(وقيدت ضد مجهول - 1981) هو الفيلم الروائي الأول لمخرجه مدحت السباعي، قام ببطولة الفيلم محمود ياسين، صفية العمري، عزت العلايلي، وآخرون. والفيلم يتحدث عن سرقة الهرم الأكبر (خوفو)، إحدى عجائب الدنيا السبع، وتدور أحداث الفيلم في البحث عن سارق الهرم، حتى تكتمل أطراف الجريمة، باعتبار أن لكل جريمة مجرم. فكرة الفيلم خيالية، لكنه ذلك الخيال الذي يعبر عن الواقع ويرمز إليه. فقد يهيأ للمتفرج للوهلة الأولى بأنه أمام فيلم تافه، يقدم مشكلة خيالية لا تمت للواقع بصلة، فهل يعقل أن يسرق أحدهم الهرم الأكبر. إلا أن المتفرج الذي تبهره المبالغة، يعود فجأة للتفكير بأن سرقة الهرم ممكنة بطريقة أو بأخرى، فالسرقة المادية التي طرحت في الفيلم، كانت ستتم فعلاً بتلك المشاريع التي طرحت مع بداية عصر الانفتاح لبيع منطقة الهرم إلى شركات استثمارية أجنبية، وعرفت بقضية «هضبة الهرم». عموماً.. بعد اختفاء الهرم، تتحول الاتهامات إلى الشاويش صابر (محمود ياسين) الذي كان مكلفاً بحراسة منطقة الأهرامات، هذه الشخصية الضعيفة القادمة من الريف، والتي تحاول تحقيق أهدافها من خلال العمل في الشرطة، إلا أن صابر لم يكن جديراً بالمهام التي يكلف بها، إضافة إلى سوء الحظ الذي يلاحقه، حيث تحدث عمليات سرقة أثناء تأديته لواجب الحراسة. ورغم غرابة هذا الحادث الذي يقلب مصر كلها رأساً على عقب، فإن التحقيق الذي يديره الضابط (عزت العلايلي) يتجاوز حدود الحادث اللامعقول، وليكشف لامعقولية ما يحدث في مصر كلها. من هنا يظهر الفيلم سلبية رجال الأمن في البحث عن السارق، ومحاولة تلفيق التهمة لأي شخصي كان، حتى تكتمل أطراف القضية، وهذا هو بالضبط الخلل الذي تعانيه أجهزة الأنظمة العربية عموماً، وهو إلقاء العبء على جهة دون النظر إلى جوهر المأساة، فقط البحث عن متهم للتخلص من المشكلة. حتى إذا تعلق الأمر بذلك الفلاح البسيط الذي ارتبط بالأرض وعشقها، ليتهم في النهاية بسرقتها، فهل يعقل أن يسرقها، وهي التي تعني الانتماء الحقيقي بالنسبة له.
مشاركة :