تل أبيب: «الشرق الأوسط» قال قائد كبير في الجيش الإسرائيلي، إن متابعة التدريبات العسكرية، التي أجرتها «كتائب عز الدين القسام»، الجناح العسكري لحركة حماس في قطاع غزة، تظهر أنها بدأت في صنع صواريخ قصيرة المدى لتلتف على منظومة «القبة الحديدية». وقال الضابط لصحيفة «معاريف»، إن هذه الصواريخ تدل على أن حماس تستعد للحرب المقبلة: «التي تريد منها إنزال أكبر عدد من القتلى الإسرائيليين المدنيين في البلدات المحيطة بالقطاع». وجاء هذا التصريح في إطار النقد الذي يوجهه مسؤولون عسكريون وسياسيون لمنظومة «القبة الحديدية»، التي تم استثمار بضعة مليارات من الدولارات فيها بدعم من الولايات المتحدة. وهي منظومة صواريخ مضادة للصواريخ المتوسطة وبعيدة المدى، لكنها لا تستطيع التصدي للصواريخ والقذائف التي تطلق إلى مدى 30 كيلومترا، الأمر الذي يهدد نحو 120 ألف مواطن إسرائيلي يعيشون في البلدات المحيطة بقطاع غزة. وخلال الحرب الأخيرة، أطلقت حماس نحو 3500 صاروخ، لكن «القبة الحديدية» دمرت 90 في المائة منها وهي في الجو، بيد أنها لم تستطع إصابة القذائف قصيرة المدى. وحسب الضابط المذكور، يبدو أن حماس استفادت من هذا الدرس، وقررت تركيز إنتاجها العسكري على القذائف القصيرة، ولم تعد تهتم بالصواريخ بعيدة المدى، التي كانت تصل إلى تل أبيب وحيفا والقدس، وتحقق مكاسب معنوية، ولكن من دون أي نتائج عسكرية. لكنه لم يستبعد أيضا، أن يكون إنتاج الصواريخ قصيرة المدى، ناجما عن صعوبة تهريب الأسلحة والمواد المتفجرة والحديد إلى قطاع غزة، بسبب تدمير الأنفاق. وقال الضابط الإسرائيلي إن جيشه يتابع التطورات في قطاع غزة بكل الطرق الممكنة، ويلاحظ أن حماس ما زالت تبني قوتها العسكرية في كل المجالات، بما في ذلك شق الأنفاق تحت الحدود الإسرائيلية. كما أنها تجري تدريبات عسكرية بوتائر عالية، فتطلق الصواريخ باتجاه البحر. واتهمها بمصادرة كميات الحديد التي تصل إلى القطاع من أجل إعادة البناء، وقال إنها تستخرج الحديد من المباني المهدمة لاستخدامها في صنع الصواريخ. وأضاف أن متابعة حماس تبين أنها ما زالت في بداية عمليات تطوير الصواريخ قصيرة المدى وتحديثها، وهذا يعني أنها لم تأتِ بجديد كبير، ولكن من الواضح أنها تسعى للتجديد والتطوير بكل إصرار، وهذا يقلق إسرائيل. من جهة ثانية، اعترف قائد سلاح الجو الإسرائيلي، أمير إيشيل، بأن منظومة «القبة الحديدية» لن يكون بمقدورها توفير حماية تامة للإسرائيليين، متوقعا أن يتسبب ذلك بخيبة أمل للجمهور. وقال إيشيل في مقابلة مع مجلة سلاح الجو الإسرائيلي، إنه لن يكون بمقدور منظومة القبة الحديدية تلبية جميع توقعات الجمهور منها. وأضاف: «بعد حملة عامود السحاب.. حذّرت من أن العنوان مكتوب على الجدار، وقلت إنني أعتقد أن خيبة الأمل آتية. لكن المشكلة هي أن الجمهور يتوقع حماية تامة، أو شبه تامة، كما حصل في الحرب الأخيرة، لكن يبدو أن النتائج التي رأيناها في الجرف الصامد لن تتكرر. سيكون بمقدورنا إحباط الكثير من القذائف الصاروخية، لكن لن نتمكن من توفير الحماية التامة لإسرائيل، هذا لن يحصل، وسنتعرض للإصابة لكن من دون القبة الحديدية سنتعرض لإصابات أكثر». الجدير ذكره أن الجيش الإسرائيلي ومصانعه تسعى منذ حرب لبنان الثانية لإنتاج صواريخ مضادة للصواريخ قصيرة المدى، وذلك لأن غالبية صواريخ حزب الله هي من الصنف القصير المدى، الذي يهدد سكان منطقة الجليل شمال إسرائيل.
مشاركة :