كوكب في حصاة: رحلة إلى تاريخ الأرض السحيق أحدث إصدارات كلمة

  • 4/2/2019
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

أصدر مشروع "كلمة" للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي كتاب "كوكبٌ في حصاة: رحلة إلى تاريخ الأرض السحيق" للكاتب يان زالاشفتش، ونقلته إلى العربية الدكتورة ابتسام بن خضراء.يروي الكتاب قصة تاريخ الأرض كما يراها جيولوجي يتأمل حصاة؛ وكأن تلك الحصاة أشبه بكفٍّ يقرأ منه طالع الكون.ويقول الكاتب إن الناس يحبون القصص، وقد ولدوا رواةً بارعين، وينجح هنا في سرد قصته علينا عن دورة حياة حصاة، وهو بذلك يُعرف القارئ العادي بدراسات شتى؛ من دراسة المستحاثات إلى دراسة الفلزات، إلى دراسة الطلعيات، والصفائح التكتونية، وغير ذلك. فيبدأ بفصل بعنوان الغبار النجمي ليعرِّفنا بمفاهيم مادة الذرات التي بنيت منها حصاته، ثم ينتقل بنا ليشرح بإيجاز بنية باطن الأرض قبل أن يحدث عن الفلزات والصخور الرسوبية ودورة حياتها؛ من العصور السحيقة في الجيولوجيا حتى المستقبل البعيد جدًّا. ذلك المستقبل الذي يتنبأ فيه بتصلب نواة الأرض، واختفاء حقلها المغناطيسي جراء ذلك، وبالتالي ذهاب غلافها الجوي، لتصبح عرضة للرياح الشمسية والأشعة الكونية؛ فتفنى فيها الحياة؛ وتتناثر ذرات الأرض في الفضاء مع موت النظام الشمسي؛ ولعلها تجد نظامًا نجميًّا آخر يوشك أن يولد. وفي الختام يزودنا بقائمة من الكتب نزداد بها معرفةً واطلاعًا على تلك الأفكار المتنوعة.وبدا الكاتب شديد التعلق بعالم مستحاثات العوالق والميكروبات؛ فأسهب وأطال فيه وأجاد. وبدأ تعلقه بها واضحًا من عبارته: «كانت الميكروبات في العصر السيلوري تحكم العالم؛ كما هي اليوم تحكمه». كما أنه لم يخفِ ولعه بالدقة في تحديد الأزمان الجيولوجية؛ فنراه يحصي عشرة مقاييس زمنية، أخذها جميعًا من الحصاة.وعمد الكاتب في سرد قصته إلى شرح طرق وتقنيات القياس والتحليل التي توافرت في ما يربو على قرن من الاكتشافات؛ فيأخذ بيدنا من العمل الحقلي إلى العمل المخبري بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة. إنه يقربنا بكلماته المنمقة وعباراته الأنيقة من أطرافٍ شتى من علم الجيولوجيا.الكاتب يان زالاشفتش محاضر في الجيولوجيا في جامعة ليستر، عمل سابقًا مع هيئة المساحة الجيولوجية البريطانية. وهو جيولوجي حقلي، وعالم أحافير، واختصاصي في طبقات الصخور، ويدرّس جوانب مختلفة من الجيولوجيا وتاريخ الأرض للطلاب الجامعيين وطلاب الدراسات العليا. كما أنه باحث في النظم والأوساط البيئية للأحافير التي يرجع عمرها الجيولوجي إلى ألف مليون سنة. نشر مئة ورقة بحثية في المجلات العلمية، وعددا من المؤلفات.أما ابتسام بن خضرا هي مترجمة مغربية من أصل فلسطيني، حصلت على إجازة في الأدب الإنكليزي من جامعة دمشق في عام 1983، وترجمت كتبًا ومنشورات وتقارير متعددة لدور نشر عربية ودولية.

مشاركة :