صدر حديثا عن سلسلة "حكاية مصر" العدد 55 الصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب البناء الاجتماعي للدير بوادي النطرون، دراسة أنثروبولوجية للرهبنة القبطية المعاصرة للدكتور أليس إسكندر بشاي. ويعرض الكتاب للرهبنة المصرية باعتبارها منبع الرهبنة في العالم المسيحي كله، حيث نشأت في مصر أولا ومنها انتقلت إلى البلاد الأخرى، وتتلمذ قادة الرهبنة في العالم على آباء الرهبنة المصريين، فنقلوا تعاليمهم ونشروها، وحرصوا على الاقتداء بهم.وبانتشار الرهبنة في مصر تكونت مدارس الرهبانية، وتعددت نظمها، فوجدت رهبنة قاصرة على الوحدة - يسمونها طبقة السواح - عاش فيها الرهبان عشرات الأعوام لا يرون وجه إنسان، كما وجد الذين عاشوا في مغارات تسمح لهم عزلتهم من حين لآخر بمقابلة زائرين كما في النظام الأنطوني.كما وجدت جماعات رهبانية يحكمها نظام دقيق حازم تعيش تحت إمرة رئيس للدير يدير وينظم كل الأمور كما في النظام الباخومي، فضلا عن جماعات رهبنة طابعها العام الوحدة، ولكنها تلتقي معا مرة كل أسبوع، وفي المناسبات كالأعياد كما في النظام المقاري. والكتاب يسرد بالتفصيل في نحو 400 صفحة أشهر تلك الطرق الرهبانية وهي التي سكنت منطقة وادي النطرون في ستة فصول مسهبة ودقيقة ومليئة بالتفاصيل الغنية حول حياة الرهبنة الثرية.