«سوء الحظ» يحرم لوكلير من لقب جائزة البحرين لـ «فورمولا 1»

  • 4/2/2019
  • 00:00
  • 12
  • 0
  • 0
news-picture

كانت بطولة العالم لسباقات «فورمولا 1» للسيارات تواجه انتقادات في الماضي بأنها كان من السهل توقع ما يحدث بها، إلا أن الحال تغير هذا الموسم رغم فوز لويس هاميلتون في البحرين مؤخراً. وأحرز بطل العالم البريطاني لويس هاميلتون، فوزه الأول لهذا الموسم أمام زميله في «مرسيدس» الفنلندي فالتيري بوتاس، مستفيداً من سوء حظ سائق «فيراري» شارل لوكلير من موناكو الذي كان في طريقه للفوز بجائزة البحرين الكبرى لـ«الفورمولا 1»، لكنّ محرك سيارته تعرض لعطل وحرمه من الإنجاز. وأنهى لوكلير الذي انطلق من المركز الأول في سباقه الثاني خلف مقود «فيراري»، جائزة البحرين في المركز الثالث الذي كاد يذهب لسائق «ريد بول» الهولندي ماكس فيرستابن، لولا دخول سيارة الأمان في اللفتين الأخيرتين وإنهاء السباق خلفها. وبإمكان السائق الشاب البالغ 21 عاماً، أن يعزّي نفسه بصعوده إلى منصة التتويج للمرة الأولى في سباقه الـ23 فقط في بطولة الفئة الأولى، لا سيما إذا قورن أداؤه في سباق البحرين بما قدمه زميله المخضرم بطل العالم السابق الألماني سيباستيان فيتل الذي حل خامساً مع الكثير من الحظ، رغم أنه كان الثاني عند الانطلاق لكنه عجز عن الصمود أمام ضغط هاميلتون وارتكب هفوة ثم تعرض لكسر في جناح سيارته، ما قضى على أي أمل له بالصعود إلى منصة التتويج. وبعد أن استهلّ الموسم بفوزه في حلبة بارك الأسترالية، أنهى بوتاس سباق البحرين في المركز الثاني، ليحقق أبطال العالم الثنائية الثانية توالياً بما أن هاميلتون حلّ ثانياً في أستراليا. ولم يحتفل ثنائي «مرسيدس» بالثنائية كثيراً، لأنهما أدركا أن الحظ وقف إلى جانبهما وهذا ما أشار إليه هاميلتون لدى تهنئته من قبل مهندس الفريق بيت بونينغتون عبر جهاز الاتصال الداخلي، قائلاً: «الحظ كان سيئاً جداً على شارل (لوكلير)، قدم سباقاً رائعاً. أمامنا عمل للقيام به من أجل إبقائهم (فيراري) خلفنا». أما لوكلير الذي أصبح ثاني أصغر سائق ينطلق من المركز الأول (عن 21 عاماً و5 أشهر و15 يوماً) بعد زميله فيتل (21 عاماً وشهران و11 يوماً في جائزة إيطاليا 2008)، فكانت الخيبة واضحة عليه بعد السباق. وبقيت صدارة الترتيب العام لبوتاس بفارق نقطة فقط أمام هاميلتون، فيما صعد لوكلير بنقاطه الـ26 التي جمعها من مركزيه الخامس في أستراليا والثالث في البحرين ونقطة أسرع لفة أيضاً على حلبة الصخير، إلى المركز الرابع خلف فيرستابن (27) وأمام فيتل (22). وجاءت البداية قوية لفيتل الذي حقق انطلاقة مثالية من المركز الثاني وتجاوز لوكلير، على غرار بوتاس الذي تخطى هاميلتون ثم ضغط على ابن موناكو وتجاوزه بعد ثوانٍ معدودة لكن الأخير استعاد المركز الثاني قبل انتهاء اللفة الأولى. وضغط هاميلتون على زميله الفنلندي ونجح بدوره في تخطيه ليصبح ثالثاً، في حين ابتعد فيتل في الصدارة بعض الشيء لكن سرعان ما احتدمت المنافسة بين سائقي «سكوديريا» بعد تقلص الفارق بينهما إلى أقل من نصف ثانية مع الوصول إلى اللفة الخامسة ثم نجح لوكلير في تجاوز زميله في اللفة التالية. وأجرى لوكلير وهاميلتون توقفهما الأول في اللفة الثالثة عشرة، فاتحَين المجال أمام فيتل للتصدر بفارق مريح عن أقرب ملاحقيه، لكن سرعان ما أجرى توقفه بعد لفتين في استراتيجية أفادت هاميلتون الذي تقدم غريمه الألماني. وبدا لوكلير دون ضغوط فعلية في صدارة السباق حيث ابتعد عن هاميلتون بفارق أكثر من 6 ثوان مع الوصول إلى اللفة 22 من أصل 57، تاركاً الصراع على المركز الثاني بين زميله وهاميلتون الذي أعاد المركز مجدداً لغريمه الألماني في اللفة 23 بعد تجاوز «نظيف» من الأخير. وبقي الترتيب على ما هو عليه بين ثلاثي الصدارة الذي تقدم بفارق كبير بلغ قرابة 20 ثانية عن بوتاس الرابع، والهولندي ماكس فيرستابن (ريد بول - هوندا) بعد أن قطع السائقون أكثر من نصف السباق. وأجرى هاميلتون توقفه الثاني في اللفة 35 في الوقت الذي كان لوكلير متقدماً على فيتل بفارق 8 ثوانٍ قبل أن يُجري الأخير توقفه الثاني في اللفة 36 ويخرج أمام منافسه البريطاني الذي دخل معه في معركة حامية جداً انتهت لصالح سائق «مرسيدس» في اللفة 38. وتعرضت آمال فيتل لضربة قاضية بعد أن تجاوزه هاميلتون، إذ فقد السيطرة على سيارته ثم طار لاحقاً جناحه الأمامي، ما اضطره للدخول إلى حظيرة فريقه من أجل استبداله، ما جعله يخسر الكثير من المراكز ويمهد الطريق أمام بوتاس للصعود إلى منصة التتويج. وبعدما أجرى لوكلير توقفه الثاني والأخير في اللفة 37، واصل أفضليته في صدارة الترتيب قبل أن تحل الكارثة حين أبلغ فريقه في اللفة 45 أنه يعاني من «مشكلة ما في المحرك»، ما سمح لهاميلتون بالانقضاض عليه تدريجياً قبل أن يتجاوزه دون أي مقاومة في اللفة 48. ومع انخفاض سرعة سيارة لوكلير، نجح بوتاس أيضاً في الاقتراب منه بعد أن كان الفارق بينهما هائلاً، حتى تجاوزه بسهولة في اللفة 54. لكن سائق «فيراري» حافظ على مركزه الثالث بفضل سيارة الأمان التي دخلت في اللفتين الأخيرتين نتيجة وجود سيارتي «رينو» التابعتين للألماني نيكو هولكنبرغ والأسترالي دانيال ريكياردو اللذين كانا ضمن النقاط، على طرفي الحلبة بعد تعرضهما لعطل في الوقت ذاته. وبعد فوزين مفاجئين في سباقين وتقدم من كانا من المفترض أن يلعبا دور السائق المساعد إلى تولي زمام الأمور تغيرت الأحوال إلى توقع ما لا يمكن توقعه. «فيراري» الأسرع والمرشح؟ «مرسيدس» حامل اللقب في موقف صعب؟ سيباستيان فيتل ضد هاميلتون في صراع المنافسة على اللقب؟ فالتيري بوتاس وشارل لوكلير يلعبان دور السائق المساعد؟ ولم تكن هذه التوقعات قبل بداية الموسم خاطئة فما زال هناك 19 سباقاً حتى النهاية والفرق الثلاثة الأولى تحتفظ بأماكنها على منصة التتويج. لكن الأمور لم تسر وفقاً للسيناريو المقرر، فبوتاس الذي لم يفز بسباق في العام الماضي وانتهى الموسم ووصْف «مساعد هاميلتون» يتردد صداه في أذنيه، يتصدر بطولة السائقين بفوزه في أستراليا (بالإضافة إلى تحقيق أسرع لفة) واحتلال المركز الثاني في البحرين. ويتفوق لوكلير، البالغ عمره 21 عاماً والمنضم إلى «فيراري» هذا الموسم، على فيتل بطل العالم أربع مرات في الترتيب العام بعدما تفوق عليه بالحصول على مركز أول المنطلقين والصعود على منصة التتويج مرة واحدة. ووصل «فيراري» إلى أستراليا وهو صاحب السيارة الأسرع في اختبارات ما قبل بداية الموسم لكن «مرسيدس» خطف المركزين الأول والثاني. وفي البحرين لم تكن هناك أي شكوك في أن «فيراري» هو الأسرع بعد سيطرته على جميع التجارب الحرة وجميع فترات التجارب التأهيلية لكن «مرسيدس» أفلت بالمركزين الأول والثاني مرة أخرى. وحتى الآن لم يفز سائق حصل على مركز أول المنطلقين. ويمكن توقع تغير الوضع في شنغهاي بعد أسبوعين، إذ سيكون «فيراري» قوياً أيضاً وربما تشهد «فورمولا 1» الفائز الثالث المختلف في ثلاثة سباقات، لكن السؤال سيكون: هل هو فيتل أم لوكلير؟

مشاركة :