حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، والذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان، على نتائج الانتخابات البلدية في مدينة اسطنبول. وفاز حزب الشعب الجمهوري المعارض بفارق ضئيل أيضا في العاصمة أنقرة ومدينة أزمير. ويقول حزب العدالة إن ثمة مخالفات وقعت وطعن في نتائج الانتخابات التي أظهرت تقدم الحزب المعارض، بـ 25 ألف صوت في اسطنبول. وكان الحزب الحاكم قد علق لافتات ضخمة تشير لفوزه، في شوارع اسطنبول. وأدان حزب الشعب الجمهوري، وهو حزب علماني، هذه الخطوة متهما حزب أردوغان بمحاولة سرقة النتيجة. كما طعن حزب العدالة أيضا على نتائج الانتخابات في العاصمة أنقرة. ونقلت بعض وسائل الإعلام، التي تسيطر عليها الحكومة إلى حد كبير، مزاعم بأن بطاقات اقتراع مسروقة عرقلت أداء الحزب الحاكم.هل هي انتكاسة لأردوغان؟ وفي المدن الأخرى، فاز التحالف الذي يقوده حزب العدالة بأغلبية ضئيلة، حيث حصل على 51.6 في المئة من الأصوات. وظلت اسطنبول تحت سيطرة الأحزاب المرتبطة بأردوغان، منذ عام 1994، حين كان عمدة منتخبا للمدينة. ويقول مارك لوين، مراسل بي بي سي في اسطنبول، إن خسارة الانتخابات في المدن الكبرى تمثل ضربة قوية لأردوغان، وتهز صورته كزعيم لا يقهر. وجرت الانتخابات التي ينظر لها باعتبارها تقييما لحكم الرئيس أردوغان، الممتد منذ 16 عاما، في فترة تشهد فيه البلاد ركودا اقتصاديا. مصدر الصورةAFPImage caption احتفل مؤيدو حزب الشعب الجمهوري المعارض في أنقرة يوم الأحد ليلا. وتراجعت قيمة الليرة التركية، ودخل الاقتصاد في ركود، خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2018. وقفز التضخم إلى 20 في المئة العام الماضي، كما ارتفع معدل البطالة. ويقول مراسلنا إن أردوغان حوَّل هذه الانتخابات، في الواقع، إلى استفتاء على نفسه. لكن الآن تبدو المعارضة، التي اعتبرت منذ فترة طويلة منقسمة على نفسها، وقد عادت للحياة من جديد.ما هي النتائج؟ بلغ عدد الناخبين المسجلين للتصويت، لاختيار رؤساء البلديات وأعضاء مجالسها، 57 مليون ناخب. وبلغت نسبة المشاركة 85 في المئة.اسطنبول: حزب الشعب الجمهوري 48.8 في المئة من الأصوات، وحزب العدالة والتنمية 48.5 في المئة.أنقرة: حزب الشعب الجمهوري 50.9 في المئة من الأصوات، وحزب العدالة والتنمية 47 في المئة.أزمير: حزب الشعب الجمهوري 58 في المئة من الأصوات، وحزب العدالة والتنمية 38.6 في المئة. وكان حزب العدالة والتنمية قد قال إن مرشحه في اسطنبول، رئيس الوزراء السابق بن علي يلدرم، متقدم بـ 4000 صوت. وأقر يلدرم في وقت لاحق بتقدم منافسه عليه بفارق ضئيل، لكن حزب العدالة عاد وأعلن مرة أخرى فوز يلدرم. وكان الحزب قد فاز في كل الانتخابات، منذ مجيئة إلى السلطة عام 2002. وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الحملة الانتخابية التي استمرت لشهرين وشهدت 100 تجمع انتخابي، إن الانتخابات مسألة حياة أو موت، بالنسبة لتركيا وحزب العدالة والتنمية.
مشاركة :