أكدت المملكة العربية السعودية أن القرار المعني بمحاربة جميع الجرائم الإرهابية والعنف المبني على أساس ديني أو اعتقادي، يأتي للتنديد بأقوى العبارات العمل الإرهابي الدنيء والمشين الذي راح ضحيته أبرياء في حادثة ضربت ضمير العالم، وهي جريمة قتل المصلين المسلمين الأبرياء في مسجدين في نيوزيلندا.جاء ذلك في كلمة المملكة العربية السعودية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم، التي ألقاها معالي مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله بن يحيى المعلمي.وقال السفير المعلمي “بالرغم من الألم الذي يعتصرنا جراء هذه الجريمة البشعة إلا أننا نقف احترامًا وإجلالًا لنيوزيلندا شعبًا وحكومة فلقد فاضت مشاعرهم حبًا وتعاطفًا وتلاحمًا، كما نحيي مسلمي نيوزيلندا الذين استقبلوا هذه المشاعر بحب متبادل يسمو على الجراح، ويؤكد على سماحة الإسلام التي أراد أن يغتالها مجرم نكرة فارتدت إليه خذلانًا وخيبة”.وأوضح معاليه أن مفاهيم الكراهية والعنصرية والتطرف ليست مفاهيم تنتمي إلى الماضي، بل هي مفاهيم عابرة للزمن، يمكن لها أن توجد متى وجدت المقومات التي تسمح بانبعاثها.وأفاد السفير المعلمي بأن المراقب لنشاط التنظيمات الإرهابية المتطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي، يجد أنها نجحت في الانتشار والتوسع بين ثنايا الفضاء الإلكتروني، حين اتخذت من هذه المنصات ملجأ ومنطلقًا تعبئ من خلالها عناصرها وتستقطب عناصر أخرى جديدة، باستطاعة أي منا أن يبتعد عن نشرات الأخبار والصحف، ويراقب تمدّد هذه التنظيمات، حيث مئات الحسابات تنشأ يوميًا لمؤيدين ومناصرين، آلاف الصور تنشر على مدار الساعة عن انتصارات ومعارك وهمية، مشيرًا إلى أنه على الرغم من الجهود اليومية التي تبذلها منصات التواصل الاجتماعي لمحاصرتهم وإقصائهم إلا أن تلك التنظيمات ما زالت تتكاثر من خلال حسابات داعميها كبكتيريا عفنة.وبين معالي مندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة، أن مكافحة الخطاب المتشدد والأيدولوجيا التي تغذي الإرهاب والتطرف العنيف، هو من أكثر التحديات الدولية المعاصرة إلحاحًاً وأهمية، وهو في مقدمة الأولويات التي اهتمت بها المملكة العربية السعودية، حيث بادرت بالتصدي لظاهرة التطرف والإرهاب فكرًا وتنظيمًا وأنشطة وعلى كل الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية.وأكد السفير المعلمي أن المملكة عملت على تشخيص الواقع الفكري، وتقصي الأسباب الجذرية التي أدت إلى انتشار التطرف العنيف وفكره والأسس التي يعتمد عليها، وقامت بتطوير إستراتيجية الأمن الفكري التي اعتمدت على ثلاثة عناصر: الوقاية، والتأهيل، والرعاية.ونوه بضرورة عمل جميع مواقع ومنابر التواصل الاجتماعي بفعالية إزاء دحض لغة الكراهية ومنعها من النشر، سواء كانت على شكل خطابات أو صور أو مقاطع فيديو، وتقديم ناشرها إلى العدالة، حيث إن العالم الافتراضي لا يمكن أن يكون ملاذًا للإرهابيين والمتعصبين، وحرية التعبير يجب في المقام الأول أن تحترم الإنسان باختلافاته كافة.وقال في ختام كلمته ” إننا إذا أردنا أن نهزم الإرهاب، فيجب أن نؤمن جميعًا بأن أي تهديد إرهابي يطال أي بلد يمثل تهديدًا لجميع بلداننا، وعلينا أن نتجاوز النظرة الضيقة لمصالحنا دون اعتبار لمصالح وأمن بقية البلدان، وإدراك أن الإرهاب لا ينتمي إلى عرق أو دين أو جنسية، ولكن ينتمي إلى الكراهية وإنكار الآخر.
مشاركة :