افتتح الدكتور أحمد عزيز عبد المنعم رئيس جامعة سوهاج المؤتمر الدولي الأول لضمان الجودة تحت عنوان "الجامعات العربية في ضوء اقتصاد المعرفة وريادة الأعمال وضمان الجودة"، الذي تقام فعالياته بمدينة الغردقة في الفترة من ١ حتى ٣ من أبريل الجارى.جاء ذلك بحضور الدكتور مصطفى عبد النبي رئيس جامعة المنيا والدكتور جمال الدين أبو المجد رئيس جامعة المنيا السابق ورئيس مجلس إدارة المعهد العالي للهندسة والتكنولوجيا، الدكتور أيمن عبد الحميد مقرر المؤتمر، عمداء الكليات ونخبة متميزة من أعضاء هيئة التدريس المعنيين بجودة التعليم، إلى جانب كوكبة من العلماء والخبراء من المملكة العربية السعودية، اليمن، السودان، الأردن، العراق، ليبيا وفلسطين. واستهل رئيس الجامعة حديثه مقدمًا جزيل الشكر والتقدير للدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي علي دعمه المتواصل لكافة فعاليات الجامعة، والشكر الموصول للواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر لاستضافته الكريمة لفعاليات المؤتمر.وفي كلمته الافتتاحية قال عزيز أن الهدف من المؤتمر هو الوقوف على الصورة الواقعية لواقع التعليم العالي والتركيز على تحسين الأداء نحو الأفضل، من خلال تطبيق إدارة المعرفة والجودة الشاملة والتركيز على أهمية التدريب من قبل الجامعات العربية للمجتمعات المحلية في الدول العربية لرفع الكفاءة والفاعلية إلى مرحلة التميز في كافة المؤسسات التعلمية العربية لمواجهة موجات العولمة، وللوصول إلى المنافسة الحقيقية مع الجامعات الغربية، مضيفًا أنه لا بد من توافر الإرادة الصادقة والمخلصة والجادة والراغبة في التغيير والإبداع والتعليم والتحسن المستمر. واستكمل: أن أهمية هذا المؤتمر تنطلق من قناعتنا الأكيدة بأن المستقبل لمجتمعاتنا العربية ينبثق من حصوننا الثقافية المتمثلة بمؤسسات التعليم العالي العربية، الأمر الذي يشير بشكل حاسم إلى حجم الجهد المطلوب للارتقاء بجودة التعليم العالي، وقدرة جامعاتنا على اكتساب خصائص التجدد والابتكار المعاصرة التي أصبحت من متطلبات العصر الجديد، مشيرًا إلى أن موضوع المؤتمر أصبح من الموضوعات الملحة في جامتنا بالوطن العربي. وأكد عزيز أن الجامعة من جانبها لا تدخر جهدًا في تطوير برامجها التعليمية والبحثية وتحسين مخرجات التعلم لربط الخريجين بسوق العمل الحالي والمستقبلي لملاحقة التطورات المستحدثة، موضحًا أن الجامعة تسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق الاعتماد لجميع القطاعات والكليات، حيث تم اعتماد ٤ كليات وفي طريقنا لاعتماد باقي الكليات، بالإضافة إلى إنشاء ٦ مراكز تدريبية طلابية لتأهيل خريجي الجامعة وربطهم بسوق العمل بكافة قطاعات المجتمع، حيث تم إنشاء وحدة نقل التكنولوجيا والتي ساهمت في تدريب ٧٠٠ خريج، ومركز آخر للتدريب المهني بالتعاون مع الجامعة الأمريكية لتدريب ٢٥٠ خريج على مهارات التوظيف، إلى جانب انشاء تنمية مهارات الطلاب والذي قام بتنفيذ ١٢ برنامج تدريبي ضمن مبادرة "صنايعية مصر"، مركز لريادة الاعمال ويتولي مهمة دعم الأفكار وتحويلها إلى مشاريع ذات جدوى اقتصادية.وفي نهاية كلمته أشاد عزيز بالدور الخدمي الذي تقوم به الجامعة وبصمتها الواضحة في دعم وتطوير مشروعات المحافظة بشكل متميز وخاصة في مشروعات الطرق، المياه والصرف الصحى والكهرباء، مؤكدًا أن الجامعة لم تعد بيتا للتعليم الأكاديمي فقط ولكنها يجب أن تنفتح بشكل أكبر علي المجتمع، متمنيا أن يخرج الموتمر بخطة عمل واضحة لتحسين الأداء بجامعتنا العربية والارتقاء بمستوى الخدمات التعليمية المُقدمة لأبنائنا الطلاب. وفي هذا الصدد أكد الدكتور مصطفي عبد النبي رئيس جامعة المنيا إلى أن هذا المؤتمر يعد فرصة طيبة لرصد واقع الجودة فى مؤسساتنا التعليمية واستشراف المستقبل وتحديد الأهداف التى نسعى لتحقيقها والمسارات المطلوب اتباعها، وهو ما ينعكس فى أهداف المؤتمر والقضايا والموضوعات التى يناقشها بالجامعات العربية لإيجاد مكانة بين الجامعات المتميزة، موضحًا أن المؤتمر يهدف إلى تبادل الخبرات ونشر الممارسات الجيدة فى مجال ضمان جودة التعليم، وتفعيل الشراكات مع الأطراف على المستويين الوطنى والدولي، واستحداث سبل وطرق لتحسين استجابة التعليم لاحتياجات سوق العمل.ومن جانبه قال الدكتور جمال الدين أبو المجد رئيس جامعة المنيا السابق إنه من أهم التحديات التى تواجه المجتمع المصرى هى غياب ثقافة الجودة، ولذا فقد اختارت الدولة الجودة كخيار لا بديل عنه للتحديث والتطوير، ولذلك تم إنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد والتى تقوم بدور حيوى فى حياتنا الأكاديمية من خلال وضع معايير الجودة وتطبيقها ونشر ثقافة الجودة عبر إصداراتها وتواصلها المستمر مع المؤسسات التعليمية، ومن خلال الأحداث العلمية المتنوعة. وفي السياق نفسه قال الدكتور أيمن عبد الحميد مقرر عام المؤتمر، إنه تفاعلا مع الثورة الرقمية وماترتب عليها من ازدهار ونمو غير مسبوق في مجالي اقتصاد المعرفة وريادة الأعمال علي الساحة الدولية للتميز وضمان الجودة، جاءت فكرة التأسيس لهذا المؤتمر العلمي الأول لمركز ضمان الجودة، مضيفًا أن محاور وموضوعات المؤتمر تأتي في إطار التطلعات الدولية ومسايرة ركب الحضارة من أجل النهوض بمستقبل التعليم ومخرجاته في الجامعات العربية، وذلك من خلال تبادل الخبرات بينها وبين مؤسسات التعليم العالي، الأمر الذي من شأنه المساهمة في رفع القدرة التنافسية لجامعاتنا العربية والارتقاء بتصنيفها إلى مصاف الجامعات العالمية.وفي ختام الجلسة الافتتاحية تحدث وفود الدول العربية المشاركة حيث أثنى الدكتور ماجد محمود إبراهيم بجامعة مؤته بالأردن بالمحفل العلمي الذي تبنته جامعة سوهاج لكونه فرصة للتنافس في المجال العلمي لإثراء أعمال المؤتمر بالابحاث المطروحة للارتقاء بجامعاتنا العربية.كما توجه كل من الدكتور عبدالله بن مطر من كلية الملك فهد البحرية والدكتور محمد بن شحات من جامعة الملك عبدالعزيز بالمملكة العربية السعودية بالشكر لجامعة سوهاج علي دعوتها الكريمة للمشاركة في فعاليات هذا الحدث العلمي، والذي يساهم في توطيد أواصر التعاون في مجال الجودة الشاملة للمؤسسات التعليمية.واستطرد الدكتور محمد حسن السراج بكلية نيو كاسل التقنية بالسودان قائلا أن إطلاق هذا المؤتمر يؤكد نجاح جامعة سوهاج في التفكير والتخطيط خارج الصندوق، من أجل إنتاج خريج متميز ومسلح بالمعارف والمهارات والتفكير الإبداعي لمواصلة التعلم مدي الحياة.واختتم كلمة الوافدين الدكتور عبدالله أحمد إبراهيم من دولة اليمن ذاكرًا أن مصر لديها جامعات عريقة استطاعت أن تقطع شوطًا كبيرًا في استيفاء معايير جودة التعليم من خلال تطبيقها لنظام إدارة التعليم والجودة الشاملة.جدير بالذكر أن غدًا في تمام الساعة العاشرة صباحًا سيبدأ المؤتمر أولى فعالياته العلمية بجلستين الأولى تتناول عرض أوراق عمل وأبحاث علمية، والثانية ندوة عن تصنيف الجامعات "معايير ومؤشرات" علي تنتهي فعاليات اليوم الثاني في تمام الرابعة والنصف عصرًا.
مشاركة :