولان المحتلة إلى سورية، لتتحرر جميع الأراضي العربية المحتلة». وتابع: «لا يزال الدم العربي يراق في عدد من الأوطان العربية، بأيادٍ عربية حيناً، وعلى يد إرهابيين أجانب وميليشيات عميلة لقوى إقليمية، تسعى للتدخل في الشؤون العربية لإعلاء مصالحها، أحياناً أخرى، وألم يئن الأوان لوقف هذا النزيف المستمر للدم العربي؟ ألم يحن الوقت لتسوية عربية لتلك الأزمات... تحقن الدماء وتحفظ دولنا، وتوقف الإهدار المستمر لمقدرات شعوبنا وثرواتها»؟وأكد الرئيس المصري: «فلتكن قرارات قمتنا هذه نوبة إفاقة، وإعلاناً عن انطلاق قطار التسويات، وطي هذه الصفحة الحزينة من تاريخ أمتنا». عباس وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن الفلسطينيين يتطلعون للزعماء العرب لنصرة القضية الفلسطينية. وأضاف في كلمته: «نتطلع إليكم لنصرة فلسطين... قضية العرب الأولى». وانتقد الدعم الأميركي لإسرائيل، قائلاً «ما تشهده فلسطين من ممارسات قمعية ونشاطات استيطانية وخنق للاقتصاد الفلسطيني ومواصلة إسرائيل لسياستها العنصرية والتصرف كدولة فوق القانون ما كان له أن يكون لولا دعم الإدارة الأميركية للاحتلال الاسرائيلي». برهم صالحوأكد الرئيس العراقي برهم صالح، أن بلاده «تطمح لدور واعد ليكون نقطة لقاء لا نزاع»، مشددا على أنه لن يكون طرفا في أي محور وسيكون في قيادة أي جهد يعمل على ترسيخ السلام والتنمية. وأشار إلى أن «الانتصار العسكري المتحقق ضد الخلافة المزعومة تطور مهم وإنجاز كبير، وانتصار عراقي بامتياز»، مشيداً بدعم ومساعدة الأصدقاء والجيران ودول التحالف الدولي. عبدالله الثاني ودعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، القادة العرب إلى استعادة البوصلة وقيادة المجتمعات العربية نحو الأمن والازدهار، مؤكدا ضرورة الانتقال إلى مفهوم «العمل العربي المشترك». وأكد ضرورة اتفاق القادة العرب على الأولويات «كأمة واحدة ذات هم مشترك وتحديات واحدة»، مؤكدا أن القضية الفلسطينية كانت وستـبقى «الهم الأول». عونوأعرب الرئيس اللبناني ميشال عون عن قلقه لإصرار المجتمع الدولي على ربط عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى بلادهم بالحل السياسي في سورية، كي لا تتكرر مأساة عودة اللاجئين الفلسطينيين. وشدد على أن لبنان «لم يعد قادرا على تحمل عبء أزمة اللجوء»، حيث يستضيف من اللاجئين أكثر من نصف عدد سكانه. وأكد ضرورة تقديم المساعدة للدول المضيفة للاجئين السوريين.السبسي للسيسي: مصر كثيرة العُشّاقِ| تونس ـ «الراي» |في لفتة، بدت أنها رداً على حضور الرئيس المصري، للقمة العربية، وجه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، التحية للشعب المصري قبل إلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمته في الجلسة الافتتاحية، قائلا: «اسمحوا لي قبل إلقاء الرئيس السيسي لكلمته أن أردد بيت الشعر الشهير للشاعر حافظ إبراهيم الذي يقول: كَم ذا يُكابِدُ عاشِقٌ وَيُلاقي... في حُبِّ مِصرَ كَثيرَةِ العُشّاقِ».أمير قطر لتعزيز العمل العربي المشتركغادر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تونس العاصمة، بعد أن شارك في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية، ومن دون أن يلقي كلمة.وكتبت «وكالة الأنباء القطرية» أن الأمير «غادر مدينة تونس بعد أن شارك في الجلسة الافتتاحية لاجتماعات مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورتها الثلاثين».وبعث أمير قطر «ببرقية إلى الرئيس التونسي (الباجي قايد السبسي) أعرب فيها عن خالص شكره وتقديره على ما قوبل به من حفاوة وتكريم خلال وجوده في تونس»، معرباً عن تطلعه إلى أن «تسهم نتائج (القمة) في دعم وتعزيز العمل العربي المشترك من أجل مصلحة الشعوب العربية».بوتين: صياغة تدابير جماعية للأمن في الخليجبعث الرئيس فلاديمير بوتين برقية تحية للقادة المشاركين في قمة تونس، معرباً عن استعداد روسيا لتعزيز الشراكات مع بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا. وكتب أمس، «تخوض العديد من بلدان الشرق الأوسط وشمال افريقيا امتحاناً صعباً من نزاعات مسلحة وتفاقم التهديد الإرهابي والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية». وأضاف: «روسيا تنطلق من ضرورة تسوية الأزمات في المنطقة بالطرق السياسية والديبلوماسية، واستنادا للقانون الدولي ومبادئ احترام سيادة الدول وسلامة أراضيها». وتابع: «هذا ينسحب بالكامل على سورية، حيث تتعرض قوى الإرهاب لضربات ساحقة، ولحدّ كبير بفضل الجهود الروسية». ولفت بوتين إلى أن أهم الشروط اللازمة لاستتباب الوضع بشكل مستدام في المنطقة، تسوية الصراع العربي - الإسرائيلي. وجدد تمسك بلاده بالمبادرات التي طرحتها للشرق الأوسط، وتهدف إلى تشكيل تحالف واسع لمكافحة الإرهاب برعاية أممية، وصياغة تدابير جماعية للأمن في الخليج.غوتيريس يرحب بانتقال ديموقراطي في الجزائرموغريني: ليس حلاً تجاهل القرارات في شأن الجولانقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس، إن أي حل للصراع السوري يجب أن يضمن وحدة أراضي سورية بما في ذلك هضبة الجولان المحتلة. وأضاف أمام قمة تونس العربية، إن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني أمر «ضروري». كما رحب غوتيريس بالجهود الرامية لانتقال سلمي وديموقراطي في الجزائر «يهدئ مخاوف الشعب في التوقيت المناسب». من ناحيتها، قالت مفوضة السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، إن تجاهل قرارات مجلس الأمن في شأن الجولان «ليس حلاً». وأضافت أمام قمة تونس، أن حل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني هو «الحل الوحيد الواقعي والقابل للاستمرار... علينا مسؤولية لمنع حل الدولتين من أن يتبدد من دون رجعة». وتابعت موغريني: «أي خطة مستقبلية يجب أن تعترف بالمعايير المتفق عليها دوليا بما يشمل حدود 1967 وبالتبادلات المتفق عليها ووضع القدس باعتبارها العاصمة المستقبلية للدولتين».

مشاركة :