خادم الحرمين: سياسات إيران العدوانية تنتهك المواثيق الدولية

  • 4/1/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حذر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز من أن السياسات العدوانية للنظام الإيراني تشكل انتهاكاً صارخاً للمواثيق والمبادئ الدولية كافة، مؤكداً في كلمة افتتح بها أعمال القمة العربية الـ30 المنعقدة بتونس بصفته رئيس القمة العربية الـ29، أنه على الرغم من التحديات التي تواجه أمتنا العربية فإننا متفائلون بمستقبل واعد يحقق آمال شعوبنا في الرفعة والريادة. وقال إن القضية الفلسطينية ستظل على رأس اهتمامات وأولويات المملكة العربية السعودية، معرباً عن الرفض العربي للقرار الأميركي الأخير بشأن هضبة الجولان السورية. واختتم أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول العربية أمس، في تونس أعمال قمتهم العربية في دورتها العادية الثلاثين. وترأس صاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة وفد الدولة إلى أعمال القمة العربية. وحذر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، من أن السياسات العدوانية للنظام الإيراني تشكل انتهاكاً صارخاً للمواثيق والمبادئ الدولية كافة وعلى المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته تجاه مواجهة تلك السياسات ووقف دعم النظام الإيراني للإرهاب في العالم. وأضاف «نجدد رفضنا القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالسيادة السورية على الجولان، ونؤكد أهمية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية يضمن أمن سوريا ووحدتها وسيادتها ومنع التدخل الأجنبي، وذلك وفقاً لإعلان جنيف 1، وقرار مجلس الأمن 2254». وبخصوص الأزمة اليمنية، أكد خادم الحرمين دعم السعودية لجهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي، داعياً المجتمع الدولي إلى إلزام المليشيات الحوثية بوقف ممارساتها العدوانية التي تسببت في معاناة الشعب اليمني وتهدد أمن واستقرار المنطقة. وشدد على مواصلة المملكة في تنفيذ برامجها للمساعدات الإنسانية والتنموية لتخفيف معاناة الشعب اليمني. وفيما يتعلق بالأزمة الليبية، أكد العاهل السعودي حرص بلاده على وحدة ليبيا وسلامة أراضيها ودعم جهود الأمم المتحدة للوصول إلى حل سياسي يحقق أمن ليبيا واستقرارها والقضاء على الإرهاب الذي يهددها. وأوضح أن السعودية تواصل دعمها للجهود الرامية لمكافحة الإرهاب والتطرف على المستويات كافة، مشيراً إلى أن العمل الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا يؤكد أن الإرهاب لا يرتبط بدين أو عرق أو وطن. بعد ذلك، سلم خادم الحرمين الشريفين رئاسة القمة الحالية للرئيس التونسي الباجي قائد السبسي الذي اقترح بأن تنعقد القمة العربية في دورتها الـ30 تحت شعار «قمة العزم والتضامن». وقال في الكلمة الافتتاحية، «علينا العمل على استعادة زمام المبادرة في معالجة أوضاعنا بأيدينا وهو ما يستدعي تجاوز الخلافات، وتنقية الأجواء العربية، وتمتين أواصر التضامن الفعلي بيننا». وأضاف أن التحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة العربية، أكبر من أن نتصدى لها فرادى، قائلاً: «إنه لا خيار للدول العربية غير التآزر وتعزيز الثقة والتعاون بينها». ودعا الرئيس التونسي إلى وقفة متأنية وحازمة لتحديد أسباب الوهن ومواطن الخلل في العمل العربي المشترك، بما يمكننا من توحيد رؤانا وبلورة تقييم جماعي للمخاطر والتحديات، وإعادة ترتيب الأولويات على قاعدة الأهم قبل المهم. وشدد على أن البعد العربي يمثل أهم الثوابت الأساسية في سياسة تونس الخارجية، التي حرصت على تعزيزه في علاقاتها وتحركاتها على مختلف الصعد. وعبر السبسي عن الثقة بأن تحسين أوضاع الأمة والارتقاء بها إلى المكانة التي هي بها جديرة، يظل ممكناً مهماً استعصت الأزمات وتعقدت الأوضاع. وأشار إلى أن الوطن العربي لا تعوزه آليات العمل المشترك، ولا الموارد البشرية والمادية ولا عناصر الوحدة والتكامل غير أنه ظل رهين أوضاع دقيقة وقضايا لم تجد بعد طريقها نحو التسوية، بل ما فتئت تتفاقم لتثقل كاهل البلدان وتستنزف مقدرات الشعوب سياسياً وأمنياً وإنسانياً وتنموياً. وشدد على أنه من غير المقبول أن يتواصل الوضع على ما هو عليه، وأن تستمر المنطقة العربية في صدارة مؤشرات بؤر التوتر واللاجئين والمآسي الإنسانية والإرهاب وتعطل التنمية وأن تدار قضايانا العربية، المرتبطة مباشرة بالأمن القومي، خارج أطر العمل العربي المشترك. إلى ذلك، قال أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، إن أي ترتيبات سلام لا تستند إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية ستكون غير واقعية. وقال خلال القمة، إن «العالم واستقراره سيبقى يعاني صداماً وتدهوراً ما لم تتحقق التسوية العادلة في القضية الفلسطينية، تُفضى إلى إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية». وأضاف، أن «أي ترتيبات لعملية السلام في الشرق الأوسط لا تستند إلى تلك المرجعيات، ستبقى بعيدةً عن أرض الواقع، ولا تحقق الحل العادل والشامل». في غضون ذلك، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أنه لا أمن ولا استقرار في المنطقة من دون حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، مشدداً على أن الأردن مستمر في دوره التاريخي في حماية القدس والدفاع عنها. وقال العاهل الأردني، في القمة، إن «القضية الفلسطينية كانت وستبقى الهم الأول الذي يشغل الوجدان العربي». وأضاف «تحدياتنا العربية عابرة للحدود، وليس بإمكان أي دولة أن تدافع عن مصالحها بشكل منفرد»، مؤكداً أنه رغم هزيمة «داعش»، إلا أن خطر الإرهاب لم ينته بعد.وفي السياق، شدد الرئيس العراقي برهم صالح، أن العراق لن يكون طرفاً في أي محور، والمبدأ الأساس في علاقاته هي المصالح المشتركة، فيما جدد الرفض حول قرار ترامب بتحويل الجولان، مؤكداً أن الجولان أرض سورية ومحتلة. الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بدوره قال، إن حجم الكارثة التي حلت باليمن والمنطقة نتيجة انقلاب المليشيات الحوثية الإرهابية «يفوق كل وصف»، مؤكداً أن إيران تواصل محاولة السيطرة على العواصم العربية بعد إحكام الميليشيات قبضتها على صنعاء. وفي السياق، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، أن الدول العربية أجمعت على رفض التدخلات الخارجية في شؤونها الداخلية لاسيما من إيران وتركيا واستنكار القرار الأميركي الأخير حول هضبة الجولان السورية. بدوره، حذر الرئيس اللبناني ميشال عون من شرذمة المنطقة والفرز الطائفي اللذين يمهدان لإسقاط مشروع الدولة الواحدة الجامعة لصالح كيانات عنصرية وطائفية. وقال الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، إن القضية الفلسطينية تبقى قضية العرب الأولى وسيظل الحل الوحيد الممكن للأزمة الفلسطينية هو الحل الذي يضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وفي طليعتها قيام دولة مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس الشريف استناداً إلى القرارات الدولية ذات الصلة ومبادرات السلام العربية. وفي السياق، قال رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، إن الوقت قد حان لإيجاد توافق عربي تجاه الأزمة الليبية الذي يتأتى بالتزام الجميع بقرارات جامعة الدول العربية وإيقاف أي تدخل سلبي في ليبيا، معرباً عن أمله في أن تستوعب أطراف الأزمة الليبية الدرس، وأن يقتنع الجميع بان لا حل عسكري بليبيا. وفي السياق، قال معالي الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع «تويتر»: «كل التقدير لفخامة الرئيس الباجي قايد السبسي ولتونس الشقيقة على تنظيم قمة العزم والتضامن، قمة تونس الخيّرة خطوة إيجابية في سعينا المشترك نحو ترسيخ العمل العربي المشترك، ويأتي (إعلان تونس) وثيقة استثنائية تؤطر أجندة العمل العربي للمرحلة القادمة».

مشاركة :