دلال بخش: الأدب العجائبي مفهوم نقدي من مفاهيم السرد الحكائي

  • 4/2/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

في لقاء الصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة عرفت أستاذ الأدب العربي القديم ( إسلامى وأموي) الدكتورة دلال بنت محمد طه بخش الأدب العجائبي بأنه مفهوم نقدي من مفاهيم السرد الحكائي قعد له تيودورف في السبعينيات. وأضافت: العجائبية نزعة إنسانية قوامها ابتكار ماهو عجيب وكاسر للمألوف ويتجاوز الممكن ويخترق المستحيل ويحقق مالايمكن تحقيقه في الواقع محدثا بذلك حالة من الدهشة، حيث يقيم علاقات غير متوقعة وغير ممكنة بين الأشياء باستخدام الخيال. كثيرا ماتكون محاولة للخلاص من الواقع عندما تنعدم السبل في كثير من الأحيان يعبر عن قهر داخلي أو حرمان لتحقيق متعة فنية وكلما كان مفرطا في العجائبية كان أكثر تأثيرا، وتظهر العجائبية في الثقافة العربية في عدد من المؤلفات منها: ألف ليلة وليلة، رسالة الغفران، مقامات الحريري، كتاب العظمة. وعرفت بخش السرد قائلة: هو الحكي وهو فعل القص الذي يصب فيه الكلام وغالبا ما يعتمد على نظرية التلقي التي تنبني على وجود مصدر للقص أو راوٍ في موضوع يطرح ثم جمهور يتلقى ذلك القص، وفي إطار السرد العربي القديم بأنواعه من حكاية شعبية أو مقامة أو حكاية لابد ثمة من توفر هذه العناصر بالإضافة إلى وجود الحكاية الإطار التي ينبني عليها فعل القص، ألف ليلة وليلة، رسالة التوابع والزوابع ، ومقامات الحريري. في كتاب العظمة المؤلف مجهول، لنسبة الكلام إلى الله سبحانه وتعالى، نسبة الحديث إلى ابن سلام يروي لعثمان بن عفان، اليوتيوبيا؛ العروج السماوي هو الهاجس الذي راود الفلاسفة منذ أقدم العصور، ومحاولات الإصلاح التي قاتل من أجلها الأدباء لخلق العالم الحلم بعد أن ضيق الواقع عليهم وشدد خناقه كانت سببا وراء منشأ الأفكار اللاعقلانية والتي نشأت منها فكرة المدينة الفاضلة عند أفلاطون وعدها الكتاب بذرة أولى لأدب الخيال العلمي، المدينة الفاضلة عند افلاطون، الكوميديا الإلهية عند دانتي علها انطلقت من فكرة الإصلاح الخيالي أو الإصلاح عبر خلق العالم السماوي حيث نقل مسرح الأحداث إلى العالم السماوي بعد أن عجز الواقع عن استيعابها، حين يعجز المفكر عن الارتحال بجسده يرتحل بعقله ويجيء ذلك بإسقاط على شكل بنية فنية،  سردت بعد ذلك مقتطفات من كتاب العظمة، وجزء من الحوار من كتاب الدفائن من كتب دانيال العليم بين عثمان بن عفان وعبدالله بن سلام:” يا أمير المؤمنين فقع في يدك كتاب الدفائن من كتب دانيال عليم، ففيه مذكور مما خلق الله تعالى وعظمته مالا يصفه الواصفون ولا تصفه العقول مما خلق الله تعالى ورزقه، فسبحان الله القادر على كل شيء، وأما قولك يا أمير المؤمنين عن هذه الدنيا وسعتها، فما هي في ملك الله تعالى إلا مثل كوكب صغير بين الكواكب في السماء، وجدت يا أمير المؤمنين في هذا الكتاب أن الله خلق المهوى طوله ألف ألف ألف سنة، ثم خلق على جانب البحر عن يمينه ألف ألف ألف مدينة، وعن شماله مثل ذلك، وأرسل فيهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب، وجعل لهم مناسك هم ناسكوها، وفيهم الصالحون والظالمون، ولهم جنة ونار، يعذب سيئهم ويرحم محسنهم، يحاسبون غير حسابنا ولا يحشرون معنا، لكل مدينة عشرون ألف مرج، في كل مرج عشرون ألف روضة، في كل روضة عشرون ألف حديقة، في كل حديقة عشرون ألف شجرة، في كل شجرة عشرون ألف ثمرة، في كل ثمرة عشرون ألف لون من الورق، تحت كل لون من الورق والثمر عشرون ألف نوع من الداوب مما خلق الله….” . وحظيت المحاضرة بعدد من التعليقات والمداخلات ومنهم: فريدة شطا، د/ إيمان تونسي، د/ أميرة بخش، د/ إيمان أشقر، د/ رابعة الخطيب، ريزان بخش، وأدارت اللقاء الأستاذة مها مصطفى عقيل. هذا ويستضيف الصالون الثقافي النسائي يوم الأحد 9 شعبان 1440هـ ” 14 ابريل 2019م” أ.د/ ابتسام عبد الرحمن حلواني تتحدث عن ” ذرة الكبر وأساليب وأزمنة التكوين” صرحت بذلك نبيلة محجوب رئيسة لجنة الصالون الثقافي النسائي بأدبي جدة.

مشاركة :