شبهات بعملية تشويه غير قانونية ضد غانتس يقودها حزب نتنياهو

  • 4/2/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أثارت قيادات أحزاب المعارضة الإسرائيلية، حملة ضد «أسلوب الدعاية الانتخابية الخطير» الذي يديره حزب «الليكود» الحاكم، برئاسة بنيامين نتنياهو، ضد خصومه، والذي اعتبروه «أبشع عملية تشويه وخداع وتضليل، في تاريخ التنافس الحزبي والمعارك الانتخابية» في إسرائيل، وأكدوا أن هذا الأسلوب غير قانوني، ويجب أن يتم التحقيق الجنائي والجزائي فيه. وجاءت هذه الحملة في أعقاب سلسلة من الضربات التي وجهت إلى المعارضة، وخصوصاً رئيس حزب الجنرالات، الرئيس الأسبق لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، والتي تنسب إلى «الليكود» مباشرة، أو عن طريق وسائل غير مباشرة. ومن أخطر الإجراءات التي ذكروها، ما يتعلق بالتحقيق المشترك الذي نشرته صحيفتا «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية و«نيويورك تايمز» الأميركية، أمس الاثنين، وكشفتا فيه عن مئات الحسابات المزيفة على «تويتر»، التي عملت على ترويج دعاية نتنياهو، وحزب «الليكود»، وحاولت تحطيم هيبة وشخصية منافسه غانتس. وقال التحقيق إن جهات يعتقد أنها من «الليكود»، أطلقت مشروعاً باسم «روبوتات الويب (Internet bot) الكبير»، طيلة الفترة منذ الإعلان عن تقديم موعد الانتخابات قبل ثلاثة شهور، من خلاله تمكن المزيفون من الوصول إلى نحو 2.5 مليون متصفح، والإشادة بنتنياهو، وإظهاره قائداً قوياً وزعيماً عالمياً، بينما يظهر عندهم غانتس على أنه مجنون ومصاب بمرض الملاحقة، وجبان في المعارك، ولا يسيطر على نفسه، وسريع الانهيار العصبي، ويبثون كثيراً من الأكاذيب حوله. وأشار التقرير إلى أن هذه الشبكة حرصت على نشر بيانات «الليكود» وتغريدات عدد من الناشطين المركزيين فيه، مثل محامي «الليكود» ميخائيل دبورين، ويوناتان أوريخ، ومديري شبكات التواصل الاجتماعي في الحزب ليئور هراري، وتوباز لوك، وتغريدات ابن رئيس الحكومة، يائير نتنياهو، ومهاجمة حزب «كاحول لافان» ومرشحه بيني غانتس، ونشر التقارير ضدهم. وربط المحققون بين حساب يستخدم باسم «BOND»، وبين شخص في أسدود، يدعى يتسحاك حداد، وتم التأكد من أن نشاطه على الشبكة يتم تمويله بشكل مؤكد، وأنه على علاقة بكبار المسؤولين في «الليكود». وقال التقرير إن هذه النشاطات مخالفة لعدة قوانين إسرائيلية، بينها قانون تمويل الانتخابات، الذي يحظر تشغيل أشخاص من دون عقد رسمي وعلني، وقانون الضرائب، الذي يمنع التشغيل من دون مستندات رسمية، وقانون تبييض الأموال، الذي لا يجيز صرف أموال بشكل سري. ومع أن «الليكود» نفى رسمياً أي علاقة بهذا النشاط، وادعى أنه «لا يقوم بتفعيل أي شبكة مزيفة»، وأنه «الحزب الوحيد الذي لا يستخدم هذه الوسائل»، وكذلك نفى يائير نتنياهو أي علاقة، فإن المعارضة الإسرائيلية تعتبر النفي كاذباً، وتشير إلى أنها تتوقع من الشرطة وسلطات القانون الأخرى أن تحقق في الموضوع. وأما الموضوع الثاني الذي يقض مضاجع أحزاب المعارضة، فهو التجسس على قادة أحزابهم؛ خصوصاً على غانتس. فقد نشر قبل أسبوعين أن المخابرات الإيرانية تمكنت من اختراق هاتف غانتس الشخصي. وراح «الليكود» يضخم هذا النشر، ويدعي أن الإيرانيين وجدوا في الهاتف معلومات شخصية حساسة يمكن أن تستخدم لابتزازه. وعلى الشبكات الاجتماعية نُشر أنه يقيم علاقات خارج الزواج، وأن كشف العلاقات يهدد بتفكيك علاقته الزوجية. وقد صرح مصدر مقرب من غانتس، أمس الاثنين، بأن «هناك شكوكاً في أن قائداً في جهاز (الموساد)، هو الذي سرب هذه النبأ عن التجسس الإيراني على هاتفه، وأنه يطلب من المستشار القضائي للحكومة أن يحقق في الموضوع». وأمس، تم الكشف عن تسجيلات من داخل مقر قيادة حزب الجنرالات، يظهر فيها غانتس وهو يهاجم رفاقه في قيادة التحالف، الجنرالين موشيه يعلون وجابي أشكنازي، ونائبه يائير لبيد، ويعلن أنه لا يثق بأي واحد منهم. وكان تسجيل شبيه قد ظهر قبل أسبوع، بتصريحات أخرى لغانتس ضد حلفائه. وحرص «جيش النشطاء اليمينيين في الشبكات الاجتماعية» على ترويجها والسخرية منها، واستخدامها دليلاً على أن غانتس مصاب بمرض الملاحقة. الجدير ذكره أن هذه الحملات تترك أثرها الواضح على المعركة الانتخابية. ومع أن غانتس لا يزال يتفوق على نتنياهو في الاستطلاعات، فإنه خلال الشهر الأخير لم يرتفع؛ بل إنه بدأ يفقد بعض الناس الذين قرروا تأييده لمرحلة معينة. وما زال نتنياهو يتمتع بأكثرية يمينية تسانده من الأحزاب الصغيرة، التي يشكل معها حكومة بأكثرية 64 مقعداً.

مشاركة :