تشهد السعودية وأجزاء من العالم، يوم الإثنين الموافق 11 نوفمبر 2019م، أي بعد حوالي 7 أشهر من الآن، ظاهرة فلكية نادرة، تتمثل في عبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس.وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة المهندس ماجد أبوزاهرة، عبر صفحة الجمعية بموقع التواصل فيسبوك، أن الراصدين للسماء في السعودية والمنطقة العربية وأجزاء واسعة من العالم باستثناء أستراليا، لحدث مهم اليوم؛ حيث سيعبر كوكب عطارد أمام قرص الشمس في ظاهرة فلكية نادرة تستمر لمدة 6 ساعات على مستوى الكرة الأرضية. وأضاف رئيس فلكية جدة أن كوكب عطارد سوف يظهر للراصد كقرص دائري أسود يتحرك بهدوء أمام وجه الشمس، وسيكون أفضل مكان لرؤية الحدث على شواطئ المحيط الأطلسي؛ حيث سترصد الظاهرة بكل مراحلها. وأشار المهندس أبوزاهرة إلى أن ظاهرة عبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس لا يمكن مشاهدتها بالعين المجردة، ومن الخطر جدًا التحديق إلى الشمس دون حماية؛ لأن ذلك يتسبب بأضرار جسيمة لشبكية العين. وأضاف أن هناك عدة طرق لمراقبة الشمس بأمان، على سبيل المثال عبر إسقاط صورة الشمس على ورقة بيضاء أو استخدام تلسكوب مجهز بفلتر (H-alpha)؛ حيث يظهر قرص الشمس تنتشر عليه خيوط مغناطيسية وعبور عطارد أمامها يمكن أن يجعل المشهد رائعًا، أو الاستعانة بفلتر شمسي عادي يظهر الشمس كقرص أبيض أو لون أصفر برتقالي (حسب الفلتر) وعطارد يعبر أمامها. وأوضح رئيس فلكية جدة أن عبور عطارد أمام قرص الشمس لن يتكرر من جديد إلا بعد 13 سنة، وتحديدًا في 13 نوفمبر 2032. يُذكر أن كوكب عطارد هو أصغر كواكب المجموعة الشمسية وأقربها إلى الشمس، ويبلغ قطره حوالي 4880 كلم وكتلته 0.055 من كتلة الأرض، وتتم دورته حول الشمس خلال 87.969 يومًا. ولدى كوكب عطارد أصغر ميل محوري من بين كواكب المجموعة الشمسية؛ حيث يكمل ثلاث دورات حول محوره لكل دورتين مداريتين، وتساوي الجاذبية على عطارد 0.378 من الجاذبية الأرضية. يتكون عطارد من مجموعة من العناصر الثقيلة، أهمها الحديد والذي يشكل حوالي 75% من نصف قطره، أما فيما يتعلق بالغازات الخفيفة فإنها تبخرت بسبب حرارة الشمس العالية، الأمر الذي جعل عطارد يبدو صغيرًا من ناحية الحجم، وكبيرًا من ناحية الكثافة، إذ إن كثافته قريبة من كثافة كوكب الأرض.
مشاركة :