على وقع المؤشرات الجيدة والمُبشِّرة، والتي أظهرت زيادة غير متوقعة في النشاط الاقتصادي الصيني في مارس/آذار للمرة الأولى منذ نوفمبر/تشرين الثاني، شهدت الأسهم العالمية بشكل عام، والصينية على وجه الخصوص، حالة من الانتعاش، انعكس على أدائها لتحقق مكاسب في مستهل تداولات الأسبوع. وارتفعت كافة الأسهم الصينية، أمس، مع تسجيل مؤشر شنجهاي أرباحاً بنسبة 2.58%، ليصل إلى 3170.36 نقطة، في حين ارتفع مؤشر شنزن نحو 3.64% بواقع 10267.70نقطة. لم يختلف الوضع داخل بورصة نيويورك؛ حيث قفزت أسهم «وول ستريت» في بداية تداولاتها، منتشيةً بالبيانات الاقتصادية القوية في الصين والأمريكية، والتي بددت نوعاً ما المخاوف من تباطؤ عالمي محتمل، إضافة إلى التفاؤل حيال التقدم المحرز في سير المفاوضات التجارية. وفي وول ستريت، قفز داو جونز 250 نقطة 0.92% متجاوزاً 26100 نقطة، وزاد ستاندرد آند بورز 0.82% فيما تقدم ناسداك 72 نقطة أو 0.94%.وأظهرت بيانات صادرة عن «معهد إدارة سلاسل التوريد»، توسعاً بنشاط الصناعات التحويلية في الولايات المتحدة الشهر الماضي؛ ليرتد من أدنى مستوى له منذ أواخر عام 2016.وعلى صعيد أسهم «ليفت» فقد هبطت بنسبة 11% أمس، دون سعر الاكتتاب العام للسهم وهذا اليوم الثاني من التداول. وتم تداول السهم عند 69.12 دولار للسهم أقل 20% عن أعلى سعر حققته الجمعة عند 88.60 دولار.أوروبياً، استهلت الأسهم الأوروبية الربع الثاني من العام بنبرة متفائلة، أمس، مع صعود جميع القطاعات الرئيسية؛ إثر تعاف مفاجئ في بيانات المصانع الصينية، ومؤشرات على إحراز تقدم في محادثات التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم. وارتفع المؤشر ستوكس 0.8%. وفي حين شملت المكاسب شتى بورصات المنطقة، فقد تفوق على نحو خاص المؤشر داكس الألماني الحساس لتطورات التجارة بصعوده1%، مدعوماً بارتفاع أسهم شركات صناعة السيارات. وزاد سهم مجموعة بي.اس.ايه 3.3% وفيات كرايسلر 2%؛ بفعل تقرير بأن الشركتين تستطلعان شراكة لتقاسم الاستثمارات بصناعة السيارات في أوروبا.وكانت أسهم صناع الرقائق الأوروبيين نقطة مضيئة أيضاً؛ بعد نتائج أفضل من المتوقع من فوكسكون إندستريال الموردة لشركة أبل. وصعدت أسهم ديالوج لأشباه الموصلات وإنفنيون تكنولوجيز أكثر من ثلاثة في المئة.في غضون ذلك، نما نشاط المصانع في الصين على غير المتوقع للمرة الأولى في أربعة أشهر في مارس/آذار، حسبما أظهرته مسوح رسمية وخاصة، مما ينبئ بأن إجراءات التحفيز الحكومية ربما بدأت تؤتي ثمارها. حقبة جديدة وفي بورصة طوكيو، ارتفع «نيكاي» 1.43% ليغلق عند 21509.03 نقطة، ويعود الفضل لارتفاع «نيكاي» إلى المكاسب، التي حققتها شركات لها وزنها في المؤشر الياباني؛ مثل: شركة بيع التجزئة «فاست ريتيلنج»؛ ومجموعة «سوفت بنك»، إضافة إلى شركة فانوك، التي تُنتج ال«روبوتات» الاصطناعية.وارتفع المؤشر نيكاي، في أول أيام السنة المالية الجديدة، أمس، مع تعزز الأسهم المرتبطة بالصين؛ جرّاء الآمال حيال محادثات التجارة الأمريكية- الصينية، الأمر الذي عوض أثر تدني معنويات الشركات المحلية. وعقب ختام المعاملات الصباحية، أعلنت الحكومة اليابانية أن الحقبة الإمبراطورية الجديدة ستكون عندما سيصبح ولي العهد ناروهيتو إمبراطوراً في أول مايو/أيار، وسيطلق عليها «ريوا».أوقد النبأ شرارة طفرة في بعض الأسهم، التي لها «روابط» باسم الحقبة الجديدة المكونة من مقطعين.وقفز سهم شركة راي للإعلان، التي يتناغم اسمها مع المقطع الأول، 7.3% بعد أن صعد بما يصل إلى 19% في معاملات كثيفة، جاذباً انتباه المضاربين الساعين لجني مكاسب سريعة. وقال يوتاكا ميورا المحلل الفني في ميزوهو للأوراق المالية،: «اسم الحقبة الجديدة يخلق مزاجاً احتفالياً بوجه عام».وكانت بيانات رسمية قد أظهرت أن النشاط الصناعي في الصين قد سجل نمواً في مارس/آذار، للمرة الأولى خلال أربعة أشهر.وارتفع مؤشر مديري المشتريات لقطاع الصناعة إلى 50.5 نقطة في مارس/آذار؛ بعد أن تراجع إلى أقل مستوى له خلال ثلاث سنوات، ليصل إلى 49.2 نقطة في فبراير/شباط الماضي، وفقاً للمكتب الوطني للإحصاءات.ويدل صعود المؤشر إلى أي مستوى أعلى من 50 نقطة على النمو. وكان المؤشر هبط عن مستوى 50 نقطة في ديسمبر/كانون الأول الماضي للمرة الأولى خلال عامين؛ حيث تراجع الاقتصاد الصيني تحت ضغط حرب تجارية مع الولايات المتحدة.ويوحي النمو المسجل هذا الشهر بأن تدابير التحفيز، التي اتخذتها الحكومة بهدف دعم الاقتصاد يحتمل أن تكون بدأت تترسخ.من جهتها، أعلنت المصارف الصينية تسجيل أرباح لعام 2018؛ لكنها حذرت من أن أجواء عدم اليقين الداخلية والعالمية قد تشكل مزيداً من الضغوط على القطاع المصرفي في السنوات المقبلة.وأعلن «بنك أوف تشاينا» أرباحاً بقيمة 192,44 مليار يوان (28,67 مليار دولار)، بزيادة قدرها 4% على العام السابق. وعزا المصرف هذا الأمر إلى استقرار الاقتصاد و«السياسات النقدية الحكيمة» للحكومة الصينية؛ لكنه أورد الجمعة في تقريره السنوي إلى بورصة هونج كونج، أن القطاع «سيواجه بيئة تشغيلية معقدة عام 2019».وسجل بنك الصين الصناعي والتجاري، أكبر مصارف البلاد، أرباحاً صافية بقيمة 297,68 مليار يوان عام 2018، أي بزيادة 4,1%. كما أعلن بنك الإعمار الصيني، وهو ثاني أكبر مقرض من حيث الأصول، عن أرباح صافية بلغت 254,66 مليار يوان لعام 2018، بزيادة 5,11%.وعزا المصرف في بيان «النمو الثابت» إلى عوامل عدة، بينها خفض الاحتياطي الإلزامي لدى البنك المركزي. وبكين عالقة في حرب تجارية مع واشنطن منذ عام 2018 وصل تأثيرها إلى الاقتصاد العالمي، الذي يعاني اضطرابات. كما أظهر مسح رسمي تسارع نمو قطاع الخدمات الصيني في مارس/آذار، ما يشير إلى تخفيف بعض الضغوط على الاقتصاد المتباطئ.وارتفع مؤشر مديري المشتريات الرسمي لغير الصناعات التحويلية إلى 54.8 في مارس/آذار من 54.3 في فبراير/شباط، وهو أعلى بكثير من مستوى الخمسين نقطة الفاصل بين النمو والانكماش.
مشاركة :