أحمد فتحي: «إن يحرمونا» عنوانها الأصلي «الحب والفقر»

  • 4/3/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

دار حوار «حديث الاثنين» حول مشوار الفنان اليمني أحمد فتحي ودراسته الأكاديمية، في القاعة المستديرة. ضمن أنشطة موسم «جسور ثقافية» لمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، عقدت جلسة حوارية تحت إطار «حديث الاثنين» مع الفنان والموسيقار اليمني الكبير أحمد فتحي، في القاعة المستديرة، أمس الأول، وأدار الحوار فيصل خاجة. دار «حديث الاثنين» حول الكثير من المحطات الفنية والدراسية للفنان أحمد فتحي، ومنها نيله درجة الماجستير بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف من المعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة، عام 1998ـ وعن رسالته للماجستير التي جاءت بعنوان «دور آلة العود في مصاحبة الغناء اليمني» بإشراف د. ليندا فتح الله، قال فتحي: «أردت التأكيد على أن آلة العود هي السبب الرئيس في الحفاظ على الأغنية اليمنية، فهذه الآلة موجودة في اليمن منذ القدم، وفي النقوش الأثرية، وكان لنا عودنا الخاص منذ آلاف السنين، اسمه القنبوس أو القمبوس، الذي يتكون من أربعة أوتار، وحجمه صغير، واستمر حتى أيام الثورة اليمنية، وابتعد عنه الفنانون، لأنه لا يصلح للتقنيات الحديثة، فأصواته محدودة». وعن تصنيفات الأغنية اليمنية من صنعانية وحضرمية، أكد فتحي أن «المدرسة الصنعانية، هي الرئيسة، كتكوين فني موسيقي، عالي الإبداع، وهي من أصعب الألوان الغنائية اليمنية، ومن أكثرها أصالة، ومن أسسها هو الارستقراط في صنعاء، تراكيبها وزخارفها ومنمنماتها لا يمكن أن تكتب». وأضاف «تليها الحضرمية، واللحجية، ومدارس أخرى، منها فنون الكوكباني، وفنون المناطق الوسطى مثل تعز وما حولها، وفنون تهامة ذات الإيقاعات الرهيبة والرقصات المريبة». وعن فن الكوكباني، أوضح أن «الأغنية الكوكبانية مرتبطة بالصوفية كثيراً، وقد قدمت في أحد المهرجانات الموسيقية في قاعة الملكة إليزابيث بلندن، أغنية كوكبانية صرفة، وبعدما انتهيت، قالت لي: ثمة موسيقيون في القاعة يريدون الجلوس معك، وكان من بينهم موسيقي مسلم، يعمل على الموسيقى الفلسفية، أعجب بآلة العود». ثم قدم فتحي نموذجاً حياً على النوع الكوكباني من خلال أغنية «مرت علينا ليالي» وهي من مقام كرد كوكباني. محمد خان وتحدث عن الفنان اليمني الكبير محمد جمعة خان، قائلا: «فنان عظيم، لديه مميزات وخصائص، لن يصل إليها، سواء من سبقه أو لحق به، وفي رسالتي لنيل درجة الماجستير أعطيته مساحة كافية فيها، فهو مهجن يمني (حضرمي)- هندي، والحالة الإيقاعية عنده، حالة نادرة، فالتطبيقات ترتكز على ريشته التي يتلاعب بها بشكل مدهش (السريعة والمقلوبة) وكذلك صوته، وثمة خاصية في صوته فهو لا يشبه أحدا، ولم يستطع أحد الوصول إليها»، مضيفا أن خان «غنى كل الألوان وأيضاً بالفصحى للشعراء أحمد شوقي وحافظ إبراهيم وبشارة الخوري». وقدم نموذجاً حياً بالغناء بمصاحية العود من أعمال جمعة عبر أغنية «أتت هند شاكية»، التي يقول مطلعها: «أتت هند تشكو إلى أمها/ فسبحان من جمع النيرين/ فقالت لها إن هذا الضحى/ أتاني وقبلني قبلتين». قصة «إن يحرمونا» وانتقل فتحي للحديث عن أشهر أعماله «إن يحرمونا»، بقوله: «تعرفت إلى الشاعر اليمني الكبير د. عبدالعزيز المقالح عندما كنت في القاهرة، أثناء دراستي للثانوية الموسيقية، وهو يحضر رسالة الماجستير، حضرت مجلسه الرهيب المليء بالمثقفين والأدباء والشعراء، وقلت له لدي مشروع لتقديم أغنيات تحمل أهدافاً ورسائل إنسانية واجتماعية ووطنية، قال موعدنا بعد أسبوع، فذهبت وأعطاني المطلع واسم الأغنية الأصلي هو (الحب والفقر)، لكن الجمهور هو من أطلق عليها «إن يحرمونا». وأوضح أن «موضوع الأغنية عن فقير أحب فتاة ثرية بادلته الشعور نفسه، لكن أسرتها رفضت هذا الحب. لحنت العمل وأطلقته، والغريب في هذه الأغنية أن من أعجب بها أيضاً هم الأثرياء، والسبب يعود إلى موضوع الأغنية الإنساني وكلماتها، فالحب أسمى من رماد الفلوس ومن كنوز الأرض، وماس الشموس، الله وحده فجّره في الضمير، وأجراه في دم الغني والفقير، وسيّره في الأرض عبر الأثيـر، وتوج الإنسان به فرتقى». بعدها أدى فتحي أغنية «إن يحرمونا»، التي نقتطف من كلماتها: «إن يحرمونا يا حبيب الغـرام/ ويجعلوا فقري لوصلك حرام/ فإن حبي دائما لا يليـن/ والقلب لا يسلى ولا يستكين/ إلا بوصلك يا مليح الجبيـن/ لو يزرعوا عمري بنار الشقاء/ والمهم انت يا أحوم/ لا تصدق فتندم/ كلنا في الهوى دم/ كلنا أولاد آدم». الأوركسترا السيمفوني وأكد فتحي أن يوظف الأوركسترا السيمفوني في مصلحته، ولهويته، وقال: «دخلت مجال التأليف الموسيقي، بناء على هدف واضح، أن أعمل موسيقات إلى الأرواح الخيرة، التي قدمت شيئاً للبشرية، فبدأت بموسيقى للأم تريزا، والأميرة ديانا سبنسر، ونيلسون مانديلا، ونوبل، التي عزفتها في مؤسسة نوبل للسلام عام 2011، والآن أعمل موسيقى عن غاندي». وأشار إلى أن «أعمالا موسيقية عن هؤلاء تستغرق مني وقتاً طويلاً، من البحث ومطالعة الكتب، عما قدموه، ثم اشتغل من دون مقابل مادي، وإنني سعيد جدا بهذا»، لافتاً إلى أنه قدم مؤلفاته الموسيقية مع الأوركسترا السيمفوني في فرنسا وإيطاليا، وأخيراً في موسكو بأكاديمية تشايكوفسكي. وعند حديثه عن الفنان الكبير الراحل محمد سعد عبدالله، قال فتحي، انه يمثل حالة نادرة، إذ كان هو من يكتب الكلمات ويلحنها ويغنيها، إنه من الرواد الذين عملوا التعدد، أي الأغنية المكهبلة، ومن أعماله الخالدة التي تغنى حتى اليوم «حسك تقول أننا مقدر على بعدك». وعن الألقاب، ذكر فتحي أنه ملك العود، أما عبادي الجوهر فهو أخطبوط العود، وعازف كبير وأستاذ، وصديق عزيز، جمعهما مهرجان الوتر الخامس، والأوبرا السلطانية في عُمان.

مشاركة :