لماذا فشلت تجربة أول فندق في العالم يُدار بالروبوت؟

  • 4/2/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عندما ذهبت سيدة إلى فندق "The Henn na" (فندق الغرباء) في اليابان، لم تجد أي موظف استقبال كي تتعرف على الأسعار والغرف والخدمات المتاحة، ولكنها وجدت روبوتا، وتساءلت "الإيكونوميست": "لماذا لم تلق هذه التجربة النجاح المنشود؟" وأفادت السيدة بأن الروبوت طلب اسمها ونظر في الغرف المناسبة والمتاحة، ثم سلمها مفتاح غرفتها التي تم تنظيفها بواسطة روبوت آخر، فهل هذا هو مستقبل الفندقة؟ العمالة البشرية - يرى بعض المحللين أن الروبوت سوف ينخرط في كل مجال تقريباً من الطب إلى توصيل الطلبات إلى موظفي الاستقبال كما في فندق "الغرباء" لا سيما أن تكلفة توظيف العمالة البشرية في ارتفاع في الوقت الذي تتراجع فيه تكلفة تطوير روبوت. - لكن الأمور لم تكن على ما يرام عندما تم افتتاح أول فندق في العالم يعمل بالروبوت في اليابان عام 2015، وبعد أربع سنوات من التشغيل، تم استبدال الروبوتات من خلال عمالة بشرية. - جذب فندق "زي هين نا" العديد من الزوار ودخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية كأول فندق روبوتي، فالتجربة لم تكن فقط لإحداث نقلة للمستقبل بل أيضاً لتعويض نقص العمالة البشرية. - عمل مسؤولو الفندق على أن ينفذ الروبوت مهاما مثل الاستقبال والنظافة وحمل الحقائب والأمتعة وعمل مشروبات وحتى الغناء أمام السائحين داخل "زي هين نا". - في دول كاليابان التي تواجه مشكلة في تراجع عدد السكان والعمالة الشابة، رأى خبراء أن الروبوت سيكون مستقبل الفندقة والخيار الأمثل أمام هذه الصناعة لتعويض نقص العمالة وتوفير تكلفتها الباهظة. ما المشكلة؟ - عندما تم البدء في تنفيذ التجربة واعتمد الفندق الياباني على الروبوتات، جرت الرياح بما لا تشتهي السفن، فقد واجه الروبوت صعوبة في الرد على تساؤلات الضيوف. - لم تستطع الروبوتات الحاملة للأمتعة الخاصة بالمسافرين صعود درجات السلم، ولم يكن بمقدورها التعامل مع أشياء بسيطة وأساسية، حتى أن أحد الضيوف كان يصدر صوتاً من أنفه وهو نائم، ليهرع الروبوت نحوه ويوقظه قائلاً: "إنه لا يستطيع فهم ما يقول". - بدلا من توفير تكلفة العمالة البشرية، احتاجت الروبوتات في فندق "الغرباء" لعمالة بشرية لمساعدتها وإصلاحها، وهو ما دفع الفندق إلى اتخاذ قرار بتسريح نصف الروبوتات الـ243 لديه، والاستعانة بالبشر مجدداً. - رغم ذلك، تتجه صناعة السياحة والسفر بشكل متزايد نحو الأتمتة، على سبيل المثال، يخطط مطار "جاتويك" البريطاني لتجربة الروبوت في ركن السيارات بعد تجارب مماثلة في فرنسا وألمانيا، كما أن بعض الفنادق تستعين بالروبوت في حجز الغرف للتيسير على الضيوف. الفشل يستحق وقفة - لم تكن التجربة فاشلة بشكل كلي في فندق "الغرباء"، فالروبوتات يمكنها القيام بمهام أفضل من البشر وتعويض ضعف مهاراتهم في بعض الأشياء، ولكنها تحتاج لإدارة وبرمجة أفضل لتنسيق الخدمات فيما بينها. - الروبوتات لا يمكنها فهم تخمين الإنسان أو إيماءاته على قدر فهم البشر والموظفين في الفنادق التقليدية، ولكن بالطبع لدى هذه الروبوتات قدرات يفتقر البشر إليها. - من أبرز هذه القدرات أن السائحين يأتون من مختلف دول العالم ويتحدثون بعشرات اللغات المتنوعة، وهنا يمكن للروبوت الرد عليهم بلغتهم بدلاً من الاستعانة بمترجم لكل لغة على حدة. - ربما فشلت تجربة الفندق الياباني، ولكن بالتأكيد ستكون الروبوتات مستقبل السياحة والفندقة، وسوف يتواصل وجودها في هذه الصناعة.

مشاركة :