روحاني كبش الفداء القادم

  • 4/1/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يكاد يجمع المهتمون بالشأن الإيراني أن الملا حسن روحاني هو كبش الفداء القادم، إذا ما أراد النظام الإيراني تعليق الأزمات في عنق أحد كبار المسؤولين. لاسيما وأن الملا حسن وصل إلى الرئاسة بوعود ومن خلال برنامج ركز فيه على معالجة آثار العقوبات الدولية بعد توقيع الاتفاق النووي الذي ألغته واشنطن من جانب واحد لتتبعه بسلسلة قاسية وشديدة من العقوبات التي ضاقت حلقاتها حول رقبة سدنة وكهنة نظام طهران الذي لن يقف مكتوف الأيادي، وسيلقي بالتبعات والمسؤوليات على أحد الأطراف الإيرانية التي يبدو الملا حسن هو المرشح لتحمّل النتيجة التي ستقضي بلاشك على طموحاته السياسية وطموحات فريقه، وفي المقدمة منهم ظريف وزير خارجيته الذي شعر بدبيب الخطر، فأراد القفز من المركب الغارقة والنجاة بنفسه، لكن الملا حسن فهم المقصود فتمسك ببقاء وزير خارجيته ومنظر مرحلته ليتحمل معه ما تخبئوه الاقدار لهما في صراع الفيلة. رقعة الشطرنج الإيرانية ضاقت من بعد اتساع، وبدأ غبار المعارك القادمة بين فيلة طهران يلوح في الفضاء الإيراني بأكمله حتى وصلت آثاره إلى الجار الروسي، فكتب ايغور سوبوتين عن صراع تغيير صيغة الحكم في طهران، وأضاف في ملاحظته أن الملا روحاني يواجه ضغوطات من قوى الحرس الثوري لاسيما جناح سليماني الذي يتطلع إلى الإطاحة بالملا منذ وصوله إلى الرئاسة. رهان الملا على المرشد والولي الفقيه رهان على الوقت الضائع حسب بعض المراقبين الروس الذين لهم اهتمام خاص بالوضع والشأن الإيراني الداخلي. فالمرشد خامنئي يلعب مع الجميع ضد الجميع، ويقارع بينهم إلى درجة الدس حتى يضمن بقاء سيطرته وهمينته أمام سيطرات متفرقة ومتوزعة بين مراكز القوى هناك. لكن المرشد يفهم قواعد القوة في اللعبة، وبالنتيجة يفهم أن الحرس الثوري ولاسيما جناح قاسم سليماني هو الذراع الضارب في إيران الداخل وإيران الخارج «سيطرته على المليشيات الموزعة في المحيط القريب من إيران». وبالتالي فقاسم سليماني يتحرك وهو على ثقة بأن المرشد يحرص على استمالته، ويخشى غضبته إذا ما غضب في صراعٍ يسعى المرشد لأن يبقى فيه وراء الكواليس. أوراق الملا حسن ستبدو الأضعف في نظام يقوم شبه عسكري تتوزع فيه القوة بحجم السلاح والعتاد وبعدد الميلشيات والجماعات الضاربة بسلاحها في صراعٍ تحدد موازين قواه قعقعة السلاح. صحيح أن الملا حسن راهن ونجح في رهانه لبضعة شهور على برنامجه الموعود بتقدم اقتصادي غير مسبوق نتيجة الاتفاق النووي مع أوباما، لكن هذا الاتفاق أصبح في خبر كان، ففقد الملا حسن كل أسلحته واحترقت كل أوراقه، وبات يتخبط في البحث عن وعود لعلها تعيد إليه شيئاً من قوته ونفوذه. حتى الغد المنظور لن يبرز اسم جديد له أهميته في تغيير موازين الصراع الخفي بين الأجنحة المعروفة، وابراهيم رئيسي الذي برز اسمه في الفترة الأخيرة وطرح كمرشح قوي لخلافة المرشد، لن يكون إلّا رافعةً كبيرة من روافع جناح المتطرفين في الحرس الثوري. فهل مستقبل إيران الدولة أصبح في كفة الحرس الثوري لتتحول الدولة علناً إلى حكم مليشياوي ضارب السلطة والسطوة في العشرية القادمة بجميع احتمالات التحول، وهو تحوّل مرهون بأقدار لعبةٍ أكبر ممن يلعبها ومساحتها تخرج عن حدود ايران الجغرافية. ليس بمقدور أحدٍ من ملالي ايران أن يقرأ الطالع الايراني هذه المرة، ولذا جاءت مواعيد هطول الأوهام بتحويل البيت الأبيض إلى حسينية في قادم الأيام، وهذه البشارة الشديدة اللعب بورق الوهم لعبها المرشد الأعلى نفسه ليفتح الباب لتوزيــع الأوهــام باحترافية يجيدها باقـي الملالي الذيــن لم يجيدوا أبداً إدارة الدولة.

مشاركة :