على الرغم من مواقفه المنتقدة بشدة للحلف، يشرف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على مراسم إحياء الذكرى الـ 70 لتأسيس الناتو. وفي هذا السياق يستقبل ترامب اليوم في البيت الأبيض، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، رئيس الوزراء النرويجي السابق الذي مددت ولايته مؤخرا على رأس الحلف حتى عام 2022. وعلى الرغم من وجود "تحديات" ملحة سيبحثها اجتماع وزاري للحلف لمدة يومين في واشنطن، إلا أن مخاوف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تتركز على مسألة واحدة تتمثل في "تقاسم الأعباء" داخل الناتو بشكل أفضل، حيث طالب ترامب مرارا الدول الأوروبية الأعضاء في الحلف بزيادة مساهماتها في "الدفاع المشترك"، متهما إياها بالاتكال على الإنفاق العسكري الأمريكي الطائل. وفي هذا الشأن، يتمسك ترامب بصورة خاصة بمطلب يدعو إلى أن ترفع الدول الأعضاء في الحلف إنفاقها العسكري إلى مستوى 2% من إجمالي ناتجها الداخلي بحلول عام 2024 على أبعد تقدير. ويستهدف هذا المطلب بشكل خاص ألمانيا التي لا تزال بعيدة جدا عن هذا الهدف، وذلك لأن التوقعات تقول إن إنفاقها العسكري لن يتخطى نسبة 1.5% عام 2024. وبهذا الخصوص، قد قال الأمين العالم لحلف شمال الأطلسي مؤيدا المطالب الأمريكية قبل توجهه إلى واشنطن "أتوقع من ألمانيا أن تلتزم بالتعهد الذي قطعته مع جميع الحلفاء الآخرين في الحلف الأطلسي". بالمقابل، ألمح وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إلى أن مجهود برلين بهذا الشأن كاف، وأشار في نفس الوقت إلى ضرورة أن يبذل الأوروبيون "المزيد" من أجل أمنهم. كما ندد ماس في محاضرة بواشنطن بـ"السجالات العلنية حول تقاسم الأعباء داخل الحلف الأطلسي"، محذرا من أنها "تثير البلبلة في وقت تختبر روسيا وحدتنا مرارا وتكرارا". ولا يكتفي الرئيس الأمريكي بتوجيه الانتقادات الشديدة للحلف بشأن هذه المسألة، بل ويشكك في بعض الأحيان في جدوى الحلف بالكامل، وفي ركيزته المتمثلة في المادة الخامسة من ميثاقه والتي تنص على أن أي هجوم على أي من الدول الأعضاء، يعد هجوما على جميع الأعضاء ويواجه بشكل جماعي. المصدر: أ ف ب